هل باتت الاضرحة والمقامات الإسلامية هدفا للتكفيريين؟

هل باتت الاضرحة والمقامات الإسلامية هدفا للتكفيريين؟
الثلاثاء ٠٢ أكتوبر ٢٠١٢ - ٠٣:١٦ بتوقيت غرينتش

إرهاب من نوع جديد تتعرض له أضرحة ومقامات إسلامية في بعض الدول العربية . أبطاله تيارات الوهابية التي تحاول من خلال عملها تشويه الدين وإثارة الفتن . هجمة منظمة وممولة تحت ستار ديني مشبوه تنفذ في وقت تتكاثر فيه المؤامرات السياسية والأمنية لإيقاع الفتن في بلاد المسلمين.

...هذه الصورة تتكرر هذه الأيام في أكثر من دولة عربية لا سيما في ليبيا وتونس ومصر وسورية أبطالها وهابيون يعملون على هدم أضرحة مقامات إسلامية لأولياء الله الصالحين ولأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم.
  فقد قام متشددون في ليبيا بهدم جزء من ضريح الشعاب الدهماني القريب من وسط العاصمة طرابلس والذي يزوره الناس للتبرك به، وقاموا بانتهاك حرمة القبر. واستخدم المتشددون حفارا للهدم ,غداة تفجير ضريح آخر للعالم الصوفي الشيخ عبد السلام الأسمر الذي عاش في القرن التاسع عشر، في زليتن على بعد 160 كلم شرق العاصمة.
كما تعرضت مكتبة وجامعة تحملان اسم الشيخ الاسمر لاعمال تدمير ونهب، وفق مصادر أمنية محلية.
وقال شهود إن ضريح ولي أخر هو الشيخ أحمد الزروق تعرض للهدم في مصراتة، على بعد 200 كلم شرق طرابلس.
وفي تونس أوردت وسائل الإعلام مؤخرا أن عناصر متطرفة محسوبة على التيارات السلفية قامت، في عدد من مناطق البلاد، بهدم أضرحة لأولياء الله الصالحين الذي عرفوا بتصوفهم، ودعت المواطنين إلى الامتناع عن زيارة هذه الأماكن أو التبرك بها، معتبرة أن ذلك "شرك بالله".
ولم تسلم دور العبادة والمقامات الدينية في سورية من اعتداءات بعض المجموعات المسلحة التي تحاول من خلال هذه الاستهدافات زرع الفتنة والتأجيج الطائفي، حيث كان آخرها الاعتداء على مقام محسن ابن الامام الحسين عليهما السلام في حلب بالاضافة الى اتخاذ المقام مركزا للمسلحين.
كما حاول المسلحون الدخول الى مقام السيدة سكينة بنت الإمام علي عليهما السلام والاستيلاء عليه . في ظل التهديدات المستمرة لمقام السيدة رقية بنت الحسين عليها السلام ومقام السيدة زينب بن علي عليهما السلام .
عمليات الهدم والتعدِّى على أضرحة ومقامات وزوايا العلماء وأولياء الله الصالحين كانت محط إدانة الأزهر الشريف . حيث استنكر تدمير المبانى العلمية والأثرية والثقافية والحضارية، واعتبر نبش مقابر المسلمين والموقوفة على أصحابها حرام شرعًا، وإهانتهم بحمل رفاتهم فى أكياس القمامة، ودفنها فى أماكن مجهولة، بحجَّة التوحيد المزعوم، والخوف من الشرك الموهوم، أمرًا مستهجنًا وجريمة بشعة تُنافى الشرائع السماوية، والأعراف والمواثيق الدولية، والأخلاق السوية .
وأعربت المديرة العامة لليونسكو إيرينا بوكوفا عن قلقها البالغ إزاء تدمير وتدنيس الأضرحة الصوفية والمكتبات في زليتن ومصراتة وطرابلس في ليبيا. ودعت بوكوفا الجناة إلى وقف التدمير على الفور.
وقال الباحث الإسلامي السوري محمد الشيخ : هم يريدون أن يفرقوا الناس بعضهم عن بعض لكي يحكموا سيطرتهم ولا يمكن أن تحكم هذه السيطرة إلا من خلال الفتنة وإلا من خلال تكفير الآخر".
التكفير والفتنة والتفرقة هي الصورة المقيتة التي أراد أصحاب جريمة هدم الأضرحة الإسلامية الشريفة تظهيرها . ولكن في المقابل كانت هناك صورة أخرى وهي فضح خلفيات هذه الجريمة وأهدافها والاستعداد لإعادة إعمار ما تهدم وتجديد ما هو قائم ولا سيما في مصر التي تعرضت الكثير من المقامات فيها للهدم والتخريب .
وعن هدم الأضرحة قال استاذ حسين سلامة: الحقيقة أن هذه القامات والأضرحة ليست حديثة، هذه المقامات تاريخية وهي أصبحت من التراث الإسلامي والعربي واليوم أنا للأسف أرى في سوريا في محيط مقام السيدة زينب (ع) شعارات سترحلين مع النظام فهل هذا المقام أسسه النظام حافظ الأسد أو نظام بشار الأسد، طبعاً لا هذا المقام عمره مئات السنين بل هو بارز في التاريخ ولم يكن هذا النظام موجوداً وكان هناك السنة وهناك العلويون وهناك الشيعة في سوريا ولم أحد يتجرأ على التهجم على هذا المقام. أريد أن أقول أن ما يجري لهذه المقامات ولهذه الأضرحة هو وسيلة في تسعير النفوس التي انساقت وراء الفتنة السنية الشيعية التي كل يوم تجد لها مادة جديدة، كل يوم تجد لها عملية تثوير جديدة، أما عبر السياسيين، إما عبر البيانات الدينية، إما عبر التصريحات اليومية لنواب ولإسلاميين ولرؤساء تنظيمات، هذا الموضوع تهديم الأضرحة يوازي عمليات اغتيال لرموز دينية اليوم.

كلمات دليلية :