عمران الزعبي: إجتماع المعارضة في الدوحة يعني إعلان حرب على سوريا

عمران الزعبي: إجتماع المعارضة في الدوحة يعني إعلان حرب على سوريا
السبت ١٧ نوفمبر ٢٠١٢ - ٠٣:١٠ بتوقيت غرينتش

دمشق (العالم) ‏17‏/11‏/2012 أكد وزير الإعلام السوري عمران الزعبي أن إجتماع المعارضة في الدوحة يعني بلغة بسيطة جدا أنه إعلان حرب على سوريا.

وقال الزعبي في تصريح خاص لقناة العالم الإخبارية إن إجتماع المعارضة في الدوحة وما تمخض عنه، وما ورد في البيان الصادر عنه والذي رفض الحوار ورفض بيان جنيف ورفض مبادرة أنان ورفض أي عمل سلمي من أجل إنهاء الأزمة في سوريا ودعوته الى التسلح والى الدعم العسكري، يعني بلغة بسيطة جدا أنه إعلان حرب على سوريا.

مجلس الدوحة هو إعادة إنتاج لمجلس إسطنبول

وأضاف: إن هذا المجلس الذي تشكل في الدوحة هو إعادة إنتاج لمجلس إسطنبول، ومحاولة جديدة لإنتاج هذا الهجين الذي لا جديد فيه لا من حيث التركيبة والبنية ولا من حيث الخطاب السياسي ولا من حيث الأطراف الداعمة، إنما نتيجة لفشل مجلس إسطنبول في أن يشكل غطاءا سياسيا للدعوات للتدخل العسكري الخارجي المباشر من قبل دول بعينها.

وتابع الزعبي: ونظرا لسقوط هذه النظرية ولفشل هذا المجلس في توفير هذا المناخ، تم اللجوء الى محاولة إعادة تقديم ذات المعارضة بواجهة جديدة لا أكثر ولا أقل.

وأكد أن هذا المجلس لا يشكل خطرا بالمعنى السياسي على أحد، لا على الحكومة السورية ولا على المعارضة الداخلية الوطنية، قائلا إن هذا الهجين بكل بساطة لا يمثل أحدا وربما لا يمثل نفسه، وهو غير مهيأ لتمثيل أحد، وتشكيلته وتكوينة بيانه لا يمكن أن يعكس فكر السوريين أساسا.

وأضاف: ليس هناك سوريون في الداخل السوري يريدون سلاحا ويريدون قتلا وعنفا، فمجلس إسطنبول بالتنسيق مع الحكومة التركية وقطر وبعض القوى الغربية مرروا الى سوريا عناصر أجنبية بأعداد كبيرة، وهم ليسوا سوريون، فالسوريون لا يقبلون هذا المنطق وهذه اللغة بالأساس، وإن وجد بعضهم نتيجة ضروف معينة أو نتيجة التغرير بهم، لكن الأكثرية الساحقة من السوريين سواء كانوا موالاة أو معارضة هم ضد العنف.

وتابع: إذا ذهب مجلس الدوحة للدعوة الى العنف، فهذا يعني أنه لا يمثل هؤلاء السوريون الذين هم ضد العنف، وعندما نشأ مجلس إسطنبول رافقته نفس الجمل التي يطلقوها الآن على مجلس قطر، كالممثل الشرعي والوحيد وغيرها، وهي مصطلحات سياسية ليس لها أساس قانوني ولن يكون لها ذلك، وفقا لقواعد القانون الدولي.

تبني باريس لمجلس قطر لن يضيف إليه أي قيمة سياسية

وقال الزعبي: الفرنسيون ذهبوا بإتجاه تبني ما نتج من قطر، لأن الفرنسي متورط مع التركي والقطري، وهذا التورط ليس جديدا، والمؤسسة الحاكمة في فرنسا هي المتورطة بغض النظر من هو شخص الرئيس، وتبني باريس لمجلس قطر لن يضيف عليه أي قيمة سياسية جديدة لا للمجلس ولا للظرف الحالي.

وأضاف: إن الإختلاف بين الموقف الأميركي والموقف الفرنسي أصبح واضحا الآن، وهذا لا يعني أن الموقف الأميركي هو موقف جيد، لكن من حيث المبدأ هناك إختلاف في مقاربة الأمر، الأميركيون يبدون أكثر تفهما وواقعية في مسألة إدراكهم أن المخطط في المرحلة الأولى منه قد فشل.

وأوضح أن فشل المرحلة الأولة من مخططهم والمتمثلة بمحاولة توفير تدخل خارجي عسكري، ومحاولة فرض أمر واقع في الداخل السوري ميدانيا، جعلهم يريدون الحصول على مكاسب سياسية من خلال إطالة أمد الأزمة وإبقاء شماعة المعارضة الخارجية ممكنة الإستخدام.

لا وجود لمعارضة سورية موحدة

وقال الزعبي: ليس هناك معارضة موحدة في سوريا، فهناك فرق بين وحدة الهدف ووحدة التنظيم، فوحدة التنظيم تعني أنهم تنازلوا عن الإختلافات العقائدية والفكرية والثقافية والسياسية بينهم، وهذا الأمر غير موجود، فالحديث عن حل سياسي أو عن إمكانية للوصول الى حل سياسي هي مقولة مهدت لها الدولة السورية عندما دعت الى الحوار.

وأضاف: إن مجرد رفض الحوار يجعل إمكانية وحدة المعارضة غير ممكنة، لأن هناك قوى معارضة أخرى حقيقية على الارض في الداخل وتمثل جزء من السوريين فعلا، وهي تقبل بهذا الحوار، فكيف يمكن أن تتحد مع بعضها إذا كان جزء منها يقبل بالحوار والآخر يرفضه؟

وصرح: منذ البداية، عندما رفضت قوى معارضة في الداخل وفي الخارج المشاركة في الحوار الذي دعت إليه الحكومة السورية، كان واضحا تماما أن هناك من لا يرغب في توفير بيئة سياسية تحتضن فكرة الحوار، وهؤلاء لم يوافقوا لأن هناك أجندات خارجية تركية وقطرية وفرنسية وأميركية، والمعارضة السورية في الخارج فقدت إرادتها الحرة المستقلة كقوى معارضة في قبول الحوار من عدمه عندما إنحنت وسمحت للآخرين بإمتطاء ظهرها لأسباب مختلفة.

وأكد الزعبي أن فكرة الحوار مع معارضة الخارج هي فكرة غير ممكنة، لأنهم ليسوا أصحاب قرار وطني وليسوا طرفا في حوار وطني، قائلا إنهم يريدون حوارا غير وطنيا، بمعنى أن نتحاور نحن والتركي والقطري والفرنسي والأميركي، ونحن لن نتحاور مع هؤلاء على مصالح سوريا، ولن نتحاور مع غير السوري.

من يريد إنهاء الأزمة بسوريا فليوقف دعم المسلحين

وقال الزعبي: إذا لدى هذه الدول نوايا حقيقية لإنهاء الأزمة في سوريا، فالطريق الأمامها واضح وهو أنه يجب عليها أن تتوقف عن إرسال السلاح والأموال، وأن تتوقف عن التحريض، وأن تغلق حدودها أمام المسلحين والإرهابيين، وحتى هذه اللحظة، الدولة السورية هي التي تتحدث عن منطق الحوار ولم تتخل عنه، ومنطق الحوار مع الإرهابيين مرفوض، الحوار هو فقط مع القوى المجتمعية والسياسية السورية الوطنية.

واضاف: إن ما يسمى بقوى المعارضة الخارجية التي ذهبت الى الدوحة وشاركت في إسطنبول وشاركت في عمليات تهريب السلاح والتمويل، هي ليست دولة وليس لها شيء من مقومات الدولة، ولا تستطيع أن تضع نفسها على نسق واحد مع الدولة السورية.

العلاقات السورية الإيرانية

وبين الزعبي أن العلاقات السورية الإيرانية هي علاقات قديمة وعريقة بالمعنى السياسي والإقتصادي والإجتماعي والمدني، وأن هذه العلاقات بنيت وتطورت مع قيام الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، مشيرا الى أن إيران عندما تعرضت للعدوان من قبل نظام صدام حسين، كانت سوريا هي الدولة العربية الوحيدة وقد تكون الإسلامية الوحيدة في المنطقة التي وقفت الى جانب إيران.

وتابع: لقد وقفت سوريا الى جانب إيران طيلة سنوات الحرب رغم الكثير من العروض المالية والسياسية التي وصلت الى حد غير مسبوق في العلاقات الدولية من قوى غربية ومن دول الخليج الفارسي من أجل تغيير موقفها والوقوف ضد إيران الى جانب الحرب عليها.

وأضاف: لو كانت سوريا قد قبلت بهذه العروض لتغير موقعها تماما في المعادلات السياسية ولكانت من أكثر دول المنطقة إزدهارا، لكن الرئيس حافظ الأسد في ذلك الوقت وضع إلتزاماته الأخلاقية والقيمية والعقائدية والوطنية والدينية أولا، ورفض أن يلبي تلك الدعوات والعروض، لأنه كان يعتقد أن الثورة في إيران هي تغيير سوف يدعم بشكل مباشر القضية الفلسطينية التي تعتبرها سوريا قضيتها الأولى والمصيرية.

وتابع: منذ بداية العلاقة بين سوريا وإيران وحتى الآن هناك عروض كثيرة تقدم الى سوريا مالية وأمنية وسياسية من دول إقليمية وكبرى مقابل التخلي عن العلاقة مع إيران والذهاب الى الجهة الأخرى المعادية لإيران، وستظل هذه العروض قائمة لأنهم يستشعرون الخطر الحقيقي من وجود هذه العلاقة بين سوريا وإيران.

العلاقة بين سوريا وإيران لم تشكل تهديدا في المنطقة

وقال الزعبي: إن العلاقة بين سوريا وإيران لم تشكل تهديدا لأي من دول المنطقة، إنما لمجرد أن هذه العلاقة هي علاقة تقوم على حق تقرير المصير وعلى مفهوم السيادة وليس فيها محل لقبول الهيمنة والإذعان للولايات المتحدة الأميركية، ولذلك تشكل هاجسا للأميركيين ولأتباعهم في المنطقة.

وأوضح أن الأميركيين الذين خسروا حليفا إستراتيجيا مهما في المنطقة ايام نظام الشاه، هم الذين يروجون الآن الى فكرة أن إيران تقف مع النظام السوري وتترك الشعب السوري ليقتل، وهم الذين حاولوا أساسا أن يزرعوا هذه اللغة الإنقسامية الطائفية في المنطقة في محاولة لتشويه صورة الثورة في إيران وحرفها عن طريقها داخليا وتشويه صورتها خارجيا وساهمت في ذلك أنظمة خليجية في تعميم هذه الصورة.

الموقف الإيراني بشأن الأزمة في سوريا كان معتدلا

وقال الزعبي: إن أهمية الموقف الإيراني خلال الفترة السابقة كلها أنه كان موقفا معتدلا وموقفا يدعو الى الإجتماع واللقاء والتشاور والحوار، وإيران على مسافة واحدة من كل السوريين، وهذا الموقف تميزت فيه إيران عن الكثير من دول المنطقة كتركيا ودول مجلس التعاون وغيرها التي كانت طرفا حقيقيا فيما يجري داخل سوريا، وهذا الأمر نابع عن كون العلاقة السورية الإيرانية هي علاقة بين دولتين وشعبين.

مزاعم وجود مقاتلين من حرس الثورة الإيرانية بسوريا

ووصف الزعبي مزاعم وجود مقاتلين من الحرس الثوري الإيراني على الأراضي السورية بأنها نوع من الكوميديا السياسية، مشيرا الى أن هذه المزاعم أطلقت سابقا عندما قاتل حزب الله الإسرائيليين في جنوب لبنان، وفي حرب غزة عام 2008 أيضا، قائلا إن هذه اللغة لم يعد ممكن تسويقها لأنها لغة بائدة وليس لها محل لدى الواعين من الشعوب، والقوات السورية ليس بحاجة الى الحرس الثوري.

وقال الزعبي: إذا شنت أي جهة حربا على إيران سنقف الى جانب إيران بكل الاشكال الممكنة، وهذا خيار إستراتيجي بالنسبة للسوريين، ونعرف أن الشعب الإيراني سيكون الى جانب سوريا في هذه الأزمة، وهذا الأمر لا علاقة له على الإطلاق بأي إنتماء، سوى فكرة المواجهة مع قوى الهيمنة الطغيان.

AM – 17 – 20:10