بوادر حرب أميركية جديدة تلوح في الأفق، تكرارا لسيناريوهات حروب أميركا في فيتنام والصومال، بنسخة فنزويلية عنوانها الواضح إسقاط النظام البوليفاري في كاراكاس وتنصيب سلطة موالية لواشنطن بهدف السيطرة على الثروة النفطية للبلاد.
أحدث فصول التصعيد تمثل بمصادرة خفر السواحل الأميركي ناقلة نفط فنزويلية، في خطوة فجرت موجة استنكار واسعة محليا ودوليا. الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو وصف الإجراء الأميركي بالقرصنة البحرية الجنائية التي تزيد من حدة التوتر بين واشنطن وكاراكاس.
وقال مادورو: "سقط القناع فالقضية ليست تهريب المخدرات إنه النفط الذي يريدون سرقته وفنزويلا ستدافع عن سيادتها ومواردها وستنتصر.. اعتقد الإمبرياليون أن شعبنا سيستسلم ولكن لم يستسلم أحد هنا.تريد الإمبريالية سرقة النفط والأسفلت والغاز من فنزويلا لكننا نقول: أيها اللص اذهب بعيدا من هنا. لا للحرب من أجل النفط ولا للدماء من أجل النفط."
واضاف مادورو إن الأميركيين افتتحوا عصرا جديدا من القرصنة البحرية في الكاريبي، مضيفا أن بلاده ستعمل على تأمين سفنها لضمان حرية تجارة نفطها حول العالم.
واكدت كاراكاس انها ستقدم شكوى رسمية إلى المنظمة البحرية الدولية عقب الإنزال الأميركي وان العملية تهدف إلى الإضرار بتجارة النفط البحرية الفنزويلية والاستيلاء على مواردها الطبيعية.
دوليا انتقد الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا السياسة الاميركية الاحادية قائلا إن مبدأ الأحادية الذي يدافع عنه الرئيس دونالد ترامب يعني ببساطة أن الأقوى هو من يفرض على الآخرين ما يجب أن يفعلوه.وكشف داسيلفا أنه أبلغ ترامب خلال اتصال هاتفي بأن أميركا اللاتينية منطقة سلام، وأن حل الخلافات ممكن عبر القنوات الدبلوماسية.
أما الخارجية الإيرانية فقد دانت بشدة ما وصفته بـ الاعتداء البحري العسكري الأميركي على سفينة تجارية، معتبرة ما قامت به واشنطن قرصنة بحرية دولية وتجاهلا صارخا للقانون الدولي.
في المقابل، لوح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتصعيد جديد، معلنا أن واشنطن ستباشر قريبا تنفيذ ضربات لاعتراض ما أسماه 'شحنات المخدرات القادمة من فنزويلا برا'.
من جهتها، صرحت الناطقة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت بأن الرئيس مصمم على إنهاء الاتجار بالنفط بطرق مخالفة للقوانين الأميركية.