وضعت زيارة الملك الأردني الأخيرة إلى رام الله في سياق المحاولات الاردنية من أجل إقناع رئيس السلطة الفلسطينية بالعودة إلى المفاوضات مع حكومة نتنياهو .
دعم الأردني المطلق والكامل للقضية ولعودة الحق من خلال المفاوضات التي تعاجل كافة قضايا الحل النهائي القدس، والمياه، واللاجئين، والحدود، والأمن.. جرى نقاش حول محاولات اللجنة الرباعية الدولية لاستئناف المفاوضات وتم التأكيد لجلالة الملك التزامنا باستئناف المفاوضات حال تنفيذ الحكومة الإسرائيلية الالتزامات المترتبة عليها في خارطة الطريق التركيز على مفاوضات التسوية لم يكن الموضوع الوحيد الذي تم بحثه بين الرئيس عباس والملك الأردني بل كانت المصالحة الفلسطينية الفلسطينية أيضا على طاولة المحادثات فقد رأى المحلل السياسي هاني المصري أن زيارة العاهل الأردني إلى رام الله، تحمل رسائل عدة أبلغها عبد الله الثاني إلى الرئيس أبو مازن تتلخص في طمأنة أبو مازن حول زيارة مشعل إلى الأردن وضرورة إبقاء خيط رفيع للعودة للمفاوضات في ظل التهديدات الأميركية والإسرائيلية للسلطة الفلسطينية.
ويرى هاني المصري بأن الوضع الفلسطيني سيكون صعبا في حال تمت المصالحة الفلسطينية لا سيما وأن إسرائيل هددت بقطع العلاقات ليس فقط قطع الأموال .
أما المحلل السياسي طلال عوكل، فرأى في زيارة العاهل الأردني عبد الله الثاني إلى رام الله علاقة بالتطورات الاخيرة ومنع الرئيس عباس من الذهاب الى المصالحة في ظل تهديد اسرائيلي امريكي للسلطة.
وقال": ربما حمل رسالة واضحة بأن وضع أبو مازن سيكون صعبا في حال مضى في مخططه نحو المصالحة وعدم الذهاب الى مفاوضات ".
في نفس السياق وفي صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أشارالمحلل السياسى الإسرائيلى، أليكس فيشمان، إلى أن الملك الأردنى عبدالله الثانى أخبر رئيس السلطة محمود عباس أنه لا مصلحة للسلطة أو المملكة أن تكون حماس شريكة كاملة فى الحكومة الجديدة.
وبحسب الكاتب الإسرائيلى، فإن الملك الأردنى برر ذلك بالقول، "إن أية إيجابية ستعطى لحماس سيكون لها تأثير سلبي على التأييد الدولى والأميركي للسلطة، حيث ستعتبر السلطة شريكة لمنظمة إرهابية".
وأشار الكاتب الإسرائيلى إلى أن الملك الأردنى يهتم بمصالحه الشخصية، فهو يدعي أن كل دعم لحماس ومنحها المشاركة الكاملة هى فى حقيقة الأمر دعماً وتأييداً وتقوية لـ "الإخوان المسلمين" فى الأردن ومصر.
وأضاف فيشمان، أن الملك الأردنى قلق جداً من هذه الوحدة مستقبلاً، وذلك لأن الضفة الشرقية والضفة الغربية هما رئتان مرتبطتان إحداهما بالأخرى، وبالتالى فإن تحقيق المصالحة فى الضفة الغربية – الفلسطينية – سينعكس سلباً على الأردن.
وقال الكاتب، إن الملك الأردنى انتقد رئيس السلطة فى توجهه للمؤسسات الدولية قائلاً له، "إن الأمر تسبب فى العديد من المساوئ وأضر بالمصلحة الفلسطينية".
وأشار الكاتب إلى أن رئيس السلطة الفلسطينية تفهم جيداً أقوال الملك الأردنى وتفهم أيضاً مدى خطورة الاتفاق مع حماس والصلح معها، والذى من شأنه أن يوتر العلاقات مع الإدارة الأميركية المتوترة أصلا.
هكذا تجري المحاولات لتعطيل تنفيذ اتفاق المصالحة الفلسطينية الفلسطينية . مصالحة سيكون لها فعل الكارثة للاحتلال الإسرائيلي والمشاريع الأميركية في المنطقة . لا سيما أنها ستعزز كما التوقعات خيار المقاومة على حساب خيارات التسويات الخاوية .