زعم رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو وهو يغرق في أوهامه المعتادة، أن "المنطقة الممتدة من غور الأردن إلى ساحل المتوسط ستظل تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة" وكأن التاريخ والجغرافيا ينتظران تصريحًا جديدًا منه ليعاد رسمهما!
وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع المستشار الألماني فريدريش ميرتس، أكد نتنياهو استمرار السيطرة على الضفة الغربية، مدعيًا بكل ثقة لا سند لها أن "الوضع الأمني مستتب وأن العمليات المسلحة تراجعت"، في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة يوميًا ما يكذب هذا الادعاء.
كما دعا إلى "إنهاء حكم حماس في قطاع غزة"، واصفًا المرحلة المقبلة بأنها تتطلب "نزع التطرف"، في تشبيه مثير للشفقة حين يستدعي تجارب ألمانيا واليابان بعد الحروب العالمية، وكأن الاحتلال نفسه ليس ذروة التطرف.
ولم يفوّت نتنياهو الفرصة للغرق في سرديته المعتادة، مشيرًا إلى ما سماه محاولات "نزع الشرعية عن اليهود" عبر التاريخ وصولًا إلى الهولوكوست، ليخلص إلى أن هذا "التحدي التاريخي" بات موجّهًا اليوم ضد "إسرائيل"، متجاهلًا أن سياساته هي التي تنزع شرعية الاحتلال لا أحد غيره.
وقال إن الخلاف حول الدولة الفلسطينية ما زال قائمًا، رغم الحديث المكرر والمائع عن إمكانية التفاوض حول "ترتيبات سلام" لا تتضمن أي التزام بقيام دولة فلسطينية مستقلة، وهو ما يكشف حقيقة الموقف الإسرائيلي بلا رتوش.