مقاومة الهيمنة الصهيونية و مناهضة الاستسلام والتخاذل العربي، سمي فيما بعد بتصدير الثورة"الايرانية" و"التدخل" في الشؤون العربية، وكأن مساعدة اللبنانيين في مواجهة الاجتياح الصهيوني عام 1982 ووصولهم الى العاصمة بيروت يعد جريمة من قبل ايران الثورة!
للاسف الاعلام العربي "المتصهين" باغلبه، يصور دعم المقاومة الاسلامية والوطنية في فلسطين هو الجريمة، وليس الاحتلال الصهيوني والتخاذل العربي والاسلامي الذي يذبح أمامه الفلسطينيون في غزة والضفة اليوم، دون أن تتحرك فيه شيء من إدعاءت الغيرة والنخوة العربية!
ايران خلال كل الفترة التي دعمت فيها قوى التحرر والمقاومة لم تطلب منها شيء لصالح امنها القومي ومصالحها الوطنية واكبر شاهد على ذلك تصريحات السيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي الاسبق لحركة المقاومة الاسلامية في فلسطين(حماس) والتي اشار فيها ايضا الى خوف الانظمة العربية والاسلامية من دعم المقاومة الفلسطينية!
اضف الى ذلك، خلال طوفان الاقصى عملت الجمهورية الاسلامية كباقي محاور المقاومة، على توحيد الساحات في وجه الكيان الصهيوني وحماته الغربيين، في حين أن العديد من التقارير كانت تشير الى تواطؤ بعض "العرب" مع الصهاينة لضرب غزة وتدميرها القضاء على المقاومة فيها.
لقد شارك اللبناني والعراقي واليمني والايراني في دعم غزة، بينما وعلى مدى الايام ال12 من العدوان الصهيوني على الجمهورية الاسلامية والتدخل الامريكي لصالح الصهاينة ومانعلمه من تواطؤ آخرين مع الكيان المحتل، لم تطلب الجمهورية الاسلامية من حلفاءها التدخل لصالحها ولم تطلق رصاصة لصالح ايران من خارجها(الى الآن بالطبع).
وهذا يعني ان ما طبل ولايزال يطبل له الاعلام المتصهين والاعرابي منه على وجه التحديد بشأن "نظرية الاذرع" هي واحدة من أوجه الكذب والتزييف التي يمارسها الغرب ضد قوى التحرر والمقاومة في المنطقة.
وأن الهدف منها هو تجريد البلدان الممانعة من مصادر قوتها من خلال اتهامها بالذيلية والعمالة لدول أخرى، في أن المطبلين والداعين الى إنهاء المقاومة ما هم الا ذيول وعبيد موسومون للأميركي والصهيوني.
*علاء الرضائي/ خبير سياسي ومستشار اعلامي