على وقع تصعيد غير مسبوق شهدت محافظة حضرموت شرقي اليمن تطورات ميدانية كبيرة، تمثلت في قصف نفذه سلاح الجو السعودي، إستهدف مواقع لقوات النخبة الحضرمية والمجلس الانتقالي الجنوبي المدعومين من الإمارات، وذلك في منطقة وادي نحب.
ويأتي هذا القصف عقب ساعات من إعلان الانتقالي سيطرته على المنطقة بعد معارك عنيفة أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من الجانبين.
مصادر محلية أفادت بأن قوات مجلس الانتقالي أحكمت سيطرتها على عدد من المعسكرات التابعة لقوات ما يعرف بدرع الوطن وقبائل حضرموت المدعومة من السعودية، في مؤشر واضح على اتساع رقعة المواجهة بين السعودية والإمارات، حسب العديد من المراقبين.. إلى ذلك أدان المجلس الانتقالي الغارات السعودية وقال إنها لا تخدم الاستقرار في المنطقة.
هذه التطورات جاءت بعد يوم واحد فقط من موقف سعودي رسمي طالب المجلس الانتقالي بالانسحاب الفوري من محافظتي حضرموت والمهرة، معتبرا أن التحركات العسكرية جرت دون موافقة ما يسمى بتحالف دعم الشرعية الذي تقوده الرياض، ومؤكدا رفض السعودية لفرض واقع جديد بالقوة في المحافظات الشرقية.
ميدانيا يتزامن التصعيد مع تحركات شعبية يقودها المجلس الانتقالي في مدينة عدن حيث شهدت ساحة العروض بمديرية خورمكسر توافد الآلاف من أنصاره القادمين من محافظات عدة استجابة لدعوة رئيس المجلس عيدروس الزبيدي لاعتصام مفتوح رفعت خلاله الأعلام الجنوبية ورددت شعارات تطالب بما يسميه مجلس الاستقلال الثاني وإعلان ما يسميها دولة الجنوب العربي.
ووفق مصادر محلية وفر المجلس الانتقالي والإمارات وسائل نقل وحشد منظم لرفع الزخم الشعبي في محاولة لتكريس شرعية سياسية موازية على وقع التصعيد العسكري المتواصل.
سياسيا يرى مراقبون أن ما يجري يعكس تصاعد الخلاف بين السعودية والإمارات حول مستقبل جنوب اليمن، حيث تدفع أبوظبي باتجاه تمكين المجلس الانتقالي والسيطرة الكاملة على الجنوب، بينما تسعى الرياض إلى إعادة ترتيب النفوذ عبر قوات درع الوطن وضمان حضور مباشر لها في المحافظات الشرقية ذات الأهمية الاستراتيجية.
ويذهب محللون إلى أن القصف السعودي في حضرموت يمثل رسالة واضحة برفض تجاوز الخطوط الحمراء، ويؤشر على انتقال الصراع السعودي الإماراتي من التنافس غير المعلن إلى المواجهة السياسية والأمنية المفتوحة.
للمزيد إليكم الفيديو المرفق..