وفي لقاء خاص مع مراسلة قناة العالم الإخبارية في بيروت ضمن برنامج «لقاء خاص» أكد اللواء السيد على أن المنطقة قد شهدت منذ نهاية العام الماضي تطورات مفاجئة لمختلف الأطراف الدولية والإقليمية والمحلية: وأعني بذلك مايسمى الثورات العربية.
وفيما أشار السيد إلى أن هذه الثورات لم تكن مبرمجة بالمفهوم السياسي؛ أكد أنها أصبحت عرضة للإستثمار بعد انطلاقها: وبالدرجة الأولى من قبل القوى الدولية وبالتحديد الولايات المتحدة الأميركية التي وجدت في بداياتها نوعاً من الخلل في النظام العربي الذي كان في ذلك الحين في تفاهم مع إسرائيل؛ وبالطبع ماجرى أقلق إسرائيل في المرحلة الأولي.
وأضاف: والآن نستطيع القول أن هذه الأطراف عادت لتركب الموجة لتديرها بالإتجاه الذي يخدم مصالحها، ومن هنا تأزمت الأمور وتعقدت.
وبين مدير عام الأمن اللبناني الأسبق: أضيفت سوريا بالطبع إلى هذه البلدان ؛ وكانت في سوريا في البداية مظاهر أعطت انطباعاً أن هنالك دعوات ومطالب بالإصلاح، ثم لاحقاً تبين بالمقارنة مع سائر البلدان كأن هناك نية أن الإعلام يريد أن يصنع الثورة في سوريا؛ وكأن تضم سوريا حتى ولو بالقوة الإعلامية والضغوط السياسية لكي يكون هنالك توازناً بأننا لسنا وحدنا الخاسرين في هذه التحركات؛ لأن سوريا في معسكر آخر غير الدول التي شملتها تلك التحركات الشعبية.
وأوضح السيد أنه وانطلاقاً من هذه الصورة فإننا نجد اليوم أن التركيز منصب كله على سوريا من خلال بعض الدول العربية والأوروبية والغرب عموماً لإسقاط سوريا بأي ثمن.
وقال: وهذا الضغط الذي هو مصحوب بتهديدات وعقوبات وإنذارات والذي تشارك فيه تركيا من الضفة الأخرى للمتوسط، مع مايجري من تصعيد اللهجة مجدداً باتجاه إيران بدءاً باتهامات لها من واشنطن ثم الإتهامات التي وردت من البحرين ثم الإتهامات المتعلقة بالملف النووي الإيراني مجدداً والتقرير الأخير... يتبين من كل هذه الأمور بأن القوى الغربية بشكل خاص تريد لهذا المناخ العربي العام أن يجري توظيفه باتجاه سوريا وإيران بالدرجة الأولى لخلق متغيرات في التوازن الإقليمي.
وحذر اللواء الركن جميل السيد: لايجب أن ننسى أبداً إسرائيل؛ حتى ولو كانت في هذه المرحلة تبدو وكأنها في الظل ولاتصدر عنها تصريحات كثيرة وتتجنب خوض مواجهة ً في الموضوع السوري إلا لماماً ببعض التصريحات... إذاً يجب أن نسأل سؤالاً محدداً وهو أين هي إسرائيل في هذه اللعبة؟
وأجاب السيد على هذا التساؤل أن: إسرائيل شئنا أم أبينا هي محور التطورات في المنطقة؛ والمصلحة الإسرائيلية اليوم هي أن يحصل شيئاً ما باتجاه سوريا وإيران.
وأضاف: إذا كانت إسرائيل فعلاً راغبة في الحرب ـ وهي راغبة ـ وأميركا والغرب كذلك فهل هي قادرة بالإجمال أن تستطيع ترجمة قدرتها العسكرية حرباً؟ والجواب في المدى المنظور هو كلا !
وأضاف: فالرغبة بالحرب شيء والقدرة على الحرب شيء آخر؛ وهذا من دون أن نأخذ بعين الإعتبار قوة الإطراف الأخري... أي ماذا تستطيع سوريا أو إيران في حرب إقليمية أن تسبب للفريق آخر؟
وأكد السيد: رغم كل الرغبات لدى أطراف عديدة في المنطقة وخارجها للدخول في حرب فإن هناك استحالة عملية ناتجة عن هذه الأسباب.
وحول مدى تأثير الوضع في سوريا على لبنان أكد السيد أن الحكومة السورية تمثل حاجزاً مانعاً يقف ضد المخططات الأميركية والإسرائيلية في المنطقة والتي تسعى إلى تقسيم المنطقة إلى كيانات مذهبية وطائفية لتبرير قيام الدولة اليهودية للكيان الاسرائيلي.
وأشار السيد إلى أن الساحة السياسية في لبنان هي منقسمة إلى فريقين كبيرين، وهذا الإنقسام حصل منذ عام 2004 بقرار 1559 الدولي، الذي يهدف إلى نقل لبنان من إستراتيجية المقاومة إلى الإستسلام والإذعان للمخطات الإسرائيلية في المنطقة، موضحاً أن هذا الإنقسام إزداد إكثر بعد الاحداث في سوريا، حيث يعتبر فريق أن صمود سوريا هو مصلحة لبنانية جوهرية لأن سقوطها سيكون له عواقب كارثية وصراعات طائفية وحروب أهلية في جميع أنحاء المنطقة وليس في لبنان فقط، فيما يسعى الفريق الآخر إلى سقوط الحكومة السورية لتأمين مصالحه الشخصية، في إشارة له إلى فريق "14 آذار".
وفي جانب آخر من حديثه حول المحكمة الدولية، أكد السيد أن التحقيقات الدولية التي سبقت هذه المحكمة والتي تستند إليها المحكمة الدولية كانت أداة سياسية لإيصال فريق لبناني إلى السلطة وإقصاء الاخر، موضحاً أن لجنة التحقيق الدولية إتهمت سوريا زوراً بضلوعها في إغتيال الحريري وإستعانت بشهود زور بالتنسيق مع فريق "14 آذار" وإنتقلت بعد ذلك إلى توجيه الاتهام لعناصر في حزب الله.
واتهم السيد رئيس الحكومة السابق سعد الحريري وأركانه في القضاء اللبناني والأمن اللبناني إضافة إلى رئيس لجنة التحقيق الدولية والمحكمة الدولية بالتورط في قضية شهود الزور.
وإعتبر السيد أن المحكمة الدولية ومن خلال تحقيقات مزورة تسعى إلى خلق تغيير سياسي ضخم في لبنان، مشدداً على ضرورة مواجهة هذه المحكمة بالتناقضات التي تحملها في هذا الملف والملفات الأخرى في الساحات الدولية.
12/10 21:03 Fa