حمادة للعالم:أميركا تسعى لإشعال حرب أهلية في لبنان بورقتها

الثلاثاء ١٢ أغسطس ٢٠٢٥
٠٣:٢٧ بتوقيت غرينتش
أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة في البرلمان اللبناني النائب د.إيهاب حمادة أن ما فعلته الحكومة اللبنانية بشأن نزح سلاح المقاومة هو تنفيذ للإملاءات الصهيوأميركية، مشدداً على أن الذي يريده الأميركي من ورقته هي الحرب الأهلية في لبنان.

وفي حديث خاص لقناة العالم الإخبارية اتهم حمادة الحكومة بأنها خالفت قاعدة رئيسة وذهبية من قواعد العيش المشترك الذي تنص عليه الفقرة الأخيرة من مبادئ الدستور اللبناني.

كما أكد أن قرار الحكومة هو انقلاب على اتفاق الطائف أيضاً والذي ينص على حق لبنان في تحرير أرضه وعلى حق المقاومة.

وجدد التأكيد على الثلاثية الذهبية "جيش وشعب ومقاومة"محذراً من أن أي حياد عن الانتماء إلى كل لبنان قد يعرض مؤسسة الجيش لخطر وجودي أيضاً.

وإليكم نص مقابلة النائب إيهاب حمادة مع قناة العالم الإخبارية:

العالم: هذه مرحلة لعلها من أخطر المراحل التي يمر بها لبنان والمقاومة على وجه التحديد، وخاصة بعد الضغوط الأميركية والإسرائيلية المتزايدة للضغط على الحكومة اللبنانية باتجاه سحب سلاح المقاومة أو الدفع باتجاه سحب سلاح المقاومة.. الحكومة اللبنانية اتخذت قرارها بتكليف الجيش اللبناني بإعداد خطة لسحب سلاح المقاومة تعرض على الحكومة قبل أواخر الشهر الجاري أغسطس من عام 2025.. كيف تقرؤون في حزب الله هذا القرار للحكومة اللبنانية؟

حمادة: بكل وضوح هذا ليس قرار الحكومة اللبنانية، بمعنى أنها هي تمتلك القرار وتمتلك الإرادة في اتخاذ القرار المناسب، الذي فعلته الحكومة اللبنانية بكل وضوح هو تنفيذ الإملاءات الصهيوأميركية، وبالتالي عندما يتحدث البعض عن خيانة فهو يعني لا يبالغ ما ذهبت إليه الحكومة.. هي خيانة للبنانيين وخيانة للوظيفة التي عادة ما تكون الحكومة في خدمتها وفي خدمة تأديتها، لانها من المفروض أن تكون الأكثر حرصا على البشر وعلى الحجر وعلى الأرض والتراب وعلى السماء وعلى البحر وعلى الثروات.. والأكثر من ذلك على صيغة الميثاق الوطني والعيش المشترك وبالتالي تجاوزتها.

العالم: توصفون ما قامت به الحكومة بالخيانة للبنان؟

حمادة: واقعا هي خيانة للبنانيين، خيانة للبنان وخيانة للمهمة وللوظيفة بكل ما للكلمة من معنى

العالم: إذا تعتبر أن هذا تماهياً مع المصلحة الأميركية والإسرائيلية؟

حمادة: على الحكومة الآن أن تجيب أو أن تعلق على ما صرح به نتنياهو.. وهو الذي قال بالفم الملآن إننا ساعدنا الحكومة اللبنانية للوصول إلى اتخاذ هذا القرار، وعمليا هو وعد أنه سيكمل هو والحكومة اللبنانية لإنجاز نزع سلاح المقاومة، هذا تصريح نتنياهو، حيث البعض يطالعنا دائما بالحرص على لبنان تجاه إيران إذ تقوم القيامة ولا تقعد.. فيم لا أحد يطلع هكذا تطليعة تجاه نتنياهو.. والذي يستدعي أيضاً الآن الجامعة العربية لاتخاذ موقف في وجه إيران.. يعني لماذا أكل القط لسانه أمام كل استهداف وأمام كل اعتداء إسرائيلي ما نسمع لهم صوت.

العالم: نتنياهو بطبيعة الحال سيعمل على زرع خلاف بين اللبنانيين..

حمادة فليتفضلوا يجاوبوا.. أليسوا رجال؟ أليسوا مستقلين وأصحاب سيادة؟

العالم: تعتبر أن على الحكومة اللبنانية أن ترد على مزاعم نتنياهو؟

حمادة: هي تأتمر بأوامره وتنفذ ورقته، إذا هم رجال وينسجمون مع شعارات السيادة فليتفضلوا يردوا عليه.

العالم: ما مدى الخطر الذي يشكله هذا القرار الذي اتخذ من جانب الحكومة؟

حمادة: كنا نقرأ سواء في أداء البعض على مستوى التركيبة الحكومية وفي الجو العام وفي الضغط الأميركي من خلال ورقة براك أن الحكومة اللبنانية متماهية مع هذه المطالب قبل أن تصل إلى مرحلة إقرار ما عبر عنه بمقدمة الورقة الصهيو الأميركية، لأنه كما ذكرنا الحبر هو إسرائيلي وإن كانت الورقة ورقة أميركية، ربما نعتقد أن الأصابع التي استخدمت أيضاً الحبر الإسرائيلي ربما تكون زوراً تدعي لبنانياتها، بكل الأحوال هذه الحكومة لا تمثل الآن بالحد الأدنى في هذا القرار، ناقضت الدستور وخالفت قاعدة رئيسة وذهبية من قواعد العيش المشترك الذي تنص عليها الفقرة الأخيرة من مبادئ الدستور اللبناني التي أقرت في الطائف، لا شرعية لسلطات تناقض ميثاق العيش المشترك، أعتقد أنه أقل ما يقال في هذا القرار أنه يناقض ميثاق العيش المشترك، وبالتالي هو انقلاب على الصيغة كاملة.. على الصيغة التي كان لبنان بموجبها وأنشأ هذا الكيان بموجبها، وبالتالي هناك قراءات أخرى على البعض أن يقرأها جيدا، لأن الانقلاب على صيغة العيش المشترك هو إنقلاب أيضاً على صيغة لبنان، وبالتالي هناك قضايا بحجم الاستراتيجية الدفاعية، منها مثلا إلغاء تشكيل الهيئة العليا لإلغاء الطائفية السياسية.. أكثر من ذلك إلغاء القيد الطائفي.. أكثر من ذلك -إذا كنا نحتكم إلى الديمقراطية- خلينا نشوف اللبنانيين على وتوزعهم على مستوى الطوائف، حتى نرى من الطائفة التي تشكل الأغلبية، سابقا عندما كان نحكى عن مؤتمر تأسيسي للبنان البعض كانت تقوم لديه القيامة ولا تقعد، بكل صراحة هل أصبح بعد هذا الانقلاب طرح المؤتمر التاسيسي الجديد للبلد هو من المحرمات؟ نحن نقول أبداً، طالما انقلبتم على ميثاق المشترك فتعالوا لنرى أحجاما، ولكي لا تتجاوزوا أكثر من مليون و800 ألف لبناني هم الذين حموا وحفظوا لبنان وهم على دماء أبنائهم ورجالهم استطعتم أن تتبوأوا الكراسي التي أنتم عليها.

العالم: سأدخل بتفاصيل نقاط حساسة جدا تتحدث عنها.. رفع عالي للسقف.. أنت تقول بأن هذا القرار هو فاقد للشرعية (حمادة: هو معدوم الوجود) بل أكثر أنت تقول إنه ضرب الصيغة اللبنانية.. يعني أنت تقول بأن هذه المرحلة أو هذا القرار بات يشكل خطرا على الصيغة اللبنانية وبالتالي تدعو لإيجاد صيغة جديدة للبنان؟

حمادة: إذا لم يعيدوا تصحيح المسار من خلال القرار الذي اتخذ.. واذا استمروا في نهجهم الانقلابي على صيغة لبنان فإن كلاما كبيرا له علاقة بوجود لبنان ينبغي أن يبحث، هل يبقى لبنان على الشاكلة التي كان فيها منذ الاستقلال الأول إلى هذه اللحظة؟ اعتقد أن الآن أصبح الطرح واقعياً ودون أن يطرحه أحد هو الذي يطرح نفسه من خلال كل اللبنانيين، ولذلك نعم هذا انقلاب على صيغة لبنان.. لذلك على لبنان أن يكون ضمن صيغة جديدة إذا استمرت الحكومة..

العالم: أنتم تطلبون الآن في حزب الله لإنشاء مؤتمر تأسيسي لإيجاد صيغة جديدة للبنان بناء على تداعيات هذا القرار؟

حمادة: ما أقدمت عليه زورا هذه الحكومة التي تدعي تمثيلها لمصالح لبنان وهي في الحقيقة إنما تمثل المصالح الصهيوأميركية في لبنان.. إذا استمرت بما هي عليه في القرار الذي اتخذ في الأيام المشؤومة.. 5 و7 من الشهر.. أعتقد أنهم هم يعيدون طرح صيغة جديدة للبنان.

العالم: هل هذا يمثل رأي الثنائي الشيعي حركة أمل وحزب الله؟

حمادة: بصراحة بهذه اللحظة ما أعرف إذا يعني كان يمثل الثنائي ولكن ما أجزم به أنه يمثل مكونا رئيسا من المكونات التي أنشئ لبنان بناء على وجودها في هذا الوطن وعلى مساهمتها في إنشاءه، وهي تشعر الآن أنها مستهدفة على المستوى الوجودي، ولذلك هي تأدباً وحرصاً على لبنان كانت تحتفظ لنفسها بكثير من الحقائق التي تراعي فيها الآخرين، أما في هذه اللحظة عندما يريد البعض أن يأخذنا عراة إلى الذبح فإننا سوف نطرح الأمور كما هي.. أعتقد الآن لا يوجد لبنانياً إلا وعلى شفتي هذا الطرح، ونحن مطالبون أمامهم بهذا الكلام.. تفضلوا واطرحوا إعادة صياغة جديدة للبنان في ظل هذا الانقلاب.. وبالتالي المطروح بشكل واضح.. وهذا ليس جديداً.. أنتم تتذكرون مرة وفي زيارة ماكرون أعتقد عندما طرح الصيغة الجديدة والميثاق الجديد للبنان (العالم: عام 2019) كان الحديث عن مؤتمر تأسيسي، يعني من ماكرون قبلوها.. ولكن علت الأصوات عندما قارب سماحة الأمين العام السيدحسن نصرالله رضوان الله عليه هذا الموضوع قامت الدنيا وما قعدت، هذا الانقلاب على هذه الصيغة هو انقلاب على كل الصيغ التي حكمت لبنان.

العالم: منذ اتفاق الطائف ولغاية الآن؟

حمادة: هو انقلاب على الطائف، وهل هم اشتغلوا بالطائف أصلاً فليقرأوا الطائف.. الطائف ما ينص على حق لبنان في تحرير أرضه؟ ما ينص على حق المقاومة؟ من 92 إلى هذه الحكومة لا يوجد بيان وزاري إلا ما أعطى الشرعية للمقاومة في مواجهة عدوها.. هذا على المستوى المحلي.. أما على المستوى الجوهري فنحن لا نحتاج إلى إذن من أحد لندافع عن بيوتنا وعن أعراضنا وعن مقدساتنا.

العالم: سنسأل كيف تتعاملون مع هذا القرار.. ولكن فيما يتعلق بكيفية..

حمادة: بالنسبة إلينا القرار الآن غير موجود.. معدوم الوجود بالتعبير القانوني.. لأن هناك تعبير قانوني مصطلح هو معدوم الوجود لأنه يفتقر إلى الشرعية..

العالم: معدوم الوجود بالنسبة لكم ..كيف ستبلورون هذا على الأرض هل ستلجؤون إلى "لعبة الشارع" كما يقال.. تأليب شعبي ضد هذا القرار.. أم انكم ستتركون الأمور لتمضي وإلى أين ستؤول؟

حمادة: لكي نكون واضحين.. نحن نحاول مع جمهورنا الذي يشعر بأنه مستهدف على المستوى الوجودي.. جزء كبير منه لا يمتلك مأوى في الجنوب بعد الحرب والاعتداءات.. ولا يسمح له أن يعيد بناء ما دمرته الحرب.. بصراحة نحن الآن نمارس تعبا وجهدا شديدا في أن نبقي الأمور في دائرة الانضباط.. وهذا مثل ما قال رئيس الكتلة الحاج محمد رعد في مقابلة أخيرة بشكل واضح أنه الذي أدخلنا في هذا النفق كان عليه أن يرى نهايته ليرى أو إلى ما تؤول الأمور، وبالتالي مدى استطاعتنا الدائمة على الضبط رغم أن هذه ما هي الأوعى والأحكم والأعقل.. وصدقيني لو ما جرى عليها جرى على أي بيئة أخرى لكن في مكان آخر.. على العكس من ذلك إلى الآن للاسف نسمع البعض ممن يدعي الانتماء إلى الوطن اللبناني وكان يبدي حرصه على وحدة لبنان هو يدفع ليل نهار باتجاه الصدام وباتجاه الحرب الأهلية.

العالم: هل تعتبرون بأن هذا أحد أهداف الأميركي والإسرائيلي للدفع باتجاه صدام؟

حمادة: إذا أردنا الخلفية العميقة للورقة الأميركية.. أذا أردنا أن نرى المعادلة الموضوعية.. لأن الأميركان يعرفوا أن سحب السلاح وبالقوة وعبر الجيش الذي قيمته هو أنه لكل اللبنانيين.. أنه ليس منطقيا (العالم: سيؤدي إلى صدام) وليس قابلا للتنفيذ.. الحقيقة التي يريدها الأميركي من ورقته هي الحرب الأهلية في لبنان، يعني المعادل الموضوعي للورقة هو الحرب الأهلية، وهو الهدف الحقيقي للإسرائيلي الأميركي في البلد.. ممكن تسألين وما هي مصلحة الأميركي في حرب أهلية؟ لأن المصلحة الآن هي مصلحة الإسرائيلي بالدرجة الأولى.. بالنسبة للأميركي ما الذي يقدم له أو يؤخر إذا كان الإسرائيلي يقتلنا أو كنا نقتل بعضنا البعض؟ نحن نرى الآن مشاهد غزة.. لم يسلم لا الطفل ولا المرأة ولا الرجل ولا الإعلامي ولا الطبيب ولا المفكر.. وبقرار أميركي، وبالتالي لا أحد يأتي ليقول لنا أميركا هي الأم الحنون للبنان، كل قذيفة نزلت على لبنان هي صناعة أميركية وقرار وتذخير أميركي.. الإسرائيلي يشكل أداة تنفيذية فحسب.. صاحب المشروع الأكبر هو الأميركي.

العالم: الأميركي يقول لك لبنان سينفتح على الاستثمارات وعلى البناء ولكن ينبغي تقديم بعض التنازلات؟

حمادة: مثل مصر؟ الذي إذا وقف القمح سيموت الشعب المصري؟ 100 مليون ما يلاقي رغيف خبز؟ أي اقتصاد يعدونا به؟ مصر عملت معاهدة وعطت أرض للكيان.. لماذا لم تأخذ سينا؟ الأردن عايشين على القمر؟ هناك اقتصاد وهناك سلام؟ وناتج وثمرات وجنان وأنهار من العسل واللبن في الأردن؟ أمس عمل الجولاني لقاءات مع الإسرائيلي.. بعد اللقاءين مباشرة رأينا ماذا حدث في سوريا والمجازر والتي سرب البعض من المشاهد من حقيقة ما جرى.. وإلا الحقيقة مذهلة.. ولذلك لا تنطلي علينا هذه الوعود الكاذبة.

العالم: الجيش معني مباشرة الآن.. باتت كرة اللهب ربما بيد الجيش اللبناني الذي سيعد خطة لنزع سلاح المقاومة الشهر القادم.. ماذا تتوقعون أو كيف تتوقعون أن يتعامل الجيش مع هذا الملف الحساس؟

حمادة: نحن نظن بالجيش خيرا، ونحن عندما كنا نردد دائما الثلاثية الذهبية "جيش وشعب ومقاومة" لأننا نثق بهذا الجيش من خلال التجربة وأحداث مرت على لبنان وكان الجيش لكل اللبنانيين.. هذا من حيث ما نتوقعه.. والآن بالواقع الجيش يدري تماما أنه لن يتمكن ابن الجيش الذي ينتمي إلى عائلة هنا أو عائلة هناك أن ينقلب على عائلته وعلى بيته وعلى أهله وعلى تاريخه.. البيئة الحاضنة لشهداء الجيش من هي هذه البيئة؟ ولذلك قيمة الجيش والإجماع على الجيش هو نتيجة حياديته عن التطييف وعن المواقف والاصطفافات وانتمائه إلى لبنان.. ولذلك نحن نثق به على هذه القاعدة، ولكن علينا أن نلتفت وأن نلفت نظر الجيش الذي نثق به أنه أي حياد عن الانتماء إلى كل لبنان قد يعرض المؤسسة كل المؤسسة أيضاً لخطر وجودي مثل ما نحكي عن لبنان (العالم: مؤسسة الجيش) والتاريخ ليس بعيدا عنا.. نحن نتذكر سابقا -تنذكر وما تنعاد- بالحرب الأهلية اللبنانية لم يبق الجيش بل صار جيوش تنتمي إلى الطوائف، هذه مصلحة الإسرائيلي فقط، ولذلك نحن إلى الآن نجدد عهدنا وثقتنا بالجيش اللبناني وبوعيه وبحكمته، وأيضاً ألا يكون مستجيبا للضغوطات الهائلة التي سوف تمارس عليه في الأيام المقبلة.

العالم: الجيش اللبناني بما يمثله وبما يستند عليه من دعم خارجي وقرارات خارجية هل تعتقد أنه يستطيع أن يقف بوجه هذا الطوفان من الضغوط الخارجية؟

حمادة: طبعاً.. ماذا يفعلوا إذاً؟ هل أميركا ستأتي بجيوشها؟ هذا الموضة انتهت.. الأميركي ليس مستعداً يأتي جندي واحد حتى يخسره بلبنان فيما عنده أزلام وعبيد يأتمرون بأوامره وينفذوننها، أميركي يراهن على اللبنانيين في أن يقتل بعضهم بعضاً، خصوصا سمعنا البعض وهذا من الذكاء والانتماء التاريخي إلى هذا العقل الجهبذ الذي يقول إنه نحن نقتل بعضنا أحسن من أن نأتي بالغريب يقتلنا.

العالم: كيف تتعاملون في حزب الله مع هذا الأمر إذا ما انتقل من القرار إلى التطبيق؟

حمادة: بصراحة ما نعتقده أن الجيش آنذاك سوف لن يبقى جيشنا.. إذا الجيش أقدم على الالتزام تحت عنوان القرار السياسي.. والقرار السياسي يلزم الجيش عندما يكون قرارا سياسيا من أجل لبنان ومصلحة لبنان وسيادة لبنان.. أما إذا كان من أجل مصلحة الإسرائيلي فهذا لم يعد قراراً سياسياً بالنسبة إلى الجيش، ولكن على سبيل الفرض ما نعتقده نحن أنه في اللحظة الذي يأخذ فيها الجيش هذا القرار لن يعود جيشنا.. يصبح ميليشيا عند طرف آخر، وبالتالي يصدق عليه ما يصدق على هذا الطرف.

العالم: هذا كلام بالغ الخطورة.

حمادة: لا، ليس بالغ الخطورة، هذا طبيعي جدا، نحن بالنسبة لنا قبل تحرير الأرض ووقف الاعتداءات.. المنجزات أو ما نطلبه داخل الورقة بالحد الأدنى التي يقولوها في قرار 1701.. يعني حفظ الثروات ووقف الاعتداءات ووقف الاغتيالات.. وبطبيعة الحال الانسحاب وصولا إلى الانماء وإعادة إعمار ما دمرته الحرب، وأيضاً الشعور بأننا غير مستهدفين وفي أمان، نذهب إلى استراتيجية دفاعية نؤمن أنها تواجه وانها تمكن لبنان من أن يواجه.. قبل هذه كلها.. إذا هذه لم تحدث..

العالم: سوف لن تسلموا سلاحكم؟

حمادة: أي سلاح يجب أن يسلم؟ سوف نعامل من يريد أن يأخذ سلاحنا قبل هذه المنظومة التي ذكرتها معاملة الإسرائيلي.

العالم: علي لاريجاني رئيس مجلس الأمن القومي الإيراني قادم إلى لبنان في جولة إقليمية تسبقها العراق.. ماذا تتوقعون أن يحمل في جعبته إلى لبنان؟

حمادة: بصراحة الجمهورية الإسلامية التي مثلت دائما العضد والظهير الحقيقي لكل اللبنانيين بعيدا عما يتفوه به البعض من تفاهات وحماقات لا تدل إلا على ارتماءه في أحضان عدو لبنان التاريخي، بالتالي إيران الآن دولة قوية لها حضورها على مستوى المنطقة، وهي تهتم لأمورنا شاء من شاء وأبى من أبى، وبالتالي هناك علاقات دبلوماسية رسمية بين لبنان والجمهورية الإسلامية، والدكتور لاريجاني يدخل البيوت من أبوابها، البعض الآن يرتفع صوته على أبواب الزيارة.. يعني سمعنا نغمة من الجامعة العربية يريدون أن يحاكموا إيران.. وإيران تهدد.. يعني للأسف أن إيران تهدد لأن هناك احد يحكي عن لبنان لكن براك الذي قال لهم أنتم تصيرون ملحقاً للجولاني وسيحكم دولتين.. هذا لا يستاهل الرد.. براك لأنه مقدس.. يعني الإسرائيلي الذي يعتدي كل لحظة ما يطلبوا لا من الجامعة العربية ولا من الدول العربية.. بس هم على إيران.. بالتالي هو أيضاً يحمل رسالة سياسية، (العالم: هل تتعلق بهذا الموضوع؟) حتما.. حتما، أن لبنان غير متروك، وإذا ظن البعض أنه أنتم سوف تستفردون بفئة من لبنان هذا واضح شئنا أم أبينا، واضح تماما أنه يقول لهم نحن هنا ولبنان غير متروك.

العالم: كنائب في كتلة حزب الله في المجلس النيابي اللبناني تتوجه إلى رئيس الحكومة نواف سلام بماذا تنصحه في هذه اللحظة الدقيقة من تاريخ لبنان؟

حمدان: أنت تعرفي أن والده مولود بفلسطين؟ أنت تعرفي أن نواف سلام ولد بفلسطين؟ وأنت تعرفي أنه طلع من فلسطين مهجرا من الكيان ومن الإسرائيلي.. واستقر على الشريط بمحيط الناقورة؟ ولا تزال له أرض لأنه بعد عنده 12 دونم أرض.. هذا إبن المعاناة.. ليس فرنسيا، فليكن للحظة واحدة أمينا للأرض اللي عاش عليها و ولد فيها هو وأهله.. وأمينا على أهله وخيارات أهله.. أنه عاش بالجنوب بين الجنوبيين.. عندي صور له وهو طفل في بلدة من البلدات الجنوبية.. هو يتذكرها إذا يسمعني.. أن يكون أمينا لهذا الهواء الذي تنشقه والتراب الذين نما عليه.. وبالتالي أن يقف لحظة أمام ضميره.. ما يبقى من المرء هو الموقف.. واعتقد أنه إذا استمر سوف يخلد بزاوية لا أريد أن أؤشر عليها الآن أن أصفها.. ولكن يحمل أعبائها إلى ولد ولده.

للمزيد إليكم الفيديو المرفق..

0% ...

آخرالاخبار

إضراب عام في سوريا.. الطائفة العلوية تتحتج على سياسات الجولاني


خمسة قتلى في تبادل كثيف لإطلاق النار على الحدود الأفغانية–الباكستانية


فيدان يتحدث عن شروط 'تخلي' حماس عن السلاح


بين الشعارات والمواجهة: من ينقذ فلسطين.. ومن يقاتل"إسرائيل"؟!


الجولاني يكشف موعد الانتقال السياسي في سوريا!


سلسلة اعتداءات للمستوطنين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية


السودان.. جرائم حرب في كردفان وإدانات دولية


العفو الدولية تطالب بإنقاذ عاجل لغزة


وزيرا خارجية إيران ومصر يبحثان آخر التطورات الإقليمية


رفض فلسطيني لشروط الاحتلال.. لاجئو شمال الضفة يواجهون النزوح والدمار