الغرب لن يسمح للثورات العربية الخروج عن سيطرته

الإثنين ٠٢ يناير ٢٠١٢
٠١:٥٧ بتوقيت غرينتش
الغرب لن يسمح للثورات العربية الخروج عن سيطرته اعتبرت صحيفة "الغارديان" البريطانية الثورات العربية المتصاعدة تشكل تهديدا فعليًا للنظام الإستراتيجي العالمي، مؤكدة ان الغرب لا يكل ولا يمل أبدًا في سعيه للسيطرة على الشرق الأوسط، مهما كانت العقبات، ومعيدة الى الذاكرة سنوات الاستعمار الغربي للبلدان العربية بعد تقسيمها. واكدت إن أميركا وحلفاءها يحاولون ترويض الاسلاميين الصاعدين الى حكم الدول العربية على السياسة الأجنبية والاقتصادية، بدلاً من تفسيرات الشريعة .

 وقالت ان الاحزاب الاسلامية التي ستخضع لذلك سوف يتم اعتبارهم "معتدلة" أما الباقي فسيظل من "المتعصبين"  . وطالبت الصحيفة الدول العربية التي انطلقت فيها الثورات، إن أرادت أن تتحكم في مستقبلها، فعليها مراقبة ماضيها القريب وسنوات الاستعمار الغربي لبلدانها  .

     وقالت في تقرير تاريخي موسع ان هذه الثورات التي اشتعلت شرارتها الأولى في تونس العام الماضي ركزت على الفساد والفقر وانعدام الحريات، وليس على الهيمنة الغربية أو الاحتلال الإسرائيلي  .

     وأكدت في تقرير كتبه " شايماس ميلن" بالاستعانة بالارشيف البريطاني "باثي نيوز" على ان "حقيقة انطلاقة هذه الثورات ضد الديكتاتوريات المدعومة من الغرب تعني أنَّهم شكلوا تهديدًا فعليًا للنظام الإستراتيجي  ".

     وتوصل التقرير المدعم بالافلام والصور الارشيفية للاحداث التاريخية التي مرت على البلدان العربية ومقارنتها بالربيع العربي، الى سبعة دروس تربط علاقة الغرب بالعرب والجهود الاستعمارية المتكررة للسيطرة على الشرق الأوسط  .

     وقال "هناك شعور حقيقي في الشرق الأوسط أكثر من أي بقعة أخرى من العالم الاستعماري سابقًا بأنَّ الشرق الأوسط لم يحصل على استقلاله بالكامل، وبسبب تربعه على عرش مخزون البترول الأكبر في العالم، تم استهداف العالم العربي بتدخلات وغزو مستمرين، حتى بعد حصوله رسميًا على الاستقلال  ".

     وبعد تقسيمه إلى دول صورية بعد الحرب العالمية الأولى، تم قصف واحتلال أجزاء منه بواسطة الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل وبريطانيا وفرنسا كما تم محاصرته بالقواعد الأميركية وأنظمة استبدادية مدعومة من الغرب  .

     واشار الى انه ومنذ يوم سقوط حسني مبارك في مصر، ظهر اتجاه مضاد متعنت بقيادة القوى الغربية وحلفائها في الخليج الفارسي لرشوة أو تحطيم أو السيطرة على الثورات العربية. "ولديهم معين من الخبرة المتأصلة يمكّنهم من استنتاج أنَّ كل مركز للثورات العربية، من مصر إلى اليمن، عاش عقودًا تحت الهيمنة الاستعمارية. وكل دول حلف الناتو الأساسية التي قامت بضرب ليبيا، ومنها على سبيل المثال - الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا- كانت لديهم قوات تحتل المنطقة ومازالت ذكراها حية في الأذهان". وسرد الكاتب سبعة دروس من تاريخ التدخل الغربي في الشرق الأوسط، بالاستعانة بأرشيف "باثي نيوز"، "صوت بريطانيا العظمى التي لا عهد لها أبان الحقبة الاستعمارية  ".  

     وتوصل الى ان الغرب لا يكل ولا يمل أبدًا في سعيه للسيطرة على الشرق الأوسط، مهما كانت العقبات .

     وذكّر بالمحاولة الأخيرة التي سعت فيها الدول العربية إلى الخروج من المدار الغربي - في الخمسينيات من القرن الماضي، تحت تأثير الوحدة العربية التي أطلقها جمال عبد الناصر، في يوليو(تموز) عام 1958، حيث أطاح بعدها ضباط جيش عراقيون قوميون متشددون بنظام وصفه بـ "الفاسد والقمعي والمدعوم من الغرب (هل يبدو ذلك مألوفًا؟)، ومحميّ من قِبل القوات البريطانية".

     وأصاب طرد الملكية العراقية، النظام المهادن الموثوق به، "باثي" بالفزع. فأطلقت صيحة تحذير في أول تقرير إخباري لها تعليقًا على الأحداث بأن العراق الغنية بالبترول أصبحت "منطقة الخطر الأولى"، بالرغم من "وطنية" الملك فيصل -"وهو الذي تلقى تعليمه في مدرسة هارو"- والتي "لا يُختلف عليها"، يؤكد التعليق الصوتي لنا أنَّ - الأحداث تحركت بسرعة شديدة، "لسوء حظ السياسة الغربية".

     ولكن في غضون أيام قليلة- مقارنةً بالشهرين اللذين استغرقهما تدخلهم في ليبيا هذا العام- حركت بريطانيا والولايات المتحدة الأميركية آلاف القوات إلى الأردن ولبنان لحماية اثنين من الأنظمة العميلة لهم من الثورة الناصرية. أو، كما تقول "باثي نيوز" في تقرير لها، لغرض" إيقاف سريان الفساد في الشرق الأوسط".

     ولم يكن لديهم نية مطلقًا لترك العراق الثورية لأجهزتها الخاصة. وبعد أقل من خمس سنوات: في فبراير (شباط) عام 1963، دعمت المخابرات البريطانية والأميركية الانقلاب الدموي والذي جلب في البداية بعثيي صدام حسين للسلطة.

     وبالتقدم سريعًا لعام 2003، نجد أن بريطانيا وأميركا استطاعتا غزو واحتلال الدولة بالكامل.

     وأخيرًا عادت العراق تحت سيطرة غربية كاملة - على حساب دم شعب تمت إراقته بوحشية ودمار.

     وقال "إنَّ قوة المقاومة العراقية هي التي أدت إلى رحيل القوات الأميركية هذا الأسبوع - ولكن حتى بعد الانسحاب، سوف يظل 16000 مقاول ومدرب وآخرين تحت أمر الولايات المتحدة. ففي العراق، كما في باقي المنطقة، لا يرحلون إلا إذا أرغموا على ذلك".

     ووصف التقرير القوى الاستعمارية عادةً ما تخدع أنفسها بشأن حقيقة ما يفكر به العرب.

     وتساءل "هل من الممكن أن يكون مقدم باثي نيوز- والمحتلون الاستعماريون اليوم- قد صدقوا بالفعل أنَّ آلاف العرب عندما أمطروا الثناء المرعب على الديكتاتور الفاشي موسولينى عندما قام بجولة في شوارع طرابلس في المستعمرة الإيطالية بليبيا في عام 1937 كانوا بالفعل يعنون ذلك؟ قد لا تظن ذلك عندما تنظر إلى وجوههم الخائفة". وارفق التقرير صورة ارشيفية وفيلماً لزيارة موسوليني الى ليبيا تظهر صفوف من الليبيين يرحبون به.

     واشار الى انه لا توجد أدنى إشارة في الفيلم الإخباري إلى أنَّ ثلث سكان ليبيا قد ماتوا تحت وطأة الحكم الإيطالي الاستعماري الوحشي، ولا عن حركة المقاومة الليبية البطولية التي قادها عمر المختار، والذي شُنق في معسكر اعتقال إيطالي. ولكن بعد ذلك يصف التعليق الصوتي، أو "القناع الاستعماري"، موسولينى بأنَّه كالساسة البريطانيين في ذلك الوقت.

     وعاد الى تقرير "باثي" عن مشبهاً زيارة الملكة البريطانية للمستعمرة البريطانية آنذاك عدن بعد سنوات قليلة قائلا "كان مشابهًا على نحو مخيف، مع (آلاف من الرعايا) المخلصين السعداء يقدمون ترحيبهم المفترض لملكتهم والذي وصفته بفرح بأنه مثال غير مسبوق في التطور الاستعماري".

     وبالفعل كان غير مسبوق حيث إنَّه بعد ما يقرب من قرن أجبرت حركات التحرير اليمنية الجنوبية القوات البريطانية على إخلاء آخر موقع من الإمبراطورية بعد ما تعرضوا للضرب والتعذيب والقتل في طريقهم عبر منطقة فوهة عدن. ويشرح جندي مشاه سابق في وثائق "بي بي سي" 2004 عن عدن أنَّه لا يمكنه الخوض في التفاصيل بسبب خطورة ادعاءات جرائم الحرب.

0% ...

آخرالاخبار

سوريا.. قصف جديد على مستودعات أسلحة ومخدرات في السويداء


الوفاء للمقاومة: لولا استشهاد شباب المقاومة لكان العدوّ يتجول في المناطق اللبنانية


روسيا.. صاروخ Soyuz-2.1a ينقل قمرا صناعيا إلى مداره بنجاح


توقيع الاتفاقية الرسمية لمشاركة إيران في معرض إكسبو بلغراد 2027


غريب آبادي: القضية النووية مجرد ذريعة


عراقجي: الأعداء لجأوا إلى الحرب الاقتصادية بعد الهزيمة في ساحة المعركة


عائلة فلسطينية تتعرض لهجوم شرس من المستوطنين.. إليكم التفاصيل!


شاهد.. جندي إسرائيلي يدهس فلسطينياً عمداً أثناء الصلاة


روسيا: الحصار الأميركي على فنزويلا أعمال قرصنة ولصوصية


شاهد.. قانون جزائري يهزّ باريس ويفتح باب المواجهة التاريخية!


الأكثر مشاهدة

وزير خارجية ايران يهنئ بمناسبة ذكرى ميلاد السيد المسيح (ع)


مصادر لبنانية: طيران الاحتلال المسّير يستهدف مركبة في بلدة جناتا قضاء صور جنوب لبنان


وسائل إعلام إسرائيلية: المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف أبلغ الوسطاء أن المرحلة الثانية من اتفاق غزة ستبدأ الشهر المقبل


جيش الاحتلال يدّعي استهداف أحد قوات حزب الله في منطقة جناتا جنوبَ لبنان.


مصادر محلية سورية: تحليق مكثف لطيران استطلاع الإسرائيلي فوق منطقة وادي اليرموك غربي درعا والريف الأوسط والجنوبي من القنيطرة


الداخلية السورية: القبض على زعيم تنظيم داعش بدمشق في عملية أمنية بالتعاون مع التحالف الدولي


قوات الاحتلال تنسف مبانٍ سكنية شرق مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة.


14 دولة غربية تحذّر الاحتلال من التمدد الاستيطاني بالضفة وتطالب بوقفه


قوات الاحتلال تطلق قنابل إنارة في أجواء شمال شرق مخيم النصيرات، وسط قطاع غزة.


وسائل إعلام لبنانية: مسيرة إسرائيلية تستهدف للمرة الثالثة بلدة حولا جنوبي البلاد


قوات الاحتلال تقتحم مدينة نابلس من حاجز بيت فوريك