إمعانًا في الاعتداء على السيادة اللبنانية، وضربًا بعرض الحائط كل التفاهمات، وعلى رأسها اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وكيان الاحتلال، وخرقًا للقرار 1701، تواصل آلة الحرب الإسرائيلية أعمالها العدوانية ضد لبنان، من خلال شنّ غارات على مناطق مختلفة، متجاوزةً هذه المرة الإطار الجغرافي المعتاد، لتصل إلى الشمال، حيث استهدفت طائرة مسيّرة معادية سيارة قرب مخيم البداوي في طرابلس، ما أدى إلى سقوط شهداء وجرحى.
وفي تعليق له، قال وزير الخارجية اللبناني السابق، عدنان منصور: "كل ما هناك أن إسرائيل تصعّد عملياتها العسكرية يومًا بعد يوم، وهي تسعى لاستدراج المقاومة إلى عمل عسكري، تمهيدًا لشن عدوان واسع لاحقًا."
وقد فسّر مراقبون استمرار هذه الاعتداءات بأنها محاولة لزيادة الضغط على لبنان بهدف تطويعه بما يتماشى مع الأجندة الأميركية – الإسرائيلية.
أما المحلل الاستراتيجي، سمير الحسن، فقال: "حتى الآن، لا توجد إرادة أميركية حقيقية لوقف العدوان. قبل مجيء المبعوث الأميركي توماس باراك كانت هناك سلسلة غارات، واليوم هناك استهداف، ويوم أمس أيضًا وقع استهداف. أعتقد أن الأميركيين يعتمدون أسلوب الخداع التفاوضي ويمنحون الإسرائيلي مزيدًا من الوقت."
ويُشار إلى أن وتيرة الاعتداءات الإسرائيلية، المصحوبة بلهجة تهديد متصاعدة برفع مستوى الاستهداف، قد تزامنت مع زيارة المبعوث الأميركي توماس باراك، في وقت شدد فيه الرؤساء اللبنانيون الثلاثة على ضرورة لجم الاحتلال والانسحاب من الأراضي المحتلة، فيما عززت المقاومة إجراءاتها الاحترازية وجهوزيتها تحسّبًا لأي تطورات ميدانية.