الکيان الإسرائيلي لا ينظر إلى لبنان كطرف متكافئ، بل يسعى عبر التفاوض، المترافق مع تصعيد ميداني وضغوط اقتصادية، لفرض صيغ أمنية جديدة تهدف لإعادة إنتاج مفهوم "المنطقه العازلة" ومعادلات التفوق الإسرائيلي. التفاوض هنا هو أداة ضغط لدفع لبنان للقبول بهذه الصيغ المغلفة بعناوين إنسانية أو اقتصادية.
في المقابل، موقع لبنان التفاوضي مستمد من الإنجازات التي ركنتها "المقاومة" على مدى العقدين الماضيين، والتي منحت لبنان عناصر قوة فعلية لا يمكن تجاوزها. أي تفاوض لا يستند إلى هذا التوازن وحقائق الردع يتحول من أداة لحماية الحقوق إلى أداة ضغط ضد لبنان نفسه، مما يطرح خطورة التخوّف من العودة إلى موقع الضعف والانقسام السابق.
برنامج عالمکشوف، استضاف النائب اللبناني السابق، ناصر قنديل لبحث حيثيات موضوع البرنامج.