وفي حلقة خاصة من برنامج "ضيف و حوار" عن الانتهاكات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين وأيضاً حملة الاعتقالات الكبيرة ضد القادة خلال الحرب الإسرائيلية التي استمرت لمدة عامين، استضافت قناة العالم عضو المكتب السياسي لحركة المجاهدين الفلسطينيين د.نائل أبو عودة والذي شدد أن الأسرى الفلسطينين يتعرضون يوميا لاغتيال جماعي في سجون الاحتلال.
وأكد هذا القيادي الفلسطيني أنه كلما زاد الاحتلال من التنكيل والإرهاب والإجرام بحق الأسرى وبحق قيادات المقاومة زاد الإصرار الفلسطيني في مشروعه، مشدداًبالقول إن: من ينصب اليوم الخيمة فوق ركام بيته هي رسالة واضحة أننا لن نقتلع من جذورنا.
وإليكم أجزاء من هذه المقابلة.. والتي يمكنكم متابعتها في الفيديو المرفق:
العالم: نتحدث عن تجربة طويلة خلال هذه الحرب.. امتدت في الأيام الأولى ما بين المطاردة والانتقال من مكان إلى آخر وانتهت بالاعتقال في سجون الاحتلال الإسرائيلي.. إعتقال دام ما يقارب من 18 شهرا في سجون الظلم.. تحديت ظلم السجن والسجان.. واليوم أنت حر.. قائد فلسطيني قدمت الكثير لهذه القضية التي تحتاج التضحية الكبيرة من الكل الفلسطيني.. نريد أن نتحدث عن تجربة الاعتقال لقائد فلسطيني.. كيف بدأت.. وكيف ظروف الاعتقال.. وما هي الأساليب التي كان يستخدمها الاحتلال الإسرائيلي مع القادة الفلسطينيين؟ وأنت واحد من كثير من القادة الذين اعتقلوا في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
أبو عودة: بسم الله الرحمن الرحيم.. بداية الشكر موصول لكم في قناة العالم على هذه الاستضافة.. ودعني بداية أترحم على أرواح الشهداء الأبطال ونتمنى الشفاء العاجل لجرحانا وأيضاً الفرج العاجل لأسرانا البواسل في سجون هذا الاحتلال الصهيوني.. عندما نتحدث عن هذه التجربة المريرة في سجون الاحتلال الصهيوني بالتأكيد فنحن نتحدث عن منظومة كاملة، منظومة إرهاب متكاملة الأركان، بحجم الجرائم التي تمارس بحق الأسرى الفلسطينيين، وعلى وجه الخصوص بحق قادة العمل المقاوم، عندما يتم اعتقال قادة العمل المقاوم ضد هذا الاحتلال الصهيوني فبالتأكيد هذا الاحتلال على كافة الأصعدة يتعمد إهانة القادة الفلسطينيين، يمارس جرائم بحق هؤلاء القادة، وبحق كل الأسرى الفلسطينيين، ما يحدث بالتأكيد في سجون هذا الاحتلال وخاصة في هذه الظروف.. ظروف الحرب التي يعيشها الشعب الفلسطيني وخاصة المجتمع الغزي.. نحن نقول بأن أسرانا البواسل يتعرضون يوميا لاغتيال جماعي في سجون هذا الاحتلال، أمام صمت عربي وإسلامي وأمام صمت دولي وأمام صمت المؤسسات الدولية والحقوقية إزاء ما يحدث في سجون هذا الاحتلال، بالتأكيد هذا الاحتلال الآن كشف عن وجهه الحقيقي أمام هذا العالم.. هذا الوجه الإجرامي، وطالما تغنت هذه الدولة الصهيونية بما يسمى الديمقراطية.. الديمقراطية المزيفة.. حقيقة بعد هذه التجربة في الأسر أستطيع أن أقول بأن هذا الكيان الصهيوني يمارس حرب إبادة ليس فقط على الشعب الفلسطيني وليس فقط على الغزيين وإنما أيضاً هو يريد استئصال كل المشاريع التي تحاول أن تجابه هذا الاحتلال، لم تتوقف حرب الإبادة هذه، وهذا الاستهداف على الفلسطينيين فقط وإنما امتدت أيضاً إلى لبنان وإلى سوريا وإلى العراق وكل من يساند الشعب الفلسطيني، حتى الشعب اليمني.. هذا الشعب الصابر الصامد في وجه هذه المنظومة الصهيونية.. ولطالما دفع أيضاً مع إخواننا في لبنان وسوريا والعراق دفع فواتير كبيرة جدا في مساندة الشعب الفلسطيني، حقيقة نحن نقول إن هذا الاحتلال الآن هو يستهدف كل من يساند الشعب الفلسطيني وكل من يدعم الشعب الفلسطيني، الاستهداف ليس فقط لمشروع المقاومة في غزة وفي الضفة الغربية وفي فلسطين وإنما هو استهداف واضح لكل محور المقاومة الذي يحاول أن يحافظ على هذه القضية الفلسطينية.. قضية القدس التي ليس هي قضية الفلسطينيين وحدهم وإنما هي قضية الأمة العربية والإسلامية.

العالم: لو اتجهنا لتخصيص الحديث عن تجربتك في السجن داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي.. حدثنا بشكل مفصل.
أبوعودة: حقيقة عندما نتحدث نحن نتحدث عن مشاهد وفصول في هذه التجربة، وعندما نقول بدأت تجربة الاعتقال من زنازين عسقلان.. هذه الزنازين التي تعتبر مقابر لأبناء الشعب الفلسطيني، عندما يجلس يعني هذا السجين أو المعتقل أو الأسير في هذه الزنازين فإنه يبقى شهور طويلة لا يرى فيها الشمس، ناهيك عن أيضاً عن قلة الغذاء وانعدام الدواء والعناية الصحية، وبالتالي هذه تجربة التحقيق التي نتحدث عنها وهي من أصعب المراحل التي يمر بها المعتقل أو الأسير الفلسطيني عند هذا الاحتلال لأنه يمارس عليه كل أشكال وألوان العذاب والتنكيل والإجرام، ناهيك عن المساومات أيضاً في هذا الإطار عندما يهددون الأسرى الفلسطينيين في مراحل التحقيق باستهداف عائلاتهم في الخارج، الكثير من الأسرى الذين تمت مشاهدة صور لهم في التحقيق لأهلهم وعوائلهم وأبنائهم الشهداء وعن قصف منازلهم.. هذه تترك حقيقة غصة في القلوب عند هذا الأسير، هو لا يعيش تجربته فقط في مرحلة التحقيق، في القضية المتعلقة به شخصيا وإنما أيضاً هناك حالة من التشتت المعنوي والذهني والعقلي لدى الأسير الفلسطيني جراء هذا الضغط الإجرامي والإرهابي من هذا التحقيقزز ثم تنتقل أيضاً إلى التجربة الأخرى.. وهي تجربة الأقسام.. أنا من الذين زرت أو تنقلت بين أربع سجون.. ابتداء من تحقيق ما يسمى بـ شكما وتحقيق عسقلان ثم انتقلت إلى سجن عوفر، وهذا سجن عوفر يعتبر مقبرة الأحياء لحجم الجرائم التي ترتكب في هذا السجن من هؤلاء المدججين بالسلاح يهاجمون غرف الأسرى باستمرار.. الكلاب المسعورة التي استحدثت في هذه المنظومة من بعد 7 أكتوبر، الآن يهاجمون الأسرى من نهش وضرب وقتل وأيضاً ممارسة الغاز.. الغاز المحرم دولي.. غاز الفلفل أو الغاز المسيل للدموع، الذي يصب بكثافة داخل غرف الأسرى، ويترتب عليه الكثير.. ثم سجن نفحة، هذا السجن الذي أيضاً هو بمثابة مقبرة.. لأنه سجن عزل داخلي لا تستطيع أن ترى شمس ولا تستطيع أن تتواصل مع أحد، ثم سجن النقب.. هذه الأربع سجون عندما نتحدث عن طبيعة هذه السجون نحن نقول إنها هي مقبرة الأسرى.. مقبرة الأحياء، نحن نتحدث أن أسير يموت يوميا في هذه السجون أمام مرأى العالم، أمام غياب المنظومة الدولية وغياب منظومة الصليب الأحمر التي هي أنشات من أجل حماية الأسرى في سجون هذا الاحتلال، أنا بقية 18 شهرا في سجن هذا الاحتلال، لكن هي كانت 18 عاما.. 18 سنة..

العالم: إستطاع الاحتلال الإسرائيلي أن يكسر عزيمة القائد الفلسطيني في هذه المدة القصيرة الطويلة من العذاب والموت والتحقيق؟
أبوعودة: عندما نتحدث عن هذا الانكسار.. نقول بأنه كلما زاد الاحتلال بهذه المعادلة وزاد من هذا التنكيل والإرهاب والإجرام بحق الأسرى وبحق قيادة المقاومة بالتأكيد أن قيادة المقاومة خرجت بمنظومة أكثر عزماً وإصراراً وتحدياً لهذا الاحتلال الصهيوني، وزاد إصرار القيادة الفلسطينية وقيادة المقاومة على الإصرار في هذا المشروع، وعندما نتحدث عن هذا الإصرار نقول بأننا نذبح من الوريد إلى الوريد اليوم في غزة، الفاتورة عالية الكلفة في غزة من دماء الشهداء وهذا الدمار لكن بالتأكيد نحن نقول بان هذه الفاتورة جاءت نتيجة هذا المبدأ الذي حمله المقاوم الفلسطيني نتيجة هذا الإصرار للتشبث والتمسك بهذه الأرض التي أراد هذا الاحتلال من خلال سياسة التهجير.. سواء تهجير يعني الناس من الشمال إلى الجنوب ثم من الجنوب إلى الجنوب ومن الجنوب إلى الشمال ومن الوسط.. كل هذه المناطق.. لكن نقول بأن عندما نرى أن من ينصب اليوم الخيمة فوق ركام بيته هي رسالة واضحة أننا لن نقتلع من جذورنا وأننا أمام تحديات جسام في مواجهة هذا الاحتلال الصهيوني.
للمزيد إليكم الفيديو المرفق..