دور الصليب الأحمر في تقديم المساعدات للفلسطينيين
وفي حوار مع قناة العالم ضمن برنامج «ضيف وحوار»، وفيما يتعلق بالدور الإنساني الأساسي الذي يقوم به الصليب الأحمر لدعم المواطنين الفلسطينيين داخل القطاع، أشارت الناعوق إلى أن الوضع الإنساني في قطاع غزة لا يزال بالغ الصعوبة، وأن الظروف الحياتية اليومية والمعيشية لسكان القطاع صعبة للغاية. ولا يزال السكان يعانون من مشكلات جمة وحالة من الإرهاق، وهم يحاولون جاهدين تأمين احتياجاتهم الأساسية من مأوى مناسب وغذاء ومياه نظيفة وآمنة وصالحة للشرب.
وأضافت أن الخدمات الأساسية لا تزال غير فاعلة بشكل كافٍ في مناطق مختلفة من قطاع غزة، كما أن المدنيين الذين غادروا منازلهم أو مناطقهم يعيشون في مساحات ضيقة غير مخصصة لاستيعاب هذا العدد الكبير من الناس، ويقيمون في خيام مهترئة لا تتحمل الأمطار الغزيرة ولا البرد القارس ولا مياه الفيضانات.
وعلى صعيد البنية التحتية في قطاع غزة، نوهت الناعوق إلى أنها متضررة بشكل شديد، ولا يوجد نظام صرف صحي فعال. وأشارت إلى أنه مع سقوط الأمطار وبداية فصل الشتاء، واجه المدنيون المقيمون في الخيام المهترئة تحديات كبيرة، حيث غمرت مياه الفيضانات خيامهم وممتلكاتهم، واضطر كثيرون إلى قضاء أيام في محاولة تجفيف خيامهم وممتلكاتهم وإعادة استخدامها.
وقالت الناعوق إن الأحوال الجوية القاسية أدت كذلك إلى انهيار مبانٍ متضررة في غزة، اضطر السكان إلى اللجوء إليها بسبب انعدام الخيارات والبدائل المتاحة، ويضطرون للبقاء فيها رغم خطورتها نتيجة عدم توفر مأوى مناسب.

الدعم الصحي والطبي من اللجنة الدولية
وأوضحت أنه منذ بداية الحرب في أكتوبر 2023 وحتى الآن، تستجيب اللجنة الدولية للصليب الأحمر للظروف الإنسانية الصعبة في قطاع غزة من خلال تدخلات متعددة وفي مجالات مختلفة. وعلى صعيد القطاع الصحي، دعمت اللجنة المستشفيات في قطاع غزة بالمستلزمات والمواد الطبية الأساسية اللازمة لأقسام الطوارئ ومراكز الرعاية الأولية، في ظل الضغط الكبير الناتج عن الأعداد المتزايدة من الجرحى ونقص الإمدادات الطبية. وقد عمل الأطباء والممرضون لساعات طويلة للاستجابة للحالات الطارئة، فيما خرجت بعض المستشفيات عن الخدمة بسبب الأعمال العدائية وعدم قدرة الكوادر الطبية على الوصول إليها.
ونوهت الناعوق إلى أن من أكبر عمليات اللجنة الدولية للصليب الأحمر في قطاع غزة مستشفى الصليب الأحمر الميداني في منطقة مواصي رفح، الذي شكّل شريان حياة لمئات العائلات منذ إنشائه في مايو 2024 وحتى اليوم. وقد أُنشئ المستشفى بالتعاون مع جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني وبمشاركة 15 جمعية وطنية من الحركة الدولية لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر.
وأشارت إلى أنه منذ افتتاح المستشفى، أُجريت أكثر من 11 ألف عملية جراحية، وقُدمت أكثر من 177 ألف استشارة طبية، إضافة إلى إجراء أكثر من 800 عملية ولادة.
شاهد أيضا.. الصليب الأحمر: انتشال الجثامين يتطلب دعمًا للدفاع المدني بغزة
التحديات والضغوط على عمل اللجنة
وفيما يتعلق بأهم العوامل الضاغطة على عمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر في قطاع غزة وتقييم الوضع خلال تلك الفترة، أكدت الناعوق أن العمل كان بالغ الصعوبة، ليس فقط على اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بل على جميع العاملين في المجال الإنساني، وكذلك على المستشفيات والمراكز الصحية، التي كانت تتعامل مع أعداد كبيرة من الجرحى، إلى جانب المرضى الذين يحتاجون إلى استمرار الخدمات الأساسية، مثل مرضى الكلى والأطفال الذين يحتاجون إلى رعاية صحية غير مرتبطة بإصابات الحرب.
ولفتت إلى أن دعم القطاع الصحي كان من أولويات اللجنة، سواء من خلال مستشفى الصليب الأحمر الميداني، أو عبر تحويل الحالات من مستشفى ناصر إلى مستشفى الصليب الأحمر لإجراء العمليات الجراحية وبقاء المرضى لتلقي العلاج، إضافة إلى تزويد وزارة الصحة بالمستلزمات الطبية الأساسية، بما في ذلك الكراسي المتحركة والأدوات المساعدة لذوي البتر.
وأكدت أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ومن خلال جهودها وإمكاناتها وحوارها مع جميع الأطراف، كانت تسعى إلى تقديم المساعدات الأساسية لجميع المستشفيات العاملة في قطاع غزة.

شاهد أيضا.. الصليب الأحمر: آلاف في غزة لا يزالون يجهلون مصير ذويهم
التعامل مع إغلاق المعابر وصعوبة الوصول
وحول كيفية معالجة اللجنة لمشاكل السكان في ظل إغلاق المعابر ومنع إدخال اللوازم اللازمة لعملها، أوضحت الناعوق أن التذبذب في توفر المستلزمات الأساسية، سواء الغذاء أو المأوى أو غيرها، أثّر بشكل مباشر على قدرة السكان على تلبية احتياجاتهم. كما واجه العاملون في المجال الإنساني تحديات لوجستية وأمنية بالغة الصعوبة.
وأضافت أنه من خلال دورها كوسيط محايد وتواصلها مع جميع الأطراف، حاولت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الوصول إلى أكبر عدد ممكن من المحتاجين، وتقديم ما توفر لديها من مستلزمات طبية للمستشفيات والمراكز الصحية التي واصلت عملها في ظروف قاسية وتحت ضغط شديد، خاصة خلال الفترة التي اضطرت فيها اللجنة إلى تعليق عملياتها في مدينة غزة.
ورغم ذلك، استمرت اللجنة في دعم المستشفيات التي واصلت تقديم خدماتها في مدينة غزة، حيث قامت بإيصال المستلزمات الطبية إلى مستشفى الشفاء، ومستشفى الهلال الأحمر، والمستشفى المعمداني.
التفاصيل في الفيديو المرفق ...