وحول تقييم كلمة الرئيس السوري أحمد الشرع إثر التوتر المتصاعد في السويداء، والتي تطرّق فيها إلى الأحداث الأخيرة، ومسألة التدخل الإسرائيلي، ودور الدولة، قال حمية:"علينا أن نتساءل أولاً: كيف جاء أحمد الشرع، حتى نثمّن خطابه؟ لقد أتى على متن الدبابة الإسرائيلية، وكان هناك اتفاق تركي-إسرائيلي-أمريكي يقضي بتسليمه الحكم في دمشق، مقابل التخلي عن الجولان، ومنح الشمال السوري حكماً ذاتياً تابعاً لتركيا وفق قانون الإيجار، إلى جانب ترسيخ الوجود الأمريكي في شمال شرق سوريا ومنطقة التنف."
وأضاف حمية:"الخلاف اليوم ليس حول مبدأ التفريط بالأرض، بل حول حجم الأرض المباعة. إن ما يُقدّمه الشرع من خطابات، تحاول "إسرائيل" من خلالها منحه صورة الفارس العربي المقاوم، رغم أنه جاء بدعم مباشر منها. فقد أعلن منذ البداية رغبته في السلام، والتطبيع، وقبوله باتفاقيات مثل "إبراهام" كجزء من شروط التسوية."
ورأى حمية أن الخطاب السياسي الحالي، والذي تروّج له بعض الدول المطبّعة والمتماهية مع الدور الأمريكي، لا يغيّر شيئًا في الواقع، ولا يترك تأثيرًا حقيقيًا على الأرض.
وأكد أن من يتحكم بسوريا اليوم هو الطرف الإسرائيلي، قائلاً إن النظام يضم في داخله نحو 40 مستشارًا صهيونيًا داخل القصر الرئاسي، يحملون جنسيات أمريكية وأوروبية وإسرائيلية. "الحديث عن دخول إسرائيلي على الخط ليس إلا ذريعة، فإسرائيل كانت ولا تزال فاعلًا مباشرًا. لقد قصفت القصر الرئاسي ووزارة الدفاع لأن النظام تجاوز الخطوط الحمراء المرسومة له. هذا النظام ليس أكثر من موظف صغير لدى الإسرائيليين، يتم تأديبه متى تطلب الأمر."
شاهد أيضا.. فك شيفرة الأحداث في السويداء وأهداف 'اسرائيل' هناك
وأشار إلى أن الخطاب الإسرائيلي يسعى لتضليل الرأي العام المؤيد للتطبيع، عبر تصوير الأمر وكأن من يقاتل إسرائيل ليس فقط محور المقاومة، بل حتى من يحمل نسبًا للشرع – ممن يقاتلون أحيانًا مع داعش وأحيانًا ضدها.
وأضاف:"سوريا اليوم تفتح الصفحة الأولى من كتاب الفتن الأمريكي-الإسرائيلي. لن يسمح الأمريكيون والإسرائيليون لسوريا بأن تتعافى أو تتوحد. يريدونها ضعيفة، مريضة، ومقسّمة."
وفي ما يتعلق بإعلان وقف إطلاق النار، وصفه حمية بأنه مجرد خطوة تكتيكية، مشيرًا إلى أن الإعلام الأمريكي وبعض القنوات العربية يركّزون على مراحل معينة ثم يتجاهلونها، رغم أن الأحداث مستمرة. "وعندما يُعلن عن وقف إطلاق نار، لا نرى أدلة بصرية تثبته. هذه مجرد بداية لكتاب طويل من الفوضى، أشبه بألف ليلة وليلة داخل سوريا. إسرائيل لن تسمح بتوحيد سوريا."
ونوّه حمية إلى أن من دخلوا السويداء مؤخرًا كانوا يحملون أسلحة فردية فقط، قائلاً: "الحديث عن تصرفات فردية أو عشائرية غير دقيق. هذه أعداد كبيرة، والدولة تكذب بهذا الخصوص – فلا وجود حقيقي لدولة فاعلة أصلاً."
كما ألقى برنامج "العين الإسرائيلي" الضوء على سوريا، التي ما تزال محور اهتمام الإعلام العبري، حيث يواصل المحللون والمعلقون الإسرائيليون إطلاق مواقفهم حول ما جرى وما قد يجري هناك، ومنهم من دعا إلى عدم عقد أي اتفاق مع الرئيس أحمد الشرع، وذهب أحدهم إلى وصفه بـ"الجولاني".
وتطرّق البرنامج إلى اهتمام الكيان الإسرائيلي بما يجري في سوريا، خصوصًا في إطار سعيه لتكريس الاحتلال في الجنوب السوري، وتحويله إلى منطقة منزوعة السلاح. كما شكك في جدوى ما يُروّج عن حماية الدروز في السويداء، معتبرًا أنه لا يحمل قيمة حقيقية، بحسب ما قاله نائب رئيس أركان جيش الاحتلال السابق.
ضيف البرنامج:
-الباحث الاستراتيجي د. علي حمية
التفاصيل في الفيديو المرفق ...