التنمية الاستراتيجية الإيرانية.. ورقة من أوراق القوة

الأحد ٣١ أغسطس ٢٠٢٥
٠٣:٤٥ بتوقيت غرينتش
يسلط برنامج "أوراق القوة" الضوء على مفهوم التنمية الاستراتيجية كمفتاح لتحقيق التنمية المستدامة في إيران، مركزًا على دور المشروع النووي الإيراني السلمي كرافعة استراتيجية للنمو الاقتصادي والاجتماعي والطبي والتكنولوجي، وذلك من خلال استضافة عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام، الدكتور مرتضى نبوي.

التنمية الاستراتيجية هي خارطة طريق للدول تعكس الخطة الاستراتيجية طويلة المدى لتحقيق مبادئ وأهداف التنمية المستدامة في مختلف المجالات، وتوطينها في القطاعات المختلفة.

يعتبر المشروع النووي السلمي في طهران مفتاحًا للتنمية الاستراتيجية والمستدامة، وقد وضعته على طاولة الردع الشامل، ولم يكن يومًا أداة للحرب، بل رافعة استراتيجية لتحقيق تنمية اقتصادية وزراعية وطبية وتكنولوجية.

تماسك طهران الداخلي ليس وليد سياسة اقتصادية ناجحة أو إصلاح متدرج فقط، بل هو نتيجة لمراكمة أوراق القوة، لأن الإيراني يعلم جيدا أن العالم لا يحترم إلا القوي.

وفي هذا السياق، سيناقش برنامج "أوراق القوة" عبر شاشة قناة العالم الإخبارية، التنمية الاستراتيجية والمستدامة باعتبارها ورقة من أوراق قوة إيران، وذلك باستضافة الدكتور مرتضى نبوي، عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام ورئيس مركز أبحاث ودراسات التنمية الاستراتيجية في إيران.

وقال نبوي في حديثه عبر شاشة العالم، إنه "بالنسبة للتنمية الاستراتيجية في إيران، يجب أن أوضح أن تنميتنا هي تنمية شاملة، أي أنها تشمل الأبعاد الثقافية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية والدفاعية. بمعنى أنها تتضمن جميع الأبعاد، وليس فقط البعد الاقتصادي، بل تلعب الجوانب الثقافية والثورية أيضا دورًا واسعا فيها."

وأوضح أنه "فيما يتعلق بالأمن والاستقرار، هناك علاقة وثيقة وقوية بين مسألة التنمية والتقدم من جهة، ومسألة الأمن من جهة أخرى. على سبيل المثال، فإن وجود نظام أمني سليم للإنسان مهم جدًا، لأنه يمكنه من النمو والوصول إلى الكمال."

وأضاف نبوي: "إذا لم يعمل النظام الأمني للإنسان بشكل جيد، فإن الهجمات الخارجية، سواء من الفيروسات أو الكائنات الدقيقة الأخرى، ستؤدي إلى فقدان الجسم لمناعته، وبالتالي لن يتمكن من تحقيق تقدمه."

اقرأ أيضا: الاقتصاد المقاوم.. ورقة من اوراق قوة ايران

وقال إن "هذا يعني أنه في طريق التقدم ليس بالضرورة أن تكون البيئة آمنة تمامًا في جميع الأوقات، حيث نواجه التحديات الأمنية في البيئة التي نعيش فيها، والمنظومة الأمنية يجب أن تعمل بشكل جيد لمواجهة العناصر المزعجة والمهاجمة في الوقت المناسب، لتستمر الأمور في التقدم"، مضيفا: "لذا، نحن في الحقيقة نواجه دائمًا تحديات أمنية في طريق التقدم والتنمية، ولا يمكننا افتراض وجود فترة دون تحديات أمنية. لذلك، يجب علينا تعزيز منظومتنا الأمنية، لأن هذا شرط أساسي للتقدم."

وأشار نبوي إلى أن "مسألة العلاقة بين الأمن والتنمية مهمة للغاية، ولكن يجب التأكيد على أن الأمن لا يقتصر على البعد العسكري فقط، بل يجب أن تُضاف إليه الأبعاد الناعمة أيضًا" موضحا أنه "ينبغي أن نتعامل مع أمننا بشكل ذكي. فكما يحتاج المجتمع إلى حالة من الردع العسكري، فإنه بحاجة أيضاً إلى روح مقاومة نفسية وثقافية، أي أن تكون معتقداته وثقافته محفّزة ومشجعة على الإيمان بالمقاومة."

وأكد على أن "طهران تولي أهمية كبيرة للعلاقات الخارجية، وخصوصاً مع جيراننا. لم نغفل عن هذه العلاقات بأي شكل من الأشكال، ودائمًا ما سعينا إلى إقامة علاقات دبلوماسية مع جميع الدول المجاورة ودول العالم."

وقال نبوي: "في الأساس، مبدأ إيران في العلاقات الدولية هو الانفتاح وإقامة الاتصال، باستثناء الكيان الصهيوني الذي لا نعتبره مشروعًا، بل نعتبره كيانًا معتديًا، إضافة إلى النظام الأمريكي الذي يسعى إلى الاعتداء ويريد تحقيق أهدافه بالقوة. وبخلاف ذلك فإن المبدأ بالنسبة لإيران هو إقامة علاقات دبلوماسية. وأود أن أشير إلى أن الفلاسفة يقولون إن 'الحرب هي استمرار للدبلوماسية' أي أنك، من أجل الحفاظ على علاقات جيدة، يجب أن تكون مستعدًا دفاعيًا أيضًا. فهناك دول في العالم، عندما تعتقد أنها لن تحقق أهدافها عبر الدبلوماسية والمفاوضات، تلجأ إلى القوة لتحقيق ذلك."

ووأوضح قائلا إن "الكيان الصهيوني والولايات المتحدة المعتدية يتبنيان نفس الأوهام، حيث كنا نجري مفاوضات، وكان من المفترض عقد جولة جديدة يوم الأحد التالي، لكنهم هاجمونا، لأنهم اعتقدوا أنهم لن يصلوا إلى نتيجة دبلوماسية، ويمكنهم تحقيق أهدافهم بالقوة العسكرية. لكن المقاومة الإيرانية قدّمت ردًا قويًا على الكيان الصهيوني وأمريكا، وأثبت أننا نملك من الردع ما يكفي، وبالطبع لسنا غافلين، بل نعمل دائمًا على معالجة أي نواقص أو قصور، بإذن الله."

وأضاف نبوي: "نحن نعتمد على قواتنا البشرية، وعلى فكر وعقلية علمائنا وشبابنا، وقوتنا الدفاعية تنبع من إرادتنا الذاتية."

وأكد أنه من أجل تحقيق التقدم وجذب الاستثمار الأجنبي في إيران، يجب توفير المقدمات والظروف المناسبة داخل البلاد. مشيرا إلى أن "أحد الأهداف المهمة لتطويرنا هو تحسين مؤشرات بيئة الأعمال في إيران، لدينا القوانين اللازمة، ويجب على الحكومة أن تعمل على ذلك في أقرب وقت ممكن، مع تعاون البرلمان والسلطة القضائية لجعل اقتصادنا أكثر تنافسية. فإذا ما تم تحسين قوانيننا وجعلها أكثر مرونة، وتوفير الظروف الملائمة للاستثمار، فإن الكثير من العقوبات ستُحيد."

اقرأ أيضا: الطاقات الشبابية.. ورقة قوة للجمهورية الإسلامية الإيرانية

وقال نبوي إنه "إذا وصلنا إلى النقطة التي تحتل فيها مؤشرات بيئة الأعمال مكانة بين أفضل 10 إلى 20 دولة في العالم، وتوجهت الاستثمارات نحو الإنتاج والتنمية، فإن ذلك سيفتح الطريق أمام المستثمرين الأجانب."

وفيما يتعلق بالمشروع النووي الإيراني، أوضح أن "التكنولوجيا النووية ليست محدودة بقطاع معين، بل لها أبعاد مختلفة، وتشمل مجالات مختلفة من الفيزياء والكيمياء بالإضافة إلى مجالات أخرى مثل الكهرباء والميكانيكا، في الحقيقية تُعتبر التكنولوجيا النووية تكنولوجيا أم تنبثق منها مجالات متعددة ومتنوعة."

وبيّن نبوي قائلا: "على سبيل المثال، في مجال الطب، لا يمكن مواجهة العديد من الأمراض الصعبة بدون التكنولوجيا النووية، إذ تلعب دورًا حيويًا في العلاج. وفي مجالات الكيمياء والنفط، نحتاج أيضًا إلى التكنولوجيا النووية التي تلعب دورًا مهمًا في إنتاج الطاقة. لا يوجد مجال لا تدخل فيه التكنولوجيا النووية، ولهذا السبب حاولت بعض الدول التي حصلت على هذه التكنولوجيا حاولت احتكارها، وهي 4 أو 5 دول. ثم أنشأوا الوكالة الدولية للطاقة الذرية لفرض قيود على استخدامها. واليوم، نجد أن اولئك الذين حققوا إنجازات في مجال الذكاء الاصطناعي يحاولون أيضًا الاحتكار وتقييد الدول الأخرى ومنعها من استخدام هذه التكنولوجيا الجديدة."

وأشار إلى أنه "بالرغم من مساعي بعض دول العالم لإنشاء وكالة مثل الوكالة الدولية للطاقة الذرية لفرض قيود، لكن اليوم، بفضل تقدم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، لم يعد بإمكانهم فرض هذه القيود بشكل كبير."

وقال نبوي إنه "في الوقت الحاضر تتجه حكومتنا نحو استخدام الطاقات النظيفة، ويجري استثمار كبير في هذا المجال. رئيس الجمهورية يوليه اهتمامًا كبيرًا، ونحن نعتقد أن هذا العمل ضروري جدًا لأنها طاقة نظيفة وتستخدم الموارد الطبيعية."

وأكد أن "مقومات المقاومة ستبقى قائمة في العالم ما دام هناك إنسان. وإذا لم يكن لدى الإنسان نظام مناعي للدفاع عن نفسه ضد المهاجمين، فلن يتمكن من العيش. لذا، فإن مفهوم المقاومة هو مفهوم ضروري للبقاء والتقدم. لا يمكننا العيش بدون مقاومة، ولا يمكن أن نكون مستسلمين تمامًا، مثل جسم بلا جهاز مناعي يتعرض يوميًا للأمراض ويُنهار سريعًا."

0% ...

آخرالاخبار

انتحار ضابط بجيش الاحتلال بعد مشاركته حرب غزة


في زيارة دولة.. بوتين يصل قصر دلهي الرئاسي بالهند


'أسوشييتد برس': انهيار البحرية الأمريكية أمام العمليات اليمنية


تواصل الخروقات والقصف الإسرائيلي على غزة


الاحتلال يرتكب 7066 انتهاكا بحق فلسطينيي الضفة والقدس في نوفمبر


قتلى وجرحى باشتباكات مسلحة غرب طرابلس في ليبيا


قبائل جبل راس والعدين ومقبنة في الحديدة تُعلن النفير العام


العراق:جدل سياسي بعد إدراج حزب الله وأنصار الله على قائمة الإرهاب


تفكيك خلية ارهابية غرب العاصمة طهران


البحرية الأمريكية تؤكد انضمام مدمرة إلى قواتها في منطقة البحر الكاريبي