منظمة حقوقية تنتقد ضعف الموقف الاوروبي من الاستيطان

منظمة حقوقية تنتقد ضعف الموقف الاوروبي من الاستيطان
الجمعة ٢١ ديسمبر ٢٠١٢ - ٠٥:٠٧ بتوقيت غرينتش

لندن(العالم)21/12/2012- وصف نائب رئيس المنظمة العربية لحقوق الانسان في بريطانيا محمد جميل اصرار العديد من وسائل الإعلام العربية على تضخيم معارضة الاتحاد الأوروبي للخطط الاستيطانية للاحتلال الاسرائيلي بالخاطئه.

وقال جميل لقناة العالم الاخبارية الجمعة أن موقف دول القارة العجوز حيال قضايا الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، وفي القلب منها قضية الاستيطان والتي طالما اعتبرتها هذه الدول مخالفة للقانون الدولي، وتمثل عقبة أمام عملية التسوية، لكن دون أن تلجأ إلى أية إجراءات ملموسة تترجم هذا الموقف على ارض الواقع.
واضاف جميل  ماتستند وسائل الاعلام وبعض المتفائلين لا يتجاوز، في الواقع، ما جاء في بيان وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الصادر خلال الشهر الجاري، والذي، وإن أعرب عن الصدمة من القرار الإسرائيلي، وشدد على رفض الاتحاد الاعتراف بأية تغيرات على حدود العام 67 بما في ذلك مدينة القدس ما لم تكن هذه التغيرات بالاتفاق بين الأطراف، ولم يأت بجديد على صعيد الخطوات العملية التي يمكن اللجوء إليها في حال تنفيذ المخطط الاستيطاني أو إعلان المزيد من عطاءات الاستيطان، وهو ما حدث فعلاً بعد صدور البيان الأوروبي، اللهم باستثناء إعادة التأكيد على أن دول الاتحاد ستعمل فوراً على تطبيق قانون مقاطعة منتجات المستوطنات.
وأوضح جميل ومع أن ثمة متغيراً أوروبياً مهماً له علاقة بارتفاع منسوب الامتعاض الشعبي في مختلف دول الاتحاد من الممارسات العدوانية الإسرائيلية، وفق مؤشرات عدة، إلا أن أنظمة هذه الدول التي تقدم نفسها وسيطاً أميناً ومخلصاً في الشرق الأوسط تمارس، في الحقيقة، نوعاً من النفاق المغلف بسوليفان الحرص على الحقوق الفلسطينية والعربية المنتهكة من قبل الكيان الإسرائيلي. إذ، ففي مقابل إدانة ممارسات الاحتلال العدوانية، وخاصة الاستيطانية منها، في التصريحات والبيانات كضريبة كلامية لا تقدم ولا تؤخر، تواصل معظم هذه الأنظمة السياسية، وفي مقدمها بريطانيا وفرنسا التي تريان أن أي اعتداء على إسرائيل هو اعتداء عليها، وألمانيا التي تزعم أنها أمام مسؤولية تاريخية تجاه اليهود بسبب ما تسميه بالمحرقة اليهودية أو الهولوكوست، وإيطاليا التي تدعو لدعم إسرائيل بشتى الأشكال، تواصل تطوير علاقاتها التحالفية مع هذا الكيان المارق في مختلف المجالات.
واشار جميل أن دول الاتحاد التي كانت تبرر، على الدوام، اعتداءات إسرائيل ضد العرب والفلسطينيين وتعدّها موقفاً دفاعياً، مازالت تستورد نحو 40% من كمية الناتج المحلي الإسرائيلي، كما تتمسك بالتعاون مع الكيان في مختلف المجالات، ولاسيما في حقل البحوث العلمية الذي يعدّ من أكبر حقول التعاون والتنسيق بين الجانبين، على رغم الخسائر التي تتكبدها لمصلحة إسرائيل التي أصبحت في العام 2007 من أولى الدول المجاورة للاتحاد الأوروبي التي تندمج في برنامج الابتكار والتنافس المخصص له 6.3 مليار دولار بين 2007 و2013، والذي يسمح لاسرائيل بالمشاركة في المشاريع المشتركة مع الشركات الأوروبية، إضافة إلى الانضمام إلى برنامج أوروبا للمشروعات الذي يساعد الشركات للحصول على التمويل العام.
وأكد جميل أن طيف التحالف الأوروبي  الإسرائيلي يمتد إلى ما هو أوسع من القضايا الاقتصادية، ليصل الى مجال التعاون الاستخباراتي بين الطرفين، وقيام رئيس الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي الجنرال أفيف كوفاخي، مؤخراً، بزيارة سرية إلى عدد من الدول الأوروبية لبحث الأوضاع في سورية، والتنسيق ضد حزب الله اللبناني. وكل هذه الامور تثبت حقيقة الموقف الاوروبي من الاستيطان الاسرائيلي حيث كل ما يقال لا يتعدى الكلام والشجب والادانة دون وقفة حقيقة لصالح الشعب الفلسطيني.
Sm-21-17:46
 

كلمات دليلية :