في خضم التوتر المستمر الذي يشهده السودان، تواصل القوى الدولية والإقليمية جهودها لدفع الأطراف السودانية نحو تسوية سياسية وإنسانية، في وقت تتصاعد فيه الأزمة على الأرض وتزداد المخاوف من تفاقم الوضع الإنساني.
وفي هذا السياق، بدأ رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، جولة خارجية تشمل تركيا وقطر، مع اقتراب انتهاء المهلة الأمريكية للتوصل إلى هدنة إنسانية، حيث أعلن وزير الخارجية ماركو روبيو أن ستة أيام فقط تبقت من مهلة العشرة أيام للتوصل إلى هدنة إنسانية قبل بداية العام الجديد.
ويناقش البرهان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أنقرة العلاقات الثنائية وتطورات الأوضاع الداخلية، إلى جانب ملفات إقليمية ذات صلة.
كما ستشمل الجولة زيارة إلى الدوحة للقاء أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في إطار المشاورات السياسية التي تهدف إلى دعم جهود وقف إطلاق النار وتقييم الوضع الإنساني في المناطق المتضررة، وسط تصاعد الضغوط الدولية على الأطراف السودانية لإنهاء الصراع.
على الأرض، تواصل قوات الدعم السريع هجماتها في ولاية شمال دارفور ومناطق أخرى، مستولية على منطقتي أبوقمرة وأمبرو، في محاولة للسيطرة على كامل الولاية، بينما يحاول الجيش السوداني والقوات المشتركة صد تقدمها واستعادة السيطرة على المناطق الاستراتيجية.
وتشير التطورات إلى تنسيق دولي مستمر لدفع الأطراف السودانية نحو هدنة، وسط نزوح نحو 13 مليون شخص منذ اندلاع الصراع، ونصف السكان يواجهون خطر الجوع، ما يجعل الوضع الإنساني في السودان الأكثر حدة على مستوى العالم.
في الوقت نفسه، دعت وزيرة التنمية الألمانية، ريم العبدلي رادوفان، إلى تحرك عاجل من المجتمع الدولي لإنهاء الصراع في السودان، ووصفت الأزمة بأنها الأسوأ إنسانياً في العالم.
كما أكدت رادوفان ضرورة ايجاد حل سياسي عاجل يبدأ بوقف إطلاق نار مستقر، مع دعم دولي أكبر وفوري لتجنب تفاقم الكارثة.