فمنذ إنهاء النظام السوري السابق في ديسمبر الماضي، فرض الكيان الصهيوني سيطرته على مساحات واسعة في الجنوب السوري.
وبدأ الإحتلال تنفيذ خطة ممنهجة لعزل القرى من خلال قطع الطرق ورفع سواتر ترابية عالية تفصل المناطق الخاضعة لسيطرتها عن باقي الأراضي السورية، في محاولة واضحة لترسيخ حدود جديدة دون انتظار اعتراف دولي.
وفي إطار تعزيز وجودها العسكري، أنشأ كيان الاحتلال 13 قاعدة عسكرية منذ بداية سيطرته على المنطقة، كان آخرها قاعدة "تل أحمر الشرقي" قرب بلدة كودنة في ريف القنيطرة، والتي تتكامل مع قاعدة سابقة في "تل أحمر الغربي".
وتشهد المنطقة عمليات اقتحام يومية بذريعة "ملاحقة عناصر إرهابية"، وسط حملة هدم واسعة للمنازل، كما حصل في قرية الحميدية التي أزيلت فيها 16 منزلا قرب قاعدة عسكرية، ما دفع السكان إلى النزوح تحت ضغط الخوف والعزلة.
ويأتي هذا التمدد الإسرائيلي في ظل غياب موقف سوري واضح وقوي، ما يترك الجنوب السوري يتعرض لعملية سحب تدريجية من قبل كيان الإحتلال الإسرائيلي، مترا تلو متر، دون أن تصدر ردود فعل دولية أو إقليمية حاسمة توقف هذه الخطوات.