للمجاعة في غزة الف وجه.. سوء التغذية الذي يصيب الاطفال والقاصرين احد اوجه تردي الحالة الانسانية في القطاع، والتي تزداد سوءا يوما بعد آخر.
وقال طبيب الأطفال في مستشفى الرنتيسي محمد بريكة لمراسلنا الزميل باسل خير الدين: للأسف الشديد خلال الفترة الماضية كانت الامور غاية في السوء، تنهال علينا الحالات من كل حدب وصوب، كم مهول من الحالات بشكل غير طبيعي وغير مسبوق. هذه الحالات تعاني من سوء التغذية مع المضاعفات للاسف الشديد.
واضاف: طبعا سوء التغذية هو عبارة عن مرض، وهذا المرض له درجات، وفي القسم (في المستشفى) يتم التعامل مع الحالات التي تعاني من سوء تغذية حاد مع مضاعفات. وطبعا هذا الحصار الخانق ادى الى عدم توفر اي نوع من انواع الاطعمة.
وتابع بريكة لمراسلنا: الخاسر الاكبر والذي يدفع الثمن هم الاطفال بالعادة، لأن الاطفال هم الفئة الأضعف، ودائما هم الأقل مناعة وهم الذين يحتاجون الى تغذية بشكل مكثف. للاسف الشديد اليوم الاطفال لا يمكنهم العثور على اي شيء. حتى الاطفال الذين يحتاجون الى الحليب أو الرضاعة الطبيعية اصبحت امهاتهم عاجزات عن ارضائهم لعدم توفر الغذاء. يعني لا غذاء ولا حليب للأسف الشديد.
شاهد أيضا.. عدد شهداء المجاعة بغزة يرتفع لـ154 وعشرون الف طفل على وشك الموت
في مستشفى الرنتيسي التخصصي آلاف الاطفال المرضى كان أبرزهم الطفل أمير المغني المصاب بمرحلة متقدمة من سوء التغذية. كنت اجهز نفسي وفريق العمل، يقول مراسلنا، من اجل الدخول لغرفة العزل الخاصة لتصويره، لكن صرخة من خلف الجدار هزت قلوبنا قبل اسماعنا.. لقد استشهد امير.. استشهد بعدما تجاهل الجميع كل مناشدات عائلته.
وقال والد الطفل أمير لمراسلنا: ناشدنا المنظمات الدولية ومنظمة الصحة العالمية ولم يستجب أحد. ابني بقي اسبوع في المستشفى ولم يستطع علاجه أحد لعدم توفر العلاجات.
حالة من الذهول والسخط سيطرت علينا بعد استشهاد أمير، فلا ذنب للأطفال ليحرموا من طعامهم وحليبهم سوى انهم من غزة.
ويقول مراسلنا: في لحظة فارقة واثناء تصويرنا للتقرير إستشهد امير المغني ليرفع باستشهاده اعداد الاطفال الذين استشهدوا جراء سوء التغذية والحصار المفروض على قطاع غزة والذي من خلاله منعت "اسرائيل" ايصال المساعدات الانسانية وحليب الاطفال والادوية الى كافة سكان القطاع بما فيهم الاطفال.