هنا تولد الحكاية؛ من صرخةٍ في الجنوب، ومن إيمان في البقاع، لتصنع رجالًا يقفون وجهًا لوجه أمام الموت، يبتسمون، يقاتلون، ويكتبون بدمهم هوية وطنٍ لا يُهزَم.
من بين هؤلاء يصطع اسم حيدر علي حمادة، شهيدٌ حمل روحه سيفاً، وترك في درب المقاومة بصمةً لا يمحوها الغياب.
نشأ حيدر في بيت مؤمن، وأب جعل في قلبه إيماناً راسخاً بخط المقاومة. كان الوالد الداعم الأول، يغرس في ولده أنّ طريق الكرامة هو طريق الحسين، وأن نصرة المظلوم عقيدة لا تعرف المساومة.
شاهد ايضا.. حسين صفا؛ عاشق الحسين في نقطة الصفر
فوجد حيدر في حزب الله الامتداد الطبيعي لهذه القيم والعقيدة التي تجسّد ما تعلّمه: أن يكون حيث الحق، وحيث الحسين، وحيث لا يُترك المظلوم وحيدًا.
ومع اندلاع معارك الدفاع المقدس، كان حيدر في طليعة الملبّين. لم يعرف التردّد أو المساومة، بل اندفع إلى ساحات المواجهة وهناك أثبت أنّه فارس مغوار، يقاتل ببسالة نادرة، مقدام في اقتحام الصفوف، صلب أمام التحدّيات.
جسّد صورة المجاهد الذي لا تضعف عزيمته، ولا تهتز روحه، فسطر ملامح بطل لا يُنسى، وترك في نفوس رفاقه صورة المقاوم الذي يتقد شجاعة وإيماناً.
ومع انطلاق طوفان الأقصى، كان على موعد جديد مع الميدان. اختار أن يكون في يارون، النقطة صفر في مواجهة الاحتلال الصهيوني. صوب بندقيته بصفاء اليقين، يصطاد دبابات الميركافا واحدة تلو الأخرى.
في يارون كتب حيدر فصلاً جديداً من ملحمة الصمود، وأثبت أنّ الأرض لا يحميها إلا رجال نذروا دمهم دفاعاً عنها.
المزيد بالفيديو المرفق..