وأشار مراسلنا إلى أن الجميع وصف هذا القرار بأنه بمثابة صك براءة للاعتداءات الإسرائيلية، أو بتعبير آخر: تبرئة للجلاد وإعدام للضحية في الوقت ذاته. وأضاف أن القرار يأتي في سياق يفتقر إلى المنطقية، ما يؤسس لانقسام جديد في الشارع اللبناني والمشهد السياسي.
ولفت إلى أن خطب الجمعة في بيروت وسائر المناطق اللبنانية ندّدت بالقرار، واعتبرت أن الدولة اللبنانية، من خلاله، تسلّم جميع مقوّمات السيادة للأوراق والرغبات والإملاءات الأمريكية، التي تصب في نهاية المطاف في خانة المصلحة الإسرائيلية. كما ركّزت المواقف السياسية لعدد من الفصائل الفلسطينية على أن وحدة لبنان وأوراق قوته يجب ألّا يُفرَّط بها بهذه الطريقة غير المدروسة، معتبرةً أن الأمر أُخذ بشيء من السذاجة، وداعيةً رئيس الحكومة إلى التراجع عن القرار.
ونوّه مراسلنا إلى أن هذه المواقف ترافقت مع فعاليات عديدة أُقيمت في مختلف المناطق اللبنانية. وفي هذه الأثناء، تُقام في مدينة صور، في ساحة العلم، فعالية للتنديد بالقرار الحكومي والتأكيد على ضرورة بقاء سلاح المقاومة في وجه الاحتلال الإسرائيلي كورقة قوة للبنان. كما تجوب المسيرات بالسيارات والدراجات النارية معظم المناطق يوميًا، رافعةً رايات المقاومة وحزب الله، ومرددةً شعارات المبايعة لخط المقاومة.
شاهد أيضا.. مفتي بعلبك الهرمل: نزع السلاح دون استراتيجية دفاعية يفقد لبنان قدرته على الردع
وتوقّع أن تشهد الأيام المقبلة مزيدًا من تداعيات القرار على أكثر من مستوى، خاصة وأن توصيات مجلس الوزراء أعطت الجيش اللبناني مهلة حتى نهاية آب/أغسطس الحالي لوضع خطة تُرفع لاحقًا إلى المجلس، على أن تُنفذ حتى نهاية العام الجاري، وهي مرتبطة أيضًا بفترة تجديد مهمة قوات اليونيفيل.
وأضاف أن هناك من يرى أن تجديد مهمة اليونيفيل في هذه المرحلة قد يأتي في إطار الفصل السابع إذا لم يخطُ الجيش خطوة إلى الأمام في عملية سحب السلاح، وهو ما قد يجرّ البلاد إلى مسارات لا يرغب بها أحد. وختم بالتأكيد على أن الواقع يفرض نفسه، وأن لبنان لا يمكن أن يذعن لهذه الإملاءات أو القرارات، مشيرًا إلى أن المسوغ الدستوري للمقاومة هو أن سلاحها منصوص عليه في اتفاق الطائف.
وكانت قد شهدت الضاحية الجنوبية لبيروت ومحافظات جنوبية تظاهرات شعبية حاشدة احتجاجا على قرار الحكومة اللبنانية نزع سلاح المقاومة ضمن بنود الورقة الأميركية المقترحة.
ورأى المحتجون في القرار مساسا بحق المقاومة في الدفاع عن لبنان ضد الاعتداءات الإسرائيلية.
وأكد المشاركون في المسيرات التي جابت شوارع الضاحية على دراجات نارية، أكدوا تمسكهم بسلاح المقاومة، ورفضهم لتوجهات رئيس الحكومة نواف سلام بنزع سلاح المقاومة.
وجاءت التظاهرات بعد انسحاب وزراء حزب الله وحركة أمل من الجلسة الحكومية اعتراضا على بنود الورقة الأميركية.
[NN12]
التفاصيل في الفيديو المرفق..