وفي عالم الحروب الحديثة تتداخل القوة العسكرية الصلبة مع الحرب الناعمة وتأثيرها الاعلامي والنفسي وفي ظل التطور الرقمي يصبح الاعلام جزءا لا يتجزأ من ساحة المعركة.
باعتراف العدو قبل الصديق انتصرت ايران في حرب الصورة ومن ورائها الحرب النفسية فكانت الأقرب.
فضحت خسائر العدو وهششته ولم تفرض رقابة عسكرية وأمنية فسقطت الأقنعة والوجوه الخبيثة تماما كقوة النقطة صفر.
كان الإعلام الإيراني أقرب أسرع وأصدق فحقق الهدف خلال الأشهر الماضية سجل لإعلام المقاومة نجاحه في إحداث خرق في وسائل الإعلام الغربية وفي تغيير الرؤى والتوجهات التي بقيت مضللة لعقود فوقع الكيان الصهيوني وداعمه في فخ تبرير جرائمهم.

وحول موضوع كيف يشكل الإعلام الخارجي الخط الأول لمكافحة الإرهاب الدولي وكيف تمكن من صنع رأي عام جديد في الأقاليم المختلفة تجاه قضايا إيران وقضايا المنطقة، قال رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيراني بيمان جبلي إن هذه الحروب الأخيرة على المنطقة التي فرضته الكيان الصهيوني سواء على غزة أو على اللبنان ومؤخرا على الجمهورية الإسلامية، لم تكن حربا في منطقة جغرافية محددة ومحدودة فقط بل تمتد إلى الرأي العام أولا وثانيا إلى المنطقة مؤكدا أن الحرب الأساسية هي التي تجري في السيطرة على العقول وعلى القلوب وعلى الرأي العام.
وأضاف بيمان جبلي أنه لو نرجع إلى الحروب السابقة التي فرضه الكيان على فلسطين وعلى غزة والمنطقة نشاهد فرقا كبيرا جدا بين تلك الحروب والحروب الجارية الآن في غزة وفي المنطقة المفروضة من قبل الكيان.
وبين أن الحروب السابقة، كانت مواكبة بسيطرة إعلامية على الرأي العام العالمي وفي المنطقة، بسبب وجود وسائل الإعلام لنظام السلطة ونظام الاستكبار العالمي والذي يسيطر عليها اليهود والصهاينة بشكل عام ولم نكن نشاهد حقيقة الأحداث عند الرأي العام بسبب وجود هذه العوائق الكبيرة إذا صح التعبير.
وتابع أن وسائل الإعلام العالمية المتمثلة في التلفزيونات والأقمار الصناعية ووسائل الإعلام في الدول الغربية بشكل خاص قد منعت نقل الوقائع والحقائق إلى الرأي العام العالمي.
وتطرق الى أن الأمر كان واضحا في المنطقة، لأن شعوب منطقة غرب آسيا كانت تعرف ولا تزال تعرف طبيعة الوحشية للكيان الصهيوني من زمن تأسيس هذا الكيان الغاصب. مشيرا الى أن شعوب العالم خاصة في الدول الغربية في أوروبا في أمريكا لم يكن يعرف هذا الواقع، ملفتا أن هذه الحرب الأخيرة قد تغير الوضع بشكل أساسي.
وأكد رئيس هيئة الإذاعة والتفزيون الإيراني أن هناك صحوة عالمية وخاصة شريحة الشباب والجيل الجديد في الدول الغربية في أوروبا وأمريكا، يتمتعون بهذا الوعي حول جرائم الكيان الصهيوني ضد أهالي غزة بشكل مباشر على الهواء عبر التقنيات الجديدة وعبر وسائل الإعلام الجديدة.
واستطرد بيمان جبلي أن شبكات التواصل الاجتماعي نقلت الوقائع بشكل تلقائي على شبكة كبيرة جدا من شبكات التواصل في أوروبا وفي أمريكا، ما سبب بأن العالم يعرف على حرب الكيان الصهيوني على غزة.
كما لفت أن كل مواطن غزاوي وكل مواطن فلسطيني أصبح مراسلا بنقل مباشر على الهواء باستخدام وسائل الإعلام الجديدة، ما كسر الحصر الإعلامي الذي كنا نشاهده في الحروب السابقة.

وأشار الى صحوة كبيرة عند طلاب الجامعات الأمريكية والدول الأوروبية التي أدت لمظاهرات وإدانات مستمرة الى اليوم.
وتابع أنه حتى على صعيد المواقف الرسمية الآن، نرى تغيرا، ما يعني أنه تم تغيير في الساحة الإعلامية وفي ساحة الرأي العام.
واعتبر جبلي أن هذا عامل أساسي جديد. حيث ذلك يعني الدخول في موازنات الحروب. في موازنة الحرب.
وفيما يتعلق بدور الإعلام الإيراني الخارجي في الحرب الأخيرة، قال بيمان جبلي إن الإعلام التقليدي الإيراني أو الإعلام الجديد الإيراني اعتمادا على شبكات التواصل الاجتماعي، أصبح لها دور في هذه الحرب الأخيرة المفروضة على إيران وكذلك في الحرب على غزة وعلى لبنان.
وكشف رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيراني أن في الحرب الأخيرة كان هناك تعامل وتعاطي كبير جدا بين المضامين التي تنشره وسائل إعلامنا الخارجية مع النشطاء في شبكات التواصل الاجتماعي سواء في المنطقة أو في الدول الغربية في أوروبا وأمريكا ما أوجد نوعا من شبكة موحدة للمضامين وللوقائع وللصورة بين شبكات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الخارجية.
كما وجه بيمان جبلي الشكر على الجهود التي بذلتها قناة العالم التي تقدمت في الساحة الإعلامية العربية، كما هنأ طاقم القناة لإبداعهم بإيجاد تواصل مع النشطاء في شبكات التواصل الاجتماعي.
المزيد من التفاصيل في سياق الفيديو المرفق...