بينما يترقب الكل وخاصة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الـ11 من أكتوبر ليكون إسمه ضمن لائحة جائزة نوبل للسلام وبناء عليه يقوم بالضغط للإعلان عن نتيجة مقترح الهدنة في غزة ولو كان مؤقتا ودون الاكتراث بتفاصيل الاتفاق المحتمل.
*********************
الملف الأول: صفقة ترامب بين المفاوضات والإعلام العبري
ويصر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين قبل العاشر من أكتوبر، وشكل دافعا لقبول رد حماس، الأمر الذي أثار الاستياء الإسرائيلي بسبب أن رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو لم يكن يبحث عن صفقة بل يمارس لتخريبها حتى يستمر في العدوان على غزة والعمليات العسكرية وبذلك يضمن بقائه في سدة الحكم.
من جانبه، انقلبت حركة حماس الطاولة على الاحتلال الإسرائيلي، ومن منطلق إنهاء القتال وإراقة الدماء في غزة ووقف سياسة التهجير، فاختارت قبول المقترح إلا أنها أكدت على نقاط هي وطنية وتتعلق بالفلسطينيين.
وحول إطلاق سراح الأسرى أشارت حركة حماس أنها تحتاج لمزيد من الوقت للعثور على الأسرى وإخراجهم من تحت الركام ، كما أنها تحتاج لآليات لإزالة الركام بسبب التفجيرات والغارات العنيفة والدمار الذي خلفته.
هذا وكانت الحركة قد أبدت موافقتها منذ بداية الحرب على تسليم الأسرى دفعة واحدة على أن يتم القتال والعدوان وانسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة إلا أن الطرف الإسرائيلي عرقل ذلك.

ودفع الكيان الإسرائيلي بتعنته في استمرار الحرب والعدوان، تكاليف باهظة في الاقتصاد والمجتمع ومن الناحية العسكرية، إضافة الى عزلة دولية وتشويه صورته في الرأي العام العالمي، وانعكست تداعياته في الإعلام العبري.
وفيما يتعلق بردود الأفعال حول مقترح ترامب في الإعلام العبري، فقد أشار مراسل عسكري لموقع وللاه الإسرائيلي أن حماس حولت أعباء المعضلة الى إسرائيل والولايات المتحدة.
وإذاعة جيش الاحتلال وصفت ما جرى بأنه جنون تام حيث أعلن ترامب على إسرائيل إيقاف النار فورا وأن حماس مستعدة للسلام.
وموقع واينت اعتبر أن ترامب باع إسرائيل مقابل جائزة نوبل.
أما مراسل قناة الـ13 الإسرائيلي قال إن حماس خرجت رابحة من كل ما جرى.
أما يديعوت أحرونوت فقالت إن ترامب قيد إسرائيل فعليا.
**************
الملف الثاني: مستقبل غزة من الزاوية العسكرية على ضوء الصفقة
في موقف لافت، وافقت حركة حماس على مقترح ترامب، فخرج الرئيس الأمريكي بتصريح قال إن الخطة تحتاج لتعديلات قبل أن تدخل حيز التنفيذ، من جهته، قال وزير خارجيته ماركو روبيو إنه لا يمكن إنهاء حكم حماس خلال 3 أيام، مؤكدا على تعذر تقدم المفاوضات مع استمرار القصف.
وفيما يتعلق بالموضوع، اعتبر الخبير العسكري لقناة العالم الفريق الركن عبد الكريم خلف أن غزة تمثل نموذجا متفردا في المواجهات العسكرية التي حصلت، ما يجعلت فهم تطورات المعركة معقدا وصعبا، حيث أن المجابهات العسكرية التقليدية تدار وفق خطط وتقاليد عسكرية واضحة تتضمن الحشد وإسناد وفتح الجبهات وغيرها إلا أن حالة غزة لا تنطبق عليها.
وبين أن حركة حماس، ومنذ بدء العدوان قامت بتوزيع قواتها جغرافيا بطريقة مدروسة، حيث تمركزت في خمس محافظات لواء تضم عدة كتائب. كما لفت الى أنها تمكنها من إنشاء شبكة أنفاق تمتد لمئات الكيلومترات.
ورأى الخبير العسكري الفريق خلف أن عامل الضعف المعلوماتي والاستخباراتي الإسرائيلي كان من العوامل الأساسية التي أدت الى الفشل في المجابهة العسكرية.

وأضاف أن هذا النقص للكيان الإسرائيلي ساهم في بقاء حماس وتمكينها من تعويض خسائرها الميدانية.
ولفت الى أن تقارير المخابرات الأمريكية والإسرائيلية تتسم بالموضوعية حيث اعترفت التقارير بفشل إدارة ترامب في إدارة الصراع عسكريا، بناء على تقييم لعشرات الأدلة والمؤشرات.
وبين أن الكم الهائل من التعزيزات والآليات العسكرية الإسرائيلية والمساعدات العسكرية الأوروبية والأمريكية للكيان الإسرائيلي مقابل عناصر وقوات حماس المحدودة التي لا تمتلك معدات عسكرية ثقيلة أو متطورة، يكشف عن الفشل العسكري في حسم المعركة.
وأشار الى أن عجز القوات الإسرائيلية في العثور على مكان احتجاز أسرى الاحتلال في مربع صغير رغم امتلاكها لأحدث التقنيات والمعدات، كلها يعبر عن الفشل العسكري الإسرائيلي، ما ينذر استمرار هذه الحرب بانهيار داخل الكيان سياسيا.
وحول خروج حماس المحتمل من المشهد العسكري والميداني واحتمال تسليم سلاحها، أكد الخبير الاستراتيجي لقناة العالم عبد الكريم خلف أنه مستحيل ولن يحصل، مبينا أن حماس تمتلك مفاوضا يتمتع بذكاء عال.
وأوضح أنها اختارت قضية الأسرى ذات الحساسية حيث تعتبر الورقة الأكبر في المفاوضات فاستخدام هذه الورقة تشكل عامل ضغط وورقة رابحة لترامب للحصول على جائزة نوبل.
واستطرد أن ترامب ليس لديه مجال للدخول في المفاوضات والعامل الذي يسرع هذا الإنجاز له هو قضية الأسرى التي لا يوجد فيها أي نقاش، ومن هذا المنطلق اختارت حماس اللعب على ورقة الأسرى ما سيعقد مشهد تحرير الأسرى وملف البرغوثي بدورها.
وأردف أن تصفية السجون الإسرائيلية وعدم القبول باعتقال فلسطينيين بعد 7 أكتوبر من الملفات التي تعقد المفاوضات ويختلف عليها الإسرائيليون ، متابعا أنه إذا ضغط الجانب الأمريكي على الاسرائيلي فتكون النتيجة أسهل.
فقضية ربط إدارة غزة بالموقف الوطني الفلسطيني سيكون مرهونا بقضية السلاح وسترتبط بالقضية الوطنية مقابل شيء كبير يؤخذ من الجانب الإسرائيلي، ما يكشف ذكاء حركة حماس في خطوتها وردها على المقترح.
وفيما يتعلق بتفاصيل المقترح أشار الى أن المرحلة الأولى من الصفقة هي تبادل الأسرى فاقترح ترامب إطلاق سراح الأسرى الذين تم اعتقالهم بعد 7 أكتوبر، إلا أن حماس دخلت على الخط فطلبت الإفراج عن شخصيات مهمة كأمين عام حركة الجهاد الإسلامي والبرغوثي وآخرين مع إطلاق شامل للأسرى العاديين بالآلاف من الذين كانوا محكومين قبل 7 أكتوبر.
وأشار أن ما يجدر الإشارة اليه هو إطلاق سراح الأسرى وإخراج الجثامين من الأنفاق وتحت الأنقاض والذي يستغرق عدة أسابيع.

وحول محاولات نتنياهو للانقضاض على الصفقة رأى الخبير العسكري عبد الكريم خلف أن نتنياهو يفشل في مخططه نظرا لذكاء وفطانة مفاوضي حماس وسط اهتمام ترامب بالسماح للحركة لإجراء خطواتها، خاصة وسط تزايد الدعم العربي والإسلامي لإنهاء إطلاق النار في غزة.
وفي ظل دعوة مصر الى اجتماع لاختيار إدارة غزة من الفلسطينيين، وبالجانب المقابل اقترح ترامب إدارة دولية لحكم غزة، كشف الفريق الركن عبد الكريم خلف أن مصر والأردن والسعودية بموافقة فلسطينية قامت بتدريب قوات وعناصر من الشرطة الفلسطينية والقوات الخاصة داخل مصر للتهيأة للمرحلة القادمة، وكذلك تدريب عناصر من حماس تلقى تدريبات ما يدل على الأمور تتجه نحو المرحلة المقبلة التي هي إعادة الإعمار وسلام ودخول عربي بشكل قوي داخل غزة، وهذا كله بموافقة الإدارة الأمريكية وتم الإعداد له بهدوء وهو جزء من الصفقة.
ونوه أن الصفقة لم تأت نقاطها من فراغ بل صيغت بناء على المشاورات خاصة مع السعودية والإمارات ومصر، مشيرا الى أن لديهم مشكلة مع ايديولوجية حماس باعتبارها جزء من حركة الإخوان المسلمين، فتريد هذه الدول إنهاءها أو إضعافها للحيلولة دون تأثيرها على المستقبل من الناحية العسكرية والشعبية، تجنبا لتأثيرها المستقبلي في حال جرت انتخابات فلسطينية، حيث يتوقع أن تؤثر حماس على القطاع والضفة الغربية.
وقال إن هناك سعي عربي لإضعاف حماس إلا أنهم يريدون إدراك الوضع وتجاوز المأزق الموجود.
******************
الملف الثالث: رصد قدرات محور لمقاومة: مدن إيران الصاروخية
وأكد الفريق الركن عبدالکریم خلف، الخبير الأمني والاستراتيجي، أن إيران اعتمدت على "المدن الصاروخية" كأحد أهم الأسلحة الفتاكة لتعزيز قدراتها العسكرية والدفاعية.
وأوضح الفريق الرکن عبدالکريم خلف، في حديث لبرنامج شيفرة علی شاشة قناة العالم ان هذه المدن تحتوي علی صواريخ تمتد مدياتها من 40 كيلومتراً إلى 11,000 كيلومتر، وتعتبر نتيجة حتمية للحصار الذي استمر لأكثر من 40 عاماً، والذي حال دون امتلاك إيران لطائرات متطورة.
وأشار خلف إلى أن إيران قامت بتطوير صناعة الدفاع الجوي والصواريخ كوسيلة لتعويض النقص في الطائرات الحديثة، رغم أن البلاد تتعاون حالياً مع دول مهمة لتعزيز هذه القدرات. واعتبر أن هذه الصواريخ قد أدت دوراً كبيراً وحاسماً في المعارك، مبرزاً أن إحدى التحديات الرئيسية التي تواجه الخصوم هي عدم وجود معلومات استخباراتية دقيقة حول مواقع هذه المدن الصاروخية، مما يجعل استهدافها أو تعطيلها أمراً صعباً.
كما تحدث عن التحولات الأخيرة في الاستراتيجية الإيرانية، حيث تم توزيع الصواريخ على مداخل الجبال، مما يعكس الاستعداد لمواجهة محتملة مع الغرب، وبخاصة إسرائيل. وقد توقعت بعض المصادر أن تمتلك إيران بعد الحرب 3,000 صاروخ فقط، بينما تشير المعلومات المحدثة إلى أن العدد يتجاوز 20,000 صاروخ بالإضافة إلى عشرات الالاف من الطائرات المسيرة القادرة على تفادي دفاعات عدوها.
وحول البنية التحتية لهذه المدن الصاروخية، ورداً علی سؤال عن مهمتها وامکانية تحويلها إلى بيئة قتالية تمكنها من إطلاق نسبة كبيرة من الصواريخ في حال حدوث مواجهة، أشار الفريق خلف إلى أن حرس الثورة الاسلامية والجيش الإيراني قد صمما مناطق للإطلاق الفوري، مما يزيد من قدرتهم على الرد بسرعة على أي اعتداء.
وأضاف أن الضربة الأولى التي ستوجه إلى الخصوم ستكون كبيرة جداً وستمكن إيران من استهداف المطارات العسكرية وأماكن حيوية أخرى في اسرائيل، ما سوف يجعل عودة الطائرات المعادية الی قواعدها او حتی الی الوصول الی کيان الاحتلال، مهمة صعبة جداً.
وعن الأبعاد البحرية للاستراتيجية الإيرانية، أوضح خلف أن مهمة البحرية الايرانية، هي الوجود في البحر العربي والبحر الاحمر، فإذا ما حدث اصطدام عسکري، سوف يتم استخدام الاسطول الايراني الضخم الذي يشمل بارجات وغواصات وسفن حربية وزوارق سريعة يصل عدد قطعاته الی 300، مؤکداً ان مهمة هذا الاسطول يشمل منطقة واسعة، تمثل أكثر من 30 الی 40 بالمئة من تجارة العالم.
واستشهد بمثال عن تأثير الصواريخ البحرية التي استخدمها اليمنيون واطلقوها من زوارق معدودة، حيث أدت إلى خسائر قدرها 9 مليارات دولار في قناة السويس في عام واحد، فإذا دخلت ايران بإسطولها الضخم علی هذا الخط، سوف تحدث اضطرابات في التجارة العالمية، وليس فقط في المنطقة.
****************************
الملف الرابع: شركة رافائيل الإسرائيلية ودورها في الحروب
وتعتبر شركة "رافائيل"، درة تاج صناعة الأسلحة العسكرية الإسرائيلية والمسؤولة عن تطوير وإنتاج الأسلحة المتقدمة، بما في ذلك الصواريخ وأنظمة الدفاع النشطة، لكن لماذا استهدفت ايران، هذه الشركة خلال حرب الـ12 يوم؟
في خطوة لتسليط الضوء على قدراتها العسكرية، استخدمت "رافائيل" طائرة حربية لاستهداف أحد الفلسطينيين في مدينة غزة، مما أدى إلى استشهاده. هذه الواقعة كانت جزءًا من إعلانات الشركة حول قدراتها العسكرية.
وتم استهداف شركة "رافائيل" رداً علی العدوان الاسرائيلي علی ايران، في حرب الـ12 يوم. وكان استهداف الشركة، رداً فعالاً علی استخدام الاحتلال الاسرائيلي صاروخ سبايك في ضرب الايراني، وهو من انتاج هذه الشركة. ويتميز صاروخ سبايك بقدرته على النقل بسهولة ويستخدمه فريق يتكون من شخصين، مما يتيح له استهداف أي موقع بدقة.
وكان عملاء للموساد قد استخدموا هذه الصواريخ لاستهداف قيادات عسكرية إيرانية وعلماء نوويين في بداية العدوان علی ايران، بالإضافة إلى مقرات عسكرية إيرانية أخرى. ويعتبر الرد الإيراني على استهداف الشركة نوعاً من الانتقام وإظهار قدرة و دقة ايران في الرد.
و رافائيل، هي عبارة عبرية تعني سلطة تطوير الاسلحة، وتعتبر درة تاج الصناعة العسكرية الاسرائيلية.
تتضمن "رافائيل" حوالي 30 شركة فرعية ولها اتفاقية تعاون مع شركات عالمية عديدة، وفي مقدمتها الشركات الأمريكية ومنها لوكهيد مارتين.
تتضمن عقود الشركة الخارجية عقودًا سرية، حيث تقوم بتصدير الأسلحة للعديد من الدول، بما في ذلك بعض الدول العربية. تُعتبر مبيعات الأسلحة الإسرائيلية "مجربة"، حيث يُستخدم الكثير منها ضد الفلسطينيين في عمليات عسكرية لتجريب الأسلحة قبل بيعها. تجني الشركة أرباحاً كبيرة، حيث تدخل نصف هذه الأرباح في خزينة الدولة الإسرائيلية، مما يُظهر أهمية الصناعة العسكرية لإسرائيل.
تشير الأبحاث الجديدة إلى أن الشظايا المعدنية الناتجة عن الأسلحة الإسرائيلية تحتوي على عناصر سامة قد تسبب أورامًا خبيثة وعقم، كما ارتبط ظهور عيوب خلقية باستخدام الفوسفور الأبيض المحرم دوليًا.
تركز "رافائيل" كذلك على تطوير تقنيات التجسس والأنظمة الإلكترونية المتعلقة بالطيران، وأنظمة القوات البرية والبحرية، بما في ذلك صواريخ سبايك "بوباي" و"بارك" و"داربي"، بالإضافة إلى أنظمة الدفاع الجوي مثل "سبايدر" و"مقلاع داوود" و"القبة الحديدية". هذه الأسلحة تُعد العمود الفقري لصناعة الأسلحة الإسرائيلية.
المزيد في الفيديو المرفق ...