ويضيف الكاتب أنه "في حين يرى مؤيدو تشديد العقوبات تدابير الضغط الاقتصادي الإضافي على الحكومة الإيرانية، فإن خسائر عائدات ايران على المدى الطويل من صادرات النفط من المرجح أن تكون ضئيلة".
ويعتبر الكاتب أن "مشكلة جميع العقوبات هي أنها تضعف بمرور الوقت، لأن الأمة المستهدفة تعيد توجيه منتجاتها إلى الدول التي لم تشارك في فرض العقوبات، أو تجد طرقاً غير قانونية للتجارة مع الكيانات في الدول المعاقِبة".
لذلك، يرى الكاتب أن "الغرض من العقوبات ليس فقط تكثيف الضغوط الاقتصادية في حد ذاتها، بل تحقيق الهدف السياسي المعلن. ومع ذلك فإن التاريخ لا يظهر فقط كيف أن العقوبات تفشل عادة في تحقيق أهدافها الاقتصادية، بل أيضاً نادراً ما تحقق أهدافها السياسية، مثل تخلي البلاد عن برنامجها النووي أو التسبب في إسقاط النظام".
من جهة ثانية، كتب كولن كال في مجلس فورين أفيرز مقالة بعنوان "إنه ليس الوقت لمهاجمة إيران.. لهذا يجب أن تكون الحرب ملاذاً أخيراً"، ويرد فيه على مقال كتبة ماثيو كرونيغ في المجلة نفسها بعنوان "آن الأوان لضرب إيران".
وفي هذا السياق، يقول الكاتب إن زميله نصح بضرب الجمهورية الإسلامية "لكن الدرس المستفاد من العراق، أي الحرب الأخيرة الوقائية التي شنتها الولايات المتحدة، هو أن واشنطن لا ينبغي لها أن تختار الحرب عندما لا تزال هناك خيارات أخرى، كما لا يجب أن تبني قرار الهجوم على أفضل الاحتمالات المتعلقة بأملها لمسار مجريات الصراع".
وبعد تفنيد مطوّل لآراء الداعين إلى مهاجمة الجمهورية الإسلامية، يخلص الكاتب إلى اقتراح إجراء مفاوضات لا تزال ممكنة، معتبراً أنه "نظراً لارتفاع التكاليف والغموض الكامن في المهاجمة، يتعيّن على الولايات المتحدة عدم التسرع في استخدام القوة إلا بعد استنفاد كل الخيارات الأخرى، والتهديد الإيراني ليس في طور النمو وحسب، بل وشيك أيضاً. حتى ذلك الحين، ينبغي أن تظل القوة الملاذ الأخير وليس الخيار الأول".
*حيدر عبدالله