وفيما يلي نص البيان..
بسم الله الرحمن الرحيم
تدين إدارة الإعلامِ الأجنبي في هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية بأشد العبارات وبكامل الحزن والغضب، جريمة اغتيال الجبانة التي ارتكبها كيان الاحتلال الاسرائيلي والتي استهدفت الأخوة الشهداء أنس الشريف ومحمد قريقع وإبراهيم ظاهر، ومؤمن عليوة ومحمد نوفل، ومحمد الخالدي إثر الهجوم الغادر على خيام الصحفيين حول مستشفى الشفاء بمدينة غزة مساء أمس.
إن هذا العمل الإجرامي، الذي يأتي ضمن سلسلة الهجمات المستهدفة ضد الإعلاميين في غزة منذ 7 أكتوبر 2023، ليس مجرد اعتداء على أرواح أناس أبرياء، بل هو هجوم على الحقيقة وحرية التعبير والحق الأساسي للشعوب في الوصول إلى الأخبار والمعلومات المستقلة وسماع صوت الضحايا الذين يتعرضون لجرائم غير مسبوقة خلال الإبادة الجماعية الواضحة التي يمارسها كيان الاحتلال الإسرائيلي الزائف في قطاع غزة الملطخ بالدماء.
الصحفيون، ووفقًا لمبادئ القانون الدولي وخاصة اتفاقيات جنيف والبروتوكول الأول الملحق لعام 1977، يُعتبرون مدنيين ويتمتعون بحصانة كاملة في مناطق النزاع المسلح. ومن هذا المنطلق فإن استهدافهم يشكل جريمة حرب واضحة يُعاقب عليها بموجب المادة 8 من نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية (ICC). ومع ذلك، فان الكيان الصهيوني وبدعم سياسي وحصانات غير قانونية ممنوحة من بعض القوى الغربية، يدعم سياسة التصفية الجسدية للصحفيين منذ سنوات، مدمرًا كافة الأعراف والقواعد الإنسانية الدولية، وهو ما أقر به بوقاحة بعد الهجوم الليلة الماضية.
إن عملية الاغتيال الأخيرة هي جزء من خطة منظمة تهدف إلى إسكات صوت الحقيقة في غزة ومنع إيصال رواية الشعب الفلسطيني المظلوم إلى الرأي العام العالمي. وقد حذرت منظمات دولية مستقلة مثل لجنة حماية الصحفيين (CPJ) ومنظمة مراسلون بلا حدود (RSF) مرارًا من الارتفاع غير المسبوق في أعداد الصحفيين الشهداء في فلسطين وطالبت بالتحقيق العاجل والمحايد في هذه الجرائم، لكن تقاعس المؤسسات الدولية فيما يتعلق بتنفيذ العدالة، أرسل بحد ذاته رسالة واضحة للاحتلال وهي أن بإمكانه انتهاك القانون دون خوف من العقاب.
ان إدارة الإعلام الأجنبي في هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية إذ تؤكد على أن استهداف الصحفيين هو انتهاك صارخ للمادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والمادة 19من الميثاق الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، فانها بذات الوقت تعتبر هذا العمل اعتداء مباشرا على حق الشعوب في الوعي والمعرفة. فالعالم اليوم بحاجة ماسة إلى صحفيين ينقلون الحقيقة بشجاعة، وكل محاولة لإسكات هذا الصوت هي محاولة ضد الحرية والعدالة.
اننا ندعو الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان والمحكمة الجنائية الدولية ومنظمات حماية حقوق الصحفيين إلى التحقيق الجاد والحازم دون أية ازدواجية في المعايير حول هذه الجريمة، وومقاضاةِ مرتكبيها ومن أمروا بها. كما ندعو جميع وسائل الإعلام الحرة في العالم إلى عدم الصمت حيال هذا العمل الاجرامي البشع، وعدم السماح بنسيان دماء الشهداء من خلال اظهار التضامن والتكاتف.
إدارة الإعلام الأجنبي في هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية اذ تعبر عن تعازيها و مواساتها العميقة مع أسر هولاء الصحفيين الشهداء، فانها تجدد العهد مع عوائل 238 صحفيًا استشهدوا في غزة المظلومة وشعبها الصامد، لتواصل مسارهم بكل قوة في تغطية الحقائق والكشف عن أبعاد جرائم كيان الاحتلال الصهيوني.
وختم البيان بالقول
لن يُسكت صوت الحقيقة، ودماء أنس الشريف، ومحمد قريقع، وإبراهيم ظاهر، ومؤمن عليوة، ومحمد نوفل، ومحمد الخالدي ستظل نبراس الحرية والكرامة في القلوب.
إدارة الإعلام الأجنبي في هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية
الجدير بالذكر ان كيان الاحتلال الاسرائيلي وخلال عدوانه الاخير على ايران والذي استمر 12 يوما، استهدف، مقرّ مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية وموقع عمل كوادرها الإعلامية، مما أسفر عن استشهاد عدد من الإعلاميين وإصابة آخرين بجروح متفاوتة.
ويأتي هذا الهجوم ضمن سلسلة من الاعتداءات المتعمدة التي ينفذها الكيان الغاصب بحق المؤسسات الإعلامية، في محاولة واضحة لإسكات الصوت الحرّ ومنع نقل الحقيقة إلى العالم.