دعوات للشرطة الدينية بالسعودية: كونوا متسامحين مبشرين لا منفرين

دعوات للشرطة الدينية بالسعودية: كونوا متسامحين مبشرين لا منفرين
الإثنين ٣٠ يوليو ٢٠١٢ - ٠٦:٣٢ بتوقيت غرينتش

طالب مسؤولون وأكاديميون وكتاب ومتخصصون ورجال أعمال وشباب سعوديون، ما تسمى بـ" هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر" في بلادهم بتحسين تعامل أعضائها السيئ مع الناس، مؤكدين ضرورة وضع برنامج لتأهيل هؤلاء وترسيخ مفاهيم إيجابية لديهم حتى يتمكنوا من التعامل بايجابية مع الحالات التي يتصدون لها.

وفي هذا السياق شدد الدكتور محمد الهرفي الكاتب، لصحيفة «عكاظ» على ضرورة وضع نظام دقيق لطريقة عمل رجال الهيئة الميداني بحيث يكون معروفا عند الناس يسهم في رسم صورة أفضل لرجال الهيئة ويحد من تجاوزات اعضاء الهيئة.

من جهته أعرب المحامي أحمد بن خالد الأحمد السديري عن امله بأن يأمر أعضاء الهيئة بالمعروف دون أن يتدخلوا في شؤون الناس، وان يتركوا الناس في حرية تامة إلا إذا بدر منهم ما يخالف الشريعة والقانون، فسلوك الناس يخصهم طالما أنهم لم يخالفوا الشريعة والقانون.

وفي نفس السياق أكد هشام العسلي المدرب في التنمية البشرية، انه تقع على عاتق رئيس "هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر" في السعودية مسؤولية تحسين اداء اعضاء الهيئة ومنع المطاردات التي فيها أذية للناس، مؤكدا ان هذا ما يطالب به الناس لأنها تسببت في وفيات وهذا العمل تعاقب عليه الشريعة.

واوضح، إن أفراد الهيئة غالبا ما يقومون بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر دون أن يكون لديهم توصيف معتمد من الهيئة يحدد صفة المعروف الذي عليهم حث الناس على اتباعه أو صفة المنكر الذي يتوقع منهم نهي الناس عنه، حيث يمضي كل فرد منهم يطبق معاييره الخاصة على ما يظنه معروفا أو منكرا، وقد ينتج عن ذلك تضييق على الناس وربما إيذاء لهم، متسائلا: ألا يمكن وضع معايير واضحة ودقيقة تحدد أنواع المخالفات التي يحق للهيئة ضبطها، وتعلق في الأسواق والمطاعم والأماكن العامة ليعرف الناس ما هو مسموح به وما هو غير مسموح؟.

بدوره، دعا رئيس الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان الدكتور مفلح القحطاني، رئيس "هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر" الى فهم ما يدور من حراك لتطوير العمل وخصوصا الميداني والتأكيد على استمرار منع المطاردات ضد من يخالفها الرأي، وضرورة ان تعمل الهيئة وفق النظام وان توقف المطاردات، لافتاً الى ان التشدد لا يأتي بخير خاصة مع الشباب.

ويقول الدكتور محمد الهجيني من الخطوط السعودية، "لاشك أن هناك فجوة بين "هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" من جهة وبين المجتمع من جهة أخرى نتيجة لصورة ذهنية ترسخت عبر سنوات من خلال بعض الممارسات والاجتهادات الخاطئة من بعض أفرادها وكلنا يعلم أن الممارسة السلبية أو الانطباع السلبي يترسخ أكثر من الصورة الإيجابية".

واضاف، انه ينبغي على الهيئة أولا أن تعمل بشتى الطرق على ردم هذه الفجوة وأول متطلبات ذلك تأهيل أفرادها وعناصرها وحسن اختيارهم بل والدقة في اختيار من ينخرط في العمل في الهيئة وتدريب أفرادها على مواجهة الجمهور والتعامل مع الآخرين وترسيخ مفاهيم إيجابية لديهم للتعامل مع الحالات التي يتصدون لها.

اما الشاب عبدالعزيز بن خالد طالب جامعي فيقول إننا معشر الشباب نشعر بشيء من الخوف والرهبة عندما نتذكر "هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" والسبب في ذلك المواقف الكثيرة التي يتعرض لها الشباب خاصة من أفراد الهيئة ونظرتهم دائما وبشكل مبدئي إلى الشباب بكثير من الريبة والشك.

واضاف "نجد اعضاء الهيئة يتصدون للمواقف بصورة قاسية سواء في الأسواق أو أماكن الترفية أو الشوارع أو المقاهي وبالطبع هذا النوع من التعامل سيجعل هذا الامر حاجزا كبيرا بل خوفا ورهبة من أفراد الهيئة"، وانه يجب على الهيئة تجسير هذه الفجوة بين الطرفين وأن تعمل على أن تكون صديقة للشباب واحتوائهم والتعامل معهم بشكل مختلف وأن تغير نظرتها للشباب ولا تعتبرهم مذنبين ابتداء حتى تثبت براءتهم.