المخطط الدولي لإغتيال العلماء النوويين؟

المخطط الدولي لإغتيال العلماء النوويين؟
الخميس ٠٩ أغسطس ٢٠١٢ - ٠٤:٣٨ بتوقيت غرينتش

اغتالت الاستخبارات الاسرائيلية بدعم من الاستخبارات الامريكية والغربية خلال العامين الماضيين ثلاثة من كبار علماء ايران النوويين في خطوة كانت تستهدف توجيه ضربة قاضية للبرنامج النووي الايراني .

وقد تمكنت وزارة الامن الايرانية أخيرا  من اعتقال اعضاء شبكة منظمة كانت تتلقى تدريباتها في اسرائيل وقامت بعمليات الاغتيال المنظمة هذه .
وقد بث التلفزيون الايراني مساء الاحد الماضي فيلما ضم اعترافات أعضاء الشبكة الذين أقروا بتلقيهم تدريبات في إسرائيل لاغتيال العلماء النوويين .
وأظهر الفيلم بأن رجال وزارة الامن تمكنوا من التعرف على أعضاء الشبكة بعد رصد تحركاتهم ونشاطاتهم وأعلن وزير الامن الايراني حجة الاسلام حيدر مصلحي ان مجموعة من أجهزة المخابرات الاسرائيلية والامريكية والغربية وبعض اجهزة المخابرات التابعة لبعض دول المنطقة شاركت في الاعداد لعمليات الاغتيال.
وتعمل اسرائيل منذ سنوات بالتصدي لبرنامج ايران النووي وتقوم بإعداد خطط  لتوجيه ضربة قاضية لبرنامج ايران النووي لمنع ايران من الحصول على التقنية النووية ولتكون بحاجة الى خبرات الاوروبيين والغربيين في أي برنامج تعده للوصول الى الاكتفاء الذاتي في المجال النووي .
ومعروف عن الكيان الصهيوني أنه دأب  قبل تأسيسه وبعده على تشكيل منظمات ارهابية لارتكاب المجازر ضد الفلسطينين لطردهم من أراضيهم واستيلائه عليها بالقوة مستخدماً جميع أنواع الأسلحة المستوردة من الغرب .
فسجل المنظمات الإرهابية الصهيونية حافل بالقتل والتدمير والتهجير والاعتقالات في وقت لاذ فيه المجتمع الدولي بالصمت ولم  يحرك ساكناً وغالباً ما كانت الجرائم التي تنفذها تلك المنظمات الإرهابية بدعم غربي وبالسلاح الأميركي .
ومن أهم وابرز المنظمات الارهابية الصهيونية التي قامت باعمال الاغتيال والقتل والتهجير، الهاغاناه والبالماخ والارجون وشتيرن وكوش أمونيم وتي ان تي ودوفيدفان وشمشون ولا زالت منظمات ارهابية مثل الموساد والشاباك  تقوم بنفس المهمات في داخل فلسطين وخارجها .
ولا يغيب عن البال ان هذه المنظمات الصهيونية الارهابية  قامت قبل وبعد تاسيس دولة اسرائيل باغتيال الاف الفلسطينيين من سكان فلسطين ، كما قامت باغتيال عشرات القادة الفلسطينيين خارج فلسطين المحتلة ومن ابرزهم قادة حركة فتح منهم ابو جهاد وابو أياد وابرز قادة الجبهة الشعبية وديع حداد وابو علي مصطفي وابرز قادة حركة حماس الشيخ احمد ياسين والدكتور عبد العزيز الرنتيسي والمهندس يحي عياش قائد مجموعات الاستشهاديين في كتائب عز الدين القسام ومحمود المبحوح احد اعضاء كتائب عز الدين القسام كما فشل الاسرائيليون في اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل. وقد إتهم الفلسطينيون اسرائيل بدس السم للرئيس الفلسطيني ياسرعرفات.ولا ننسي ان اسرائيل اعتالت العديد من قادة المقاومة الاسلامية في لبنان منهم السيد عباس الموسوي الامين العام السابق لحزب الله والقائد العسكري الشهيد عماد مغنية .
ان ما تهدف اليه اسرائيل ،هو تصفية كل من يقوم بدور يؤدي الي إضعاف هذا الكيان ، سواء كان قائدا سياسيا أو قائدا عسكريا أو عالما نوويا والكيان الصهيوني يعتبر البرنامج النووي الايراني يشكل تهديدا مباشرا لوجوده ولهذا السبب يسعي بكل قوة لمواجهة هذا البرنامج وضرب العلماء النوويين الذين يسهرون علي تقدم هذا البرنامج وإنجاحه.   
إن ايران التي دخلت حقل التقنية النووية من أوسع ابوابه ،  ماضية في هذا الحقل دون خوف من مؤامرات اعداءها الذين لا يطيقون خبرات علمائها ، وهي قبلت التحدي وتحملت ثمن تحديها ولكن عمليات الاغتيال التي استهدفت علمائها (حميد شهرياري ومصطفى أحمدي روشن ورضا قشقائي ) لم تفت من عضدها ولم تجعلها تتراجع عن قرارها وهي ماضية في طريقها رغم كل ما تصادفه  من عقبات ومؤامرات.
إن الولايات المتحدة والغرب  عملت بكل ما اوتيت من قوة خلال السنوات الماضية لمنع ايران من الحصول على التقنية النووية عن طريق فرض عقوبات اقتصادية ومالية وسياسية عليها والتضييق عليها في الاوساط الدولية ولكن هذه الضغوط لم تؤثر على القرار الايراني بل مضى الايرانيون في طريقهم غير آبهين بكل تلك القرارات الظالمة التي لا زالت مستمرة حتى اليوم .
وعندما وجد أعداء ايران بأن العقوبات والضغوط الدولية لم تؤثر على ايران ، لجأ ؤا  الى وسيلة اُخرى الا وهي اغتيال العلماء النوويين والعمل علي إفراغ ايران من علمائها من أجل وقف البرنامج النووي الذي تقدم كثيرا خلافا لما كان يظنه الاعداء .
فالتخطيط لاغتيال العلماء الايرانيين لم يكن من جهاز استخباراتي واحد كما صرح بذلك وزير الامن الايراني ، بل ان عدة اجهزة استخباراتية تعاونت مع بعضها  لاغتيال العلماء الايرانيين ، وكانت اسرائيل في المقدمة حيث تولت الموساد عملية التدريب وتجييش العملاء وكانت اجهزة الاستخبارات الامريكية والغربية وبعض أجهزة الاستخبارات في المنطقة تقوم بالدعم المالي واللوجستيكي والمعلوماتي .
ان ما يريده الغرب اليوم هو تدمير كل المنجزات العلمية والعملية لدول العالم الثالث وإعادة هذه الدول الى الوراء  وجعلها تستجدي كل ما تحتاجه منه .
وما تهديدات الكيان الصهيوني لضرب المنشأت النووية الايرانية وفي نفس الوقت القيام بعمليات الاغتيال لعلمائها النوويين ، الا وسيلة ضغط أمريكية واوروبية جديدة ضد  ايران للكف عن منجزاتها النووية وعدم مواصلة برامجها العلمية التي إن واصلتها ستكون قد هددت سياسة الولايات المتحدة والغرب في منطقة الشرق الاوسط والتي رسمتها لتكون دول المنطقة بأسرها أسيرة وخاضعة ورهينة لها .
شاكر كسرائي

كلمات دليلية :