جاء ذلك في كلمة ألقاها في الذكرى السنوية لاستشهاد نائب رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله، الشيخ نبيل قاووق، وشهداء بلدة عبا الجنوبية، حيث أكد فياض أن هناك من يمارس سياسة ممنهجة لحقن الساحة الداخلية بعناصر التوتر والاستفزاز بشكل متعمد، ويدفع نحو تعميق الفوارق والانقسامات الاجتماعية والسياسية، مستهدفاً عزل بيئة اجتماعية بأكملها، وهو ما يمثل "تجاوزا خطيرا للقواعد الميثاقية".
وأشار فياض إلى أن بعض المسؤولين "يتصرفون وكأنهم ملكيون أكثر من الملك"، في إشارة إلى حجم الارتباط بالخارج والتبعية التي تفوق ما تقتضيه الضرورات القانونية، مشدداً على أن من المفترض أن يكونوا أمناء على العدل والقانون وحقوق اللبنانيين، لكنهم حولوا هذه القيم إلى أدوات لتصفية الحسابات السياسية واسترضاء الخارج، مستخدمين ذرائع لا يقبلها العقل ولا تفرضها أي ضرورات وطنية.
وحذر فياض من أن هذه التوجهات، إذا ما استمرت في مسارها القانوني والإجرائي، ستؤدي إلى تحويل جزء كبير من اللبنانيين إلى "طائفة منبوذة بلا حقوق ولا مستقبل"، مشيرا إلى أن تصنيف أي مواطن على لوائح أميركية تعسفية وظلماً يترتب عليه حرمانه من حقوقه الأساسية مثل التملك والعمل والسعي إلى الرزق، وهو ما يصفه بأنه "إعدام حقوقي واقتصادي".
وأوضح أن هذا السلوك يمثل "ممارسة عدوانية ذات خلفية سياسية لا تخدم مصالح المواطنين، بل تهدد باستمرار تداعيات سياسية واجتماعية خطيرة".
وأكد فياض أن سلوك بعض المسؤولين بات "يثير القلق والغضب على أعلى المستويات"، بالإشارة إلى أن ما يجري لا يمكن تفسيره فقط بالخفة أو سوء التقدير، بل هو "تقصد دفع التناقضات الداخلية إلى ذروتها القصوى، في محاولة واضحة لدفع البلاد نحو مرحلة جديدة وخطيرة".