تُعيد لعبة الحبار الخطيرة نفسها بشكل حقيقي، حيث حولت "إسرائيل" طلب المساعدات في غزة إلى فخ مميت للفلسطينيين، كما وصفت منظمة العفو الدولية ما يجري.
وقال د. خليل الدقران المتحدث باسم وزارة الصحة بغزة:"الإحصائيات المأساوية تتحدث عن نفسها: خلال فترة حوالي شهر، وصل عدد الشهداء إلى حوالي 600 شهيد وأكثر من 5000 إصابة، جلهم من الأطفال والنساء وكبار السن، وهذه المراكز تُعتبر "مصائد للموت" وليس لتقديم المساعدات، حيث يقوم جيش الاحتلال يومياً باستهداف هؤلاء المواطنين، مما يزيد العبء على كاهل الطواقم الطبية في المستشفيات".
شاب يعود من الموت حاملاً البشرى لأمه، مجاعة قاتلة أجبرته على خوض التجربة وعيش المخاطرة من أجل لقمة طعام مغمسة بالدم.
يقول الشاب: "نحن نذهب إلى هذه المناطق ونجد كل العنف هناك. يُطلق النار علينا، وأينما كان هناك شهيد، هناك جريح. نحن نجلب طعاماً مغمساً بالدم. اليوم لا أعرف كيف عدت، لا يوجد شيء. أربعة ماتوا بجانبي، والدم رُش علينا. الشاب الذي كان نائماً بجانبي جاءته رصاصة في رأسه واستشهد في المكان. في كل لحظة تتخيل أن رصاصة قد تأتيك، لكن مُصر أن تبقى من أجل إحضار الطعام."
شاهد أيضا.. شاهد.. الاحتلال يحول مراكز المساعدات الى مصائد قاتلة في غزة
أما الأم، فتقول بألم: "بعد ست مرات من الاتصال، عندما رنيت عليه ولم يرد، قلت: انتهى، محمد استشهد. كان الهاتف بجانبه ولم يرد علي. بعدها رد محمد قائلاً: 'نعم يا أمي'. قلت له: 'لماذا لم ترد علي؟' قال: 'لا أستطيع الوقوف على الأرض ولا أستطيع السماع'. كان يقول لي: 'تسمعين الطلقات؟' الطلقات غير طبيعية. بعدما سمعت هذه الطلقات، قلت: انتهى، والله محمد لن يعود ، والله ولدي محمد لن يعود. بعدما سمعت هذه الطلقات، قال لي: 'يا أمي، لا أستطيع الحركة، لا أستطيع القيام، لا أستطيع رفع رأسي'. الخوف سيطر عليّ تماماً. قلت: 'يا رب، أفضل أن أموت أنا وأولادي من الجوع، أفضل أن نأكل الرمل، ولا أن يذهب ابني ليموت من أجلي. ابني عشرون سنة يذهب من أجل كيلو طحين أو كيلو عدس'."
عاد محمد من الموت، من مراكز توزيع المساعدات في غزة، لكنه كان يحمل كيلوغرامات قليلة فقط من الطعام لا تكفي عائلته أكثر من يوم واحد، في ظل المجاعة المستمرة.
التفاصيل في الفيديو المرفق ...