وبحسب تقديرات غير رسمية من متابعين للوضع الأمني في المدينة، فإن حوادث سرقة السيارات ومحتوياتها تتركّز بشكل أكبر في الأحياء التي تفتقر لكاميرات المراقبة أو عناصر الحراسة الليلية، حيث يُقدّر بعض الأهالي أنّ عشرات الحالات تُسجَّل شهرياً دون أن تصل جميعها إلى أقسام الشرطة.
ووفقاً لبيانات رسمية في دمشق، فقد جرى تسجيل نحو 3663 حالة سرقة سيارات أو محتوياتها في العاصمة خلال الفترة الماضية، ما يعكس حجم الظاهرة مقارنةً بالتقديرات غير الرسمية التي يتداولها السكان.
وفي إطار الملاحقة الأمنية، نفّذت شرطة منطقة التل حملات أسفرت عن توقيف عصابة مؤلفة من 5 أشخاص متورطين في عشرات السرقات التي طالت سيارات ومنازل في مناطق متفرقة مثل معربا، التل، حرستا والفحامة، في محاولة للحد من تزايد هذه الحوادث.
ويشير بعض السكان إلى أنّ السرقات تستهدف عادة مقتنيات بسيطة نسبياً مثل أجهزة إلكترونية صغيرة، حقائب، أو حتى إطارات وبطاريات السيارات، ما يفتح باباً للسوق السوداء لبيع هذه المواد سريعاً. ويربط البعض انتشار هذا النوع من السرقات بالوضع الاقتصادي المتدهور وصعوبة تأمين فرص عمل، ما يدفع بعض ضعاف النفوس للجوء إلى أساليب السرقة السريعة.
ورغم وجود حملات أمنية متفرقة، يلجأ السكان إلى إجراءات فردية للحد من هذه الحوادث، منها تركيب أجهزة إنذار بسيطة، واختيار أماكن وقوف مضاءة قدر الإمكان، أو حتى التعاقد مع حراس ليليين في بعض الأحياء.
وبين تراجع الوضع المعيشي وضعف الإنارة وخدمات المراقبة، تبقى سيارات دمشق مكشوفة أمام لصوص ينتظرون فرصة زجاج هشّ مغري بكسره.