في سعيهم لتقريب وجهات النظر بشأن الوصول الى اتفاق لوقف اطلاق النار في قطاع غزة قدم الوسطاء مقترحا محدّثا بشأن اتفاق محتمل لتبادل الأسرى وآلية انسحاب جيش الاحتلال وفقا لمصادر أمريكية وأخرى في كيان الاحتلال.
فقد نقل موقع أكسيوس الإخباري الأميركي عن مصدرين أن قطر ومصر والولايات المتحدة قدمت المقترح المحدث لوقف إطلاق النار في غزة للطرفين.
ووفقا للمصادر، فإن التحديثين الرئيسيين في المقترح الأخير يتعلقان بنطاق الانسحاب العسكري للاحتلال من غزة أثناء وقف إطلاق النار ونسبة العتقلين الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم مقابل كل اسير إسرائيلي.
من جهتها زعمت القناة الثانية عشرة عن مسؤولين إسرائيليين أن تل أبيب قدمت تنازلات كبيرة بشأن الأراضي التي سيظل جيش الاحتلال فيها خلال وقف إطلاق النار.
كما نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤولين أن تل أبيب قدمت للوسطاء خرائط محدثة تظهر انسحابا واسعا لقواتها من محور موراغ بين رفح وخان يونس جنوبي قطاع غزة.
وكانت تل أبيب قد أصرت في السابق على البقاء في منطقة تمتد خمسة كيلومترات شمال ممر فيلادلفيا على طول الحدود بين غزة ومصر، لكنها خفضت هذا المطلب إلى نحو كيلومتر ونصف الكيلومتر، وهو ما يقترب من مطلب حماس بانسحاب الاحتلال إلى نفس الموقع كما كان إبان وقف إطلاق النار الأخير.
وأضافت هيئة البث نقلا ان الديناميكية في محادثات الدوحة إيجابية، ولا تزال هناك حاجة لتقليص الفجوات بين الأطراف.
وفي السياق، ادعى المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي إن جيشه على استعداد لبذل مرونة أكبر وانتشار في حدود جديدة بقطاع غزة من أجل المفاوضات.
من جهة أخرى، نفى مصدر مطّلع على سير المفاوضات موافقة حركة حماس على الخرائط الجديدة التي قدّمها الجانب الإسرائيلي، مشيرًا إلى أنها تتضمّن بعض التقارب مع مطالب الحركة، إلا أنها ما زالت غير كافية ولا تلبّي الحدّ الأدنى من متطلبات حماس.
ووفقًا للمصدر، تتركز الأولوية في الوقت الراهن حول التفاهم على ثلاثة ملفات أساسية، وهي إدخال وتدفق المساعدات الإنسانية الى غزة، وخرائط الانسحاب من القطاع، وتقديم الضمانات اللازمة لتحقيق وقف دائم وشامل للعداون .
في هذه الأثناء، قال وزير الأمن الإسرائيلي إيتمار بن غفير إن انسحاب جيش الاحتلال من محور موراغ خطأ جسيم، ودعا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى التراجع عنه، كما طالبه بوقف المفاوضات وإصدار التعليمات اللازمة لاحتلال غزة بالكامل وتشجيع الهجرة والاستيطان.
من جانبها، أغلقت عائلات الاسرى الاسرائيليين، أحد الطرق الرئيسية الجنوبية قرب تل أبيب، مطالبة بتوقيع الاتفاق في أسرع وقت ممكن وبإعادة جميع الاسرى وإنهاء الحرب، متهمين في الوقت ذاته نتنياهو بإفشال الاتفاق.