غارديان: مجازر الدعم السريع حولت الفاشر لـ 'مسلخ' كبير +صور

الأحد ٠٧ ديسمبر ٢٠٢٥
٠٦:٢٢ بتوقيت غرينتش
غارديان: مجازر الدعم السريع حولت الفاشر لـ 'مسلخ' كبير +صور
أوردت صحيفة "الغارديان" في تقرير لها مشاهد مروعة تظهر مدينة الفاشر السودانية، التي باتت تبدو كـ"مسرح جريمة ضخم" بعد السيطرة عليها من قبل قوات الدعم السريع.

وشددت المعطيات المستندة إلى صور الأقمار الصناعية على وجود مقابر جماعية وحفر مخصصة لإحراق الجثث. وتفيد التقديرات بأن عدد القتلى يناهز عشرات الآلاف، في حين يختفي مئات الآلاف وسط حصار خانق وأزمة مجاعة كارثية، وفقًا للتقرير.

ذكرت الصحيفة في تقريرها، الذي ترجمته "عربي 21"، أن جثثًا عديدة تتجمع في شوارع المدينة بينما تسعى قوات الدعم السريع إلى طمس الأدلة على حجم المجزرة. بعد مرور ستة أسابيع على سيطرة هذه القوات على الفاشر، يتم جمع الجثث في عشرات الأكوام بانتظار دفنها في مقابر جماعية أو إحراقها في حفر ضخمة، حسب تحليلات حديثة.

في ظل استمرار إغلاق عاصمة ولاية شمال دارفور أمام الغرباء، بما في ذلك محققي جرائم الحرب التابعين للأمم المتحدة، كشفت صور الأقمار الصناعية عن وجود شبكة جديدة من الحفر المخصصة للحرق والدفن، يُعتقد أنها أُنشئت للتخلص من العدد الكبير من الجثث. ورغم عدم وضوح العدد النهائي للضحايا، أُخبر نواب بريطانيون بأن حصيلة القتلى في الفاشر لا تقل عن 60 ألف شخص.

وقالت سارة تشامبيون، رئيسة لجنة التنمية الدولية في مجلس العموم: "تلقّى الأعضاء إحاطة خاصة حول السودان، ذكر خلالها أحد الأكاديميين أن تقديراتنا الدنيا تشير إلى مقتل 60 ألف شخص خلال الأسابيع الثلاثة الماضية".

وأوضح ناثانييل ريموند، مدير مختبر الأبحاث الإنسانية بجامعة ييل، الذي يتابع صور الأقمار الصناعية للمدينة، أن الفاشر تبدو خالية بشكل مخيف، إذ تحولت أسواقها المزدحمة سابقًا إلى أماكن مهجورة.

وقال ريموند: "بدأت تبدو وكأنها مسلخ كبير".

ما زال حوالي 150 ألفًا من سكان الفاشر مفقودين منذ سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة، وسط توقعات قاتمة بشأن مصيرهم.

تشير أحدث التحليلات من جامعة ييل إلى أن الأسواق أصبحت في حالة إهمال شديد، لدرجة أن الأعشاب بدأت تنمو فيها. كما تم نقل جميع الماشية خارج المدينة، التي كانت تضم 1.5 مليون نسمة قبل بدء الحرب في نيسان/أبريل 2023.

وبحسب الصحيفة، فإن مصير عشرات الآلاف من السكان المفقودين منذ اجتياح قوات الدعم السريع للمدينة في 26 تشرين الأول/أكتوبر لا يزال غير مفسر، بعد حصار تجويعي استمر 500 يوم. وتؤكد مصادر لـ"الغارديان" احتجاز عدد قليل من السكان في مراكز اعتقال داخل المدينة. ورغم تعهد قوات الدعم السريع بالسماح للأمم المتحدة بدخول الفاشر لتقديم المساعدات والتحقيق في الانتهاكات، إلا أن المدينة لا تزال مغلقة أمام المنظمات الإنسانية ومسؤولي الأمم المتحدة.

شاهد ايضا..

قتلى بمجزرة للدعم السريع في مدينة كلوقي السودانية

تنتظر قوافل الإغاثة في مدن وبلدات قريبة حتى تنجح المفاوضات في تأمين ضمانات أمنية، لكن القوات شبه العسكرية ترفض حتى الآن تقديم تلك الضمانات. ورغم عدم وضوح عدد السكان الذين لا يزالون على قيد الحياة داخل الفاشر، إلا أن الحاجة الملحة لوصول المساعدات تتزايد، حيث تم تسجيل مستويات "مروعة" من سوء التغذية بين من استطاعوا الفرار.

وقد أعلن خبراء دوليون أن المدينة تعاني من مجاعة، وأفاد ريموند بأن بعض السكان، الذين انقطع الاتصال بهم لاحقًا، أخبروا فريقه خلال الأيام الأولى للهجوم بأن عدد القتلى قد يصل إلى 10 آلاف.

ويرى خبراء حقوق الإنسان أن الفاشر قد تكون أسوأ جريمة حرب في الصراع السوداني، الذي يتسم أصلًا بالمجازر والتطهير العرقي.

واختتمت الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى تجدد الدعوات لإجراء تحقيق شامل في الهجوم الذي شنته قوات الدعم السريع على مخيم زمزم للنازحين، الواقع على بعد 12 كيلومترًا جنوب الفاشر قبل ستة أشهر.

وعلى مدى 32 شهرا من الحرب المدمرة، تمزق السودان، حيث قُتل نحو 400 ألف شخص ونزح ما يقارب 13 مليونًا، في أكبر أزمة إنسانية يشهدها العالم.

ووثق تقرير حديث لمنظمة العفو الدولية استهداف المدنيين واحتجاز رهائن وتدمير مساجد ومدارس خلال ذلك الهجوم الواسع، داعيًا إلى فتح تحقيق مع قوات الدعم السريع بتهمة ارتكاب جرائم حرب.

0% ...

آخرالاخبار

عراقجي يصل إلى العاصمة الآذربيجانية باكو


8 من منتسبي عصابات الاحتلال يسلمون أنفسهم لحماس بغزة


مناورة لجيش الاحتلال على الحدود مع لبنان.. الرسائل والتداعيات


الانفجارات لا تتوقف بغزة..استمرار العدوان وإصابة مدنيين


نتنياهو: لن أعتزل مقابل العفو!


العهد للقدس..مؤتمر عالمي يواجه الإبادة ويوحد إرادة الشعوب


تل أبيب تعيد الأسطوانة من جديد: نستعد لحرب مفاجئة


روسيا: سنقف الى جانب فنزويلا مقابل الولات المتحدة


نتنياهو يزعم: سيطرتنا تمتد من الأردن إلى المتوسط


إحباط محاولة انقلاب عسكري في بنين غرب أفريقيا!