ومن المشاركين في هذا الأسطول استضافت قناة العالم الإخبارية الناطق الرسمي باسم الحزب الجمهورية التونسي وسام الصغير وناقشته حول مشاركته في هذا الأسطول وعن كل التداعيات المحيطة بهذه التجربة.
وإليكم أجزاء من هذه المقابلة:
العالم: تجربة أسطول الصمود تأتي بعد قافلة الصمود، كيف تكونت هذه الفكرة؟
الصغير: عندما يتم الحديث عن القضية الفلسطينية بالنسبة للتونسيين يمكن أن نعود إلى العلاقة المتطورة والاهتمام الكبير بما يحصل في فلسطين، من خلال رصد الانتهاكات والاعتداءات المتكررة من قبل الكيان الصهيوني على الشعب الفلسطيني.. فهذا يعود إلى عشرات السنين منذ أن اختلط الدم التونسي بالدم الفلسطيني في أحداث حمام الشط، وما حصل من انتهاكات قام بها الكيان الصهيوني لا فقط ضد الشعب الفلسطيني بل حتى ضد تونسيين وتونسيات في استهدافه في أكثر من مناسبة الأراضي التونسية.
الاهتمام والدفاع عن القضية الفلسطينية من قبل الشعب التونسي هي ضاربة في القدم، لكن ما حصل بعد 7 أكتوبر وما رافقها من احتجاجات عمت كل الأصقاع.. لبى الشعب التونسي النداء عبر مئات المبادرات التي تدعو إلى التنديد بالانتهاكات وجرائم الحرب التي يرتكبها الكيان الصهيوني في حق الشعب الفلسطيني وأهالي غزة، ما دفعنا كنشطاء ومهتمين بالقضايا العادلة وعلى رأسهم القضية الفلسطينية بتنظيم عدة تظاهرات راوحت بين الاحتجاج والاعتصامات والدعوة إلى مقاطعة الشركات أو البضائع التي تدعم الكيان الصهيوني.

ثم انتقل شكل الدعم إلى مبادرات أوسع وأكثر تأثير في اعتقادنا، إنطلاقا من تنظيم قافلة الصمود البرية، والتي كان لي الشرف أني كنت ضمن الوفود التي تنقلت، ودخلنا ليبيا ووصلنا إلى مشارف سرت، ومنعنا من مواصلة الطريق لبلوغ معبر رفح.
تلك المبادرة أحيت الكثير من الأمل لدى المتطوعين والمتطوعات وجعلتهم يفكرون في أشكال أخرى نضالية من أجل كسر الحصار عن غزة، وعدنا العموم في مداخلات وفي تصريحات بأننا عائدون.. منعنا في هذه المرة، لكننا عقدنا العزم على إيجاد شكل آخر أو طريق آخر لبلوغ غزة، بدأت التحضيرات لأشهر.. لنصل اليوم لهكذا ساعات قبل مغادرة تونس في أسطول الصمود البحري المغاربي، الذي هو جزء من أسطول الصمود العالمي، للخروج من ميناء سيدي بوسعيد والذهاب نحو الشواطئ الفلسطينية.. شاطئ غزة.

العالم: ماذا يمكن أن نعرف عن أسطول الصمود؟
الصغير: أسطول الصمود هو أسطول الصمود العالمي، يتشكل من عدة مبادرات، إحدى المجموعات التي ساهمت في تنظيم هذا الأسطول العالمي هو أسطول الصمود المغاربي.. الذي يتكون من مجموعات تنتمي إلى عدة دول من المغرب العربي، تونس والجزائر وليبيا والمغرب وموريتانيا، من كنا معاً أو من تعاونوا وتضامنوا من أجل تنظيم القافلة البرية، ثم انضافت لها مجموعات أخرى، وهي تتشكل من نشطاء من مختلف الدول المغاربية التي تعتبر القضية الفلسطينية إحدى القضايا المركزية في قناعاتها وفي أفكارها وفي برامجها.
العالم: هل هناك عوائق واجهت تنظيم هذا الأسطول؟
الصغير: في الحقيقة أكيد لا يمكن الحديث على تنظيم حدث بهذا الحجم ولا يمكن الحصول أو الوقوع في مصاعب، وهو هذا متوقع منذ البداية، انطلاقا من إيجاد العدد الكافي من السفن التي ستنقلنا أو سنركبها في الرحلة أو المسار الذي سيوصلنا إلى شواطىء غزة، إلى تعطيلات لوجستية متوقعة، لكن حقيقة الهبة الجماهيرية للتونسيات والتونسيين ومشاهد الطوابير التي عشنا على وقعها طيلة فترة الإعداد من تبرعات من مختلف شرائح المجتمع التونسي، مما مكننا من اقتناء عدد مهم من السفن التي ستنقلنا إلى شواطئ غزة.. هذه الهبة الجماهيرية في الحقيقة معناها جعلتنا نعيش حالة عاطفية ونفسية وحالة افتخار بالهبة، مكنتنا وشحنتنا و جعلتنا نتسلح بالعزيمة والإرادة لإنجاح هذه المبادرة، مع الاشتراك مع بقية الشركاء من قافلة الصمود العالمي التي انطلقت منذ أيام من شواطئ برشلونة بإسبانيا وكذلك من جينوفا في إيطاليا ومن اليونان، لتلتقي تلك الوفود في البحر الأبيض المتوسط، وتسير في نفس المسار وفي نفس الأسطول من أجل الهدف الإنساني المشترك وهو رفع الحصار عن غزة.
للمزيد إليكم الفيديو المرفق..