لا تتوقف الوداعات في الضفة الغربية؛ في قرية عنزة تُودع هذه الأم ابنها أحمد براهمة، كان في طريقه إلى جامعته قبل أن يقتله جندي إسرائيلي خلال اقتحام القرية جنوب جنين. وفي قرية المغير شرق رام الله، كان هناك وداع آخر لشهيد قتله مستوطن.
وقال جهاد براهمة والد الشهيد أحمد، "كان ابني أحمد يتمنى من الشهادة وهو صغير، وعمو الشهيد عصام رامي، كان متوفق وشاطر، ومحافظ على صلواته ما يقطعش فرض، والحمد لله، وربنا يكرمنا فيه، احنا مش أحسن من الناس، ولا احسن من أهل غزة، الحمد لله رب العالمين".
منذ السابع من أكتوبر قتل جيش الاحتلال والمستوطنون أكثر من 140 فلسطينياً في الضفة الغربية من المدنيين الذين لم يحملوا السلاح. أما في جنين فقد ارتفع عدد الشهداء منذ بداية عملية السور الحديدي المستمرة منذ 21 من يناير إلى أكثر من 60 شهيداً خلال الاقتحامات والقرى المجاورة لمخيم جنين.
وأوضح رئيس المجلس القروي بعنزة تيسير صدقة "صباح اليوم، في الساعة 7:30 صباحاً، وأثناء توجه طلاب المدارس والجامعات إلى مدارسهم، تم اقتحام القرية من عدة محاور. هذا أثار رعب أهل البلد وأطفالهم رايحين على المدارس. بعد نصف ساعة من الاقتحام، سمعنا صوت إطلاق نار، مجرد طلقتين أو ثلاث فقط، وبعدها بخمس دقائق وصلني خبر أنه هناك إصابة. حاولنا التوجه إلى مكان الإصابة، لكن كانت الطرق كلها مغلقة، وعند وصولنا وجدنا الإصابة، طبعا الهلال الأحمر وصل من خلال معرفة الإصابة بالصدر، وكانت خطيرة جداً".
حكومة يمينية متطرفة تحث جنودها على قتل كل فلسطيني، بيد أن الفلسطينيين يدركون أن الفلسطيني، وإن تم قتله، لن ينهي مسيرة التحرير.
في عرف الفلسطينيين، من يُهتف للشهيد لا يموت. هنا في بلدة عنزة جنوب جنين يهتفون للشهيد الذي يواصل طريق التحرير، لأن دماءه ليست إلا طريقاً نحو التحرير.