كيري يرفض تحرر مصر من "كامب ديفيد" والقروض

كيري يرفض تحرر مصر من
الأحد ١٣ مايو ٢٠١٢ - ٠٤:٥٠ بتوقيت غرينتش

إعترف رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي السيناتور جون كيري بوجود خلافات مع مصر، وأدلى بتصريحات مثيرة للجدل حول الإخوان المسلمين ومستقبل العلاقات الأميركية المصرية في حال تمكن "الإخوان" من الوصول الى السلطة في مصر.

وذهب كيري أبعد إلى تحذير مصر من فعل ما يمس "اتفاقية السلام" مع الکيان الإسرائيلي (كامب ديفيد) أو عدم المضي قدماً في إبرام اتفاقية تحصل بمقتضاها القاهرة على قرض من صندوق النقد الدولي.

وهذه هي المرة الأولى التي يفصح فيها مسؤول أميركي كبير عن أهمية حصول مصر على قروض إلى درجة مساواتها من حيث الأهمية مع "الاتفاقية" مع الکيان.

وكان المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية قد رفض عرضاً من صندوق النقد والبنك الدوليين لمنح مصر قروضاً بشروط ميسرة وذلك في بدايات الثورة، كما رفضتها قطاعات سياسية مصرية رأت في القروض المعروضة رغم ضآلتها - أقل من 4 مليارات دولار - محاولة لتكبيل مصر للتأثير في قرارها السياسي والسيادي، إلا أن مصر غيرت موقفها مؤخراً حتى مع تغير الشروط الميسرة لشروط أكثر تشدداً، لتدخل في مفاوضات لم تتم حتى الآن مع الصندوق الدولي.
ولدى سؤاله عن وجود شد في العلاقات الأميركية مع القاهرة قال كيري: " نعم لدي هذا الشعور، ومصر حقيقة في خطر. والموضوعان المهمان في ميزاننا الآن هو نتيجة الانتخابات الرئاسية والاتجاه الذي سيقرر الإخوان المسلمون السير فيه، ولو لم يرغب الإخوان أو لم يتقبلوا القوانين الأساسية للاقتصاد وكيفية جذب رؤوس الأموال مرة أخرى إلى مصر فمن الصعب جداً حينئذ أن نرى تعافي الاقتصاد".
ورداً على سؤال حول تأييده لقرار وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون باستمرار المساعدات العسكرية لمصر، وفي الوقت نفسه تحذيره المصريين من افتراض أن كل شيء مضمون، قال كيري: "أنا أبلغت المصريين بمنتهي الوضوح أننا نؤمن بأهمية هذه العلاقة ولدينا النية الحسنة ومستعدون لاحترام التزماتنا ونتوقع المثل منهم، لكن إذا لم يفعلوا فكل شيء محتمل. إذا قاموا فجأة بشد البساط من تحت اتفاقية السلام مع "إسرائيل"، أو وضعوا فجأة قوانين مقيدة، وإذا أصبحوا غير قادرين على إبرام قرض صندوق النقد الدولي، فإننا ساعتها سنبدأ في التساؤل عما نفعله".
وعن رأيه في دور الإخوان بعد حصولهم على الأغلبية، أكد كيري ضرورة إيجاد طريقة للتعامل معهم، وأنه إذا جعل الإخوان الأمر مستحيلا حين يقومون باعتماد سياسة لا يمكن إن يقبلها الأميركيون فساعتها ستكون هناك مشكلة، لذا فالولايات المتحدة تحاول تقديم المساعدة لتوضيح استعدادها لعلاقة جيدة معهم. ورأى كيري أن عدم التواصل مع الإخوان وإعطاء أميركا ظهرها لهم قد ينتج عنه توجه الإخوان للعمل مع آخرين مثل إيران، وبالتالي ستصبح واشنطن ساعتها كمن يقطع إنفه ليغيظ وجهه.
وأكد كيري وجود أمل لديه للتعامل مع الإخوان ليس من منطلق ثقته بكل شيء يقولونه، ولكن لأن كل مايقولونه اليوم أفضل مما كانوا يرددونه في السابق، وإضاف كيري "إنهم يتكلمون عن التعددية والتنوع واحترام حقوق الأقليات، إنهم يدركون عدم قدرتهم على وضع نظام إسلامي متطرف لأن ذلك مخالف للحضارة والثقافة المصرية". وقال كيري "لن يكون كل شيء رائعاً في صبيحة اليوم التالي للانتخابات الرئاسية في مصر، فهناك توازنات ينبغي أن يقوم بها الإخوان وأن يشتغلوا على الدستور بشكل سريع".

ورأى كيري أن الإخوان حالياً يحرقون احتياطيهم لدى الشعب وكذلك صبر المصريين، وقال "هذه الثورة لم تبدأ كثورة إسلامية بل بدأت كثورة أجيال من الشباب الذين يريدون الوظائف والمستقبل ويرغبون في مصر مختلفة، وأي شخص سينسى هذا، فسيكون في مواجهة (ميدان) تحرير آخر".