جيش بدا متعب تشققت دروعه، وقيادة سياسية تتقاذف المسؤولية، فيما تتواصل الانقسامات التي خلفها زلزال السابع من أكتوبر ليخترق كل مفاصل الكيان العبرية.
تتدحرج التداعيات منذ ذلك الهجوم المباغت الذي نفذته حماس، كاشفا فجوة تقدير هائلة بين الجيش والقيادة السياسية.
فقد أكد المستشار السابق بوزارة الدفاع كوبي لافي أن المشكلة لم تكن في نقص المعلومات بل في تجاهلها، وأن أجهزة الأمن امتلكت مؤشرات كافية لكنها أساءت تفسيرها، كما قيمت نوايا حماس وفق قيم غربية بعيدة عن واقع المنطقة.
وألقى لافي بالمسؤولية على الطرفين، الجيش الذي قصر، والقيادة السياسية التي لم تتخذ القرار الاستباقي رغم امتلاكها للتقارير نفسها.
وفي السياق ذاته، جاءت تسريبات رئيس الأركان السابق هرتسي هاليفي لتزيد الانفجار الداخلي اشتعالا، بعدما اعترف بأن حماس خدعت الكيان لسنوات، وأن الجيش نام على تحذيرات محللين صغار تجاهلوها. هاليفي، الذي حمل نفسه مسؤولية شخصية، أقر بأن الجهاز الأمني بكامله وقع في فخ الاطمئنان والتقديرات الوهمية.
شاهد أيضا.. قوات الإحتلال تقصف قطاع غزة وتواصل نسف المنازل
ومع تصاعد الضغوط، دعا رئيس الأركان الحالي إيال زامير إلى تحقيق منهجي شامل يغطي المستويات كافة، في وقت تواصل حكومة نتنياهو عرقلة تشكيل لجنة تحقيق رسمية، خشية تداعيات سياسية قد تطال رأس الهرم.
تقرير لجنة الخبراء التي كلفت بالتحقيق داخل الجيش أكد وجود فشل منهجي وتنظيمي عميق، وعجز استخباراتي عن إطلاق الإنذار رغم امتلاك معلومات نوعية.
هذه الوقائع دفعت زامير إلى إقالة عدد من كبار القادة، بينهم رئيس شعبة الاستخبارات أهارون حليفا وقائد المنطقة الجنوبية يارون فنلكمن ورئيس شعبة العمليات أودي باسيوق، إضافة إلى عقوبات بحق قادة سلاحي الجو والبحرية وضباط آخرين. وفي المقابل، تتوالى التجميدات والاستدعاءات في محاولة لاحتواء الغضب الداخلي.
اليوم، يتضح أن هجوم السابع من أكتوبر لم يكن مجرد اختراق أمني، بل نقطة انفجار فجرت صراعا عميقا بين المؤسستين العسكرية والسياسية، وفتحت باب المحاسبة على مصراعيه.
والكيان الإسرائيلي أمام لحظة فارقة، حيث تتسع الفجوة بين الروايات، وتتزايد المطالبات الشعبية بكشف الحقيقة كاملة، مهما كان الثمن.
التفاصيل في الفيديو المرفق ...