وقد كان لصبر الشعب الفلسطيني في غزة وثباته الى جانب حركات المقاومة على الرغم من إستعمال الكيان الإسرائيلي لكل وسائل القتل والتدمير من طائرات وزوارق ومدفعية ميدان على أنواعها، و لجوئه الى إستعمال الغازات السامة والفوسفور الأبيض المحظور دوليا ً ضمن مساحة قرابة 350 كلم مربعا ً ،كان له دويا ً على مستوى المنطقة والعالم أثمر تحولا ً استراتيجيا ً جراء الفشل في احتلال غزة للقضاء على المقاومة الفلسطينية، في محاكاة للفشل خلال عدوان تموز على لبنان عام 2006.
وقد كان غريبا ً الموقف المتخاذل للجامعة العربية والحكام العرب الذين وقفوا بشكل مباشر أو غير مباشر الى جانب العدوان الصهيوني في محاولة منهم على ما ظهر للقضاء على المقاومة واطفاء جذوتها لحساب خيار التسوية مع العدو ،وقد خاب ظنهم .
وفي تقييم لنتائج العدوان على غزة ، يقول المراقبون أن ما بعد العدوان يختلف عما قبله لجهة بروز نوع من توازن القوة والرعب سيجبر كيان الإحتلال على التفكير مليا ً قبل شنه أي عدوان جديد ،وقد زاد من وتيرته مؤخرا ً بزوغ نور الصحوة الإسلامية في المنطقة وإطاحة حكام مثل بعضهم كنزا ً استراتيجيا للكيان الاسرائيلي كما كان حال حسني مبارك بإعتراف قادة العدو أنفسهم .ما شكل دعما ً لقوى المقاومة ودول المماتعة على حساب دعاة التسوية والإستسلام .