الاسد يتهم تركيا بدعم المسلحين

الأربعاء ٠٤ يوليو ٢٠١٢ - ٠٥:٤٢ بتوقيت غرينتش

اتهم الرئيس السوري بشار الأسد تركيا بتقديم دعم لوجستي للإرهابيين في سوريا، مطالبا الحكومة في انقرة بعدم التدخل في شؤون بلاده الداخلية.

وفي مقابلة أجرتها معه صحيفة جمهوريت التركية، قال الاسد إن رغبة تركيا في السعي للتدخل في الشؤون الداخلية السورية وضعها في موقع جعل منها طرفا في كل الأعمال الدموية.

كما اتهم الرئيس السوري، رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بالتحرك وفق غرائز طائفية، مضيفا أن هذا الأمر يؤجج النزاع في سوريا.
وقال الرئيس السوري ان الحكومة التركية دمرت معظم البناء الذي بنيناه في العلاقات بين البلدين وبقي الأساس وهو العلاقة بين الشعبين، وأشار  الى ان الشعب التركي يعلم أن الحكومة تريد أن تجره إلى مواجهة من أجل مصالح خاصة وليس من أجل مصالح وطنية.

وأكد  ان الشعب التركي واع ولن يسمح كما سوريا أن يتجه الوضع على خلفية اسقاط المقاتلة التركية نحو المواجهة العسكرية بين سوريا وتركيا.
وأوضح الاسد ان ما حصل في حقيقة الأمر أن الطائرة أسقطت بمدفع من أصغر المدافع التي تستعمل ضد الطائرات وهذا المدفع لايصل مداه إلى أكثر من 5ر2 كيلومتر، وبالتالي إسقاطها بهذا المدفع معناه أنها كانت بمدى أقل من 5ر2 كيلومتر من اليابسة وعلى علو منخفض جداً، ونحن دولة في حالة حرب وعندما لا تعرف هوية هذه الطائرة فأنت تفترضها طائرة معادية، وهذا الشيء لا يحصل بشكل مركزي لأن الطائرة عندما انخفضت بشكل كبير لم تكن مرئية على الرادارات السورية.
وفند الأسد عند سؤاله مزاعم الجيش التركي بأنه يملك اتصالات لمسؤولين سوريين على الرادارات السورية تتعلق باسقاط الطائرة التركية، وقال: فلينشروا ما لديهم، ولكنهم يكذبون، نحن أسقطنا الطائرة ولا نعرف ما هويتها حتى أعلنت تركيا، وأعود وأؤكد من يدعي هذا الكلام عليه أن يقول ما هي مصلحة سورية في اسقاط طائرة تركية.. لا يوجد لديهم جواب مع أننا حتى هذه اللحظة نحن افترضنا حسن النية بأنه حصل خطأ من الطيار ربما.. وتعاملنا مع الموضوع كأي حادث يحصل.
وأضاف: ان اردوغان وحكومته يريدان استغلال موضوع اسقاط المقاتلة لحصد مكاسب لم يتمكنوا منها في العام الماضي فهم لم يتمكنوا من حشد الشعب التركي خلفهم في الموضوع السوري خلال خمسة عشر شهرا، فحاولوا استخدام هذا الموضوع لخلق عداء بين الشعبين بدلا من أن يكون بين الحكومتين وهذا خطير.
وتابع: بغض النظر عن سياسات أردوغان التي لم ترسل للشعب السوري سوى الدمار والدماء، وبغض النظر عن هذه الحكومة التي تتمنى لشعبنا الموت، نحن نتمنى للشعب التركي كل الخير فالشعب التركي هو شعب شقيق وهذا شيء لا نقاش فيه بالنسبة لنا وعندما يموت مواطن تركي يعني موت شقيق بالنسبة لنا ونقدم لعائلاتهم كل التعازي الحارة.
وأشار الى ان أسوأ مرحلتين مرتا في تاريخ العلاقات السورية التركية هي في عام 1998 عندما حشدت تركيا جيوشها وفي الخمسينيات أيام حلف بغداد، ومع ذلك لم تنظر سوريا إلى تركيا كعدو فمن البديهي ألا تنظر اليوم ولا في المستقبل لتركيا بأنها عدو حتى لو اختلفت مع الحكومات ولكي تكون هناك عداوة بين سورية وتركيا لابد أن يكون هذا العداء على مستوى الشعب، لذلك لاتوجد حشود سورية باتجاه تركيا.
وتحدث الاسد عن قمة جنيف وانه كانت هناك نقاط واضحة فيما صرحه كوفي عنان ولافروف وزير خارجية روسيا تتمثل بأنه يجب أولا وقف العنف، ويجب نزع سلاح المجموعات المسلحة، والأيادي الملوثة كما قال كوفي عنان بالدماء السورية ليست موجودة داخل سورية فقط وإنما في الخارج وهذا يؤكد على دور الدول الأخرى التي تورطت، هذه النقاط جوهرية ولكن أهم شيء يعنينا ولا نوافق على غيره هو أن كل شيء يتم اتخاذ القرار بشأنه داخل سورية وليس خارجها.
وشدد على ان كلام المسؤولين الأميركيين ليس له مصداقية بشكل عام، موضحا ان الموقف الأميركي أساسا هو موقف معاد لسورية في هذه الأزمة، وهم طرف في المشكلة ويقفون مع الإرهابيين بشكل واضح لذلك ما يقوله هذا المسؤول الأميركي أو ذاك خلال هذه الأزمة لايهم سوريا.
وأجاب الرئيس السوري عند سؤاله عن خطاب كلينتون الذي قالت فيه إنها فهمت مما قاله كوفي انان بأن على الرئيس الأسد أن يرحل بالقول: "إقليمياً ودولياً ليس لهم علاقة، نحن لا نقبل أي شيء يفرض علينا من الخارج، كل شيء يحدد داخليا، ولو كنت أنا شخصياً اهتم بالمنصب لكنت نفذت إملاءات أميركا وطلبات البترودولار، كنت قبلت أن أبيع مواقفي ومبادئي لهذا البترودولار، والأهم من ذلك كنت نصبت درعاً صاروخياً في سورية".