وزير النفط السابق: الحظر جعل إيران قوة اقتصادية

وزير النفط السابق: الحظر جعل إيران قوة اقتصادية
الأحد ٢٣ ديسمبر ٢٠١٢ - ٠٧:٢١ بتوقيت غرينتش

طهران (العالم) 23/12/2012 ـ أكد رئيس لجنة الطاقة في مجلس الشورى الإسلامي ووزیر النفط الإيراني الأسبق مسعود ميركاظمي أن الحظر الغربي شكل فرصة لإيران دفعتها الى تفعيل صادراتها غيرالنفطية والتحرك بسرعة نحو الأسواق العالمية لتصبح قوة اقتصادية واعدة.

حولنا تحدي الحظر إلی فرص
وفي حوار خاص مع قناة العالم الإخبارية لبرنامج "من طهران" مساء اليوم الأحد قال ميركاظمي: منذ ثلاثین عاماً ونحن معرضون للحقد الأميركي والأوروبي والصهیوني، ولكننا استطعنا من تحقیق نمو جید ضمن هذه القیود بالذات؛ وهذا يعني أننا حولنا التحديات إلی فرص.
وبین ميركاظمي أن: إحدی الأوراق الرابحة ضمن تطویرنا للتكنولوجیا هي أننا لم نصل إلی الاكتفاء الذاتي وحسب بل استطعنا كذلك من الحضور الفعال في البلدان المستوردة لمنتوجاتنا غيرالنفطية.
وصرح أن الحظر كان السبب الأساس في هذه التطورات: حیث أكسبتنا الثقة بالذات؛ ومكننا من أن نصل إلی إنجازات ونجاحات كبیرة؛ لذلك اننا ننظر إلی الحظر والمقاطعات علی أنها تشكل لنا عاملاً إيجابيا، مبیناً: حيث نری الآن وضمن إطار التنمیة العلمية أن نسبة الأمية قد تضائلت فيما ارتفع مستوی الصحة ارتفاعا كثیراً؛ ونری أن مختلف التكنولوجيات تتكون بسرعة متجهة نحو التسويق؛ وبالطبع هذا ماسيجعل من إيران في المستقبل قوة اقتصادية يشار إليها.
نسير بسرعة صوب الأسواق العالمية
وأضاف وزیر النفط الإیراني الأسبق: لذلك فالمقاطعات لم تضع أمامنا عوائق في هذا الجانب؛ ربما تكون قد زادت من مصاریفنا في بعض الجوانب ولكنها لم توقف حركتنا وسوف لن تفعل ذلك؛ وباتت إيران اليوم ومن حيث الاقتصاد والتكنولوجيا أكثر قدرة بكثیر مما كنا علیه في بدايات الثورة الإسلامية.
وأوضح قائلاً: كنا قبل الثورة نصدر النفط لنستورد بثمنه البضائع كما هو الحال الآن في الكثیر من البلدان العربیة؛ حيث لا نری فیها أثراً للعلم والتكنولوجیات الحديثة، ويقتصر فيها علی بناء الأبنية والعمارات الحديثة، كمؤشر علی التظاهر بالتحظر ولیس التحظر بالذات، مؤكداً أن إیران تسير بسرعة صوب الأسواق العالمية وتزداد سرعتها يوماً بعد يوم؛ فيما نری تباطؤ هذه الحركة في أوروبا وأميركا.
أسعار النفط لیست واقعية بل إنها غيرمنصفة
وأوضح میركاظمي أن إصدار السندات من دون رصيد من قبل البلدان الأوروبیة والأميركية قد أدی إلی الانكماش الاقتصادي الذي تعاني منه هذه البلدان والذي أدی إلی اختلال توازن العرض والطلب علی النفط في الأسواق العالمية؛ مؤكداً أن بعض البلدان المناهضة استغلت ذلك كساحة لإبراز عدائها لإيران.
وقال: نحن نرحب طبعاً بذلك إذ أن هذا جعلنا نسیر نحو الاعتماد علی الصادرات غيرالنفطية؛ والذي يكون اعتمادنا فيه علی عائدات النفط بمقدار أقل؛ وهذا سیجعلنا أقل هشاشة كما أننا نعتقد أن أسعار النفط لیست واقعية حالياً بل حتی انها غيرمنصفة؛ لأن قدرة شراء البلدان المصدرة للنفط قد تضائلت كثیراً بفعل عدم توازن ارتفاع أسعار النفط مقارنة بارتفاع أسعار الذهب.
سوء ادخار دول الخليج الفارسي لعائدات النفط
وقال ميركاظمي: النقطة التي أود لفت الانتباه إليها وخاصة انتباه الدول العربية أنها "ماذا صنعت بعائداتها من النفط؟" إنها إما اشترت بها أسهماً وبفعل انفجار فقاعة الأسهم في أميركا وأوروبا فقدت البلدان العربية قيمة أسهمها هذه؛ وإما كدست هذه العائدات بعملة الدولار وفقدت نصف ثرواتها بفعل سقوط قيمة الدولار في السنوات الأخيرة إلی النصف؛ وبعد أن لم تسمح لها أميركا بتحويل هذه العائدات من الدولار إلی سائر العملات، مبیناً: لذلك لم تكن عائدات النفط منشأ خير و بركة لهذه البلدان؛ كما أن هذه البلدان عندما تجتمع في أوبك وللأسف تفكر في إرضاء مجموعة العشرين بدل أن تفكر في مصالحها الوطنية وفي إرضاء أعضاء الأوبك.
زيادة الانتاج غيرالمبررة أدت إلی هبوط سعر النفط
ولفت رئيس لجنة الطاقة في مجلس الشورى الإسلامي إلی أن بعض دول الخليج الفارسي قد زادت علناً من انتاجها ضمن الأوبك وفي زمن لم يكن هناك طلب وداع للزيادة؛ وأضاف: نحن كنا نعلم أن زيادة الانتاج هذه ستؤدي إلی هبوط سعر النفط ولكنهم للأسف قاموا بذلك وكانت العربية السعودية علی رأس هؤلاء.
وتسائل میركاظمي: "ولكن هل سيوافقون لوتم استخدام هذه الآلية السياسية ضدهم؟ هل سيرضون لوفعلت إيران مثل مافعلوا؟ إيران لديها القدرة علی استخدام الخليج الفارسي ومضيق هرمز كآلية سياسية؟ والا تتعرض آنذاك الشعوب الأوروبية الرازحة تحت المشاكل الاقتصادية حالياً إلی مشاكل أكثر؟" مضيفاً: هذه أسئلة يتعين علی من بدأوا هذه اللعبة الخطرة الإجابة عليها!
وصرح قائلاً: كما قلت نحن نرحب بالمقاطعات ولكن إن أردنا رفع مستوی انتاجنا بهذه الأسعار سندخل آنذاك في دوامة من دون نهاية للانتاج في الأوبك ستكون مجحفة بحق شعبنا أولاً.
لتضمن "أوبك" مصالح البلدان المصدرة للنفط
وقال وزیر النفط الإيراني الأسبق: برأيي يجب أن يجلس أعضاء منظمة أوبك ويبحثوا منطقياً ضمان مصالح البلدان المصدرة للنفط؛ وهذا ما تنص علیه وتصرح به قوانين المنظمة... لكننا لانشهد اليوم ذلك وللأسف.
وأوضح میركاظمي: عندما كنا نترأس المنظمة عام 2011 عملت مقارنة بهذا الشأن واكتشفت وللأسف أن قدرتنا الشرائية ليست إلا 11 دولاراً و40 سنتاً إزاء كل برميل نفط.
ولفت إلی أن مقارنة الوضع في البلدان المصدرة للنفط تبین أنها أكثر رداءة من البلدان المستوردة والمستهلكة لهذا النفط: هذا في حين أن الضرائب التي يدفعها المواطن الأوروبي للنفط ومشتقاته إلی حكوماته أكثر بكثیر من نفس عائدات النفط للبلدان المصدرة للنفط؛ وهذا يعني أن هناك إشكالاً وهو أن فوائد هائلة ناتجة عن اختلاف سعر النفط في أسواق استهلاك النفط مقارنة بأسواق التصدير والبيع له تصب في جيوب البلدان المستهلكة للنفط.
الإدارة السياسية تحول دون السعر المستحق للنفط
وأوضح ميركاظمي: ان البلدان المستوردة وبإدارة الاستهلاك استطاعت أن تستفيد احسن استفادة من اختلاف الأسعار هذا بین المبدأ والمقصد؛ في حين أن الإدارة السياسية في بعض البلدان هي التي تحول دون أن یصل النفط إلی السعر الذي يستحقه.
وخلص إلی القول: لذلك فإن المنافسة في زيادة الانتاج غيرمعقولة وغيرمنطقية وذات دوافع سیاسیة بحتة؛ ويجب أن يتم تسعير النفط وفق أسعار الذهب.
==================================================
اقتصاد الدول النفطية مريض، ويجب اعادة النظر
واعتبر رئيس لجنة الطاقة في مجلس الشورى الاسلامي في ايران مسعود مير كاظمي ان الدول ذات الاقتصاد النفطي تعاني من مشاكلواعتبر ان الدول النفطية سواء المستوردة او المصدرة تعاني من امراض اقتصادية متشابهة، بسبب اعتمادها على هذه المادة، تتمثل في الحرمان من التقنيات الحديثة، وتركيز الصادرات حول النفط، والافتقار الى القدرة على المنافسة في سائر المنتجات.
واضاف مير كاظمي ان على الدول المصدرة لنفط ان تعيد النظر في هيكلتها الاقتصادية من اجل تحقيق النمو والازدهار، والارتقاء بمستوى الدخل العام لديها، منوها الى انه ورغم ارتفاع اسعار النفط لم يرتفع مستوى دخل الفرد في الدول النفطية بشكل ملحوظ.
ايران عازمة على انهاء الاعتماد على النفط
واكد رئيس لجنة الطاقة في مجلس الشورى الاسلامي في ايران مسعود مير كاظمي ان ايران عازمة على الخروج من الاقتصاد النفطي، لان الارتقاء بمستوى معيشة المواطنين لا يعتمد على النفط، منتقدا سياسات بعض الدول النفطية المتساوقة مع الغرب رغم انها هي الخاسرة في النهاية.
واكد مير كاظمي ان هذه الدول النفطية سوف لن تحقق تطورا وتقدما وازدهارا، بل انها ستسجل تراجعا قياسا بالدول الاخرى، خاصة من النواحي الاقتصادية والزراعية والتقنية وغير ذلك.
واكد ان ايران تتخذ من التهديدات والحظر الاوروبي الاميركي فرصة في سبيل التقليل من الاعتماد على ايرادات النفط، والتقدم في المجالات والقطاعات الاقتصادية الاخرى.
خطة لتقليل الاعتماد على النفط الى النصف
واشار رئيس لجنة الطاقة في مجلس الشورى الاسلامي في ايران مسعود مير كاظمي الى ان لجنة الطاقة في مجلس الشورى الاسلامي في ايران التي يرأسها اقترحت ايجاد خطة للتقليل من الاعتماد على موارد النفط بنسبة 50%، واعتبر ان ايران تملك الامكانيات والموارد اللازمة لتحقيق ذلك بسرعة.
واكد مير كاظمي ان النفط لم يحقق تقدما وتطورا حقيقيا للدول المصدرة، بل ادى الى تخلفها في بعض القطاعات، منوها الى ان ايران تركز على قطاعات الصناعة والانتاج والصادرات وتوظيف الرساميل في مختلف القطاعات، وبدعم من القطاع المصرفي النشط جدا في ايران.
قطاع خاص قوي، ومستقبل مشرق
وشدد رئيس لجنة الطاقة في مجلس الشورى الاسلامي في ايران مسعود مير كاظمي على امتلاك القطاع الخاص في ايران القدرة اللازمة خاصة من الناحية المالية للمساهمة في هذا المجال، نافيا حاجة البلاد الى الاستعانة في ذلك بالدول الخرى رغم الحظر الغربي.
واعتبر مير كاظمي ان خطة خفض الاعتماد على النفط في الاقتصاد الايراني تبشر بمستقبل مشرق من الناحية الاقتصادية والتقنية في ايران.
الاجيال القادمة لها حق من النفط
وحذر رئيس لجنة الطاقة في مجلس الشورى الاسلامي في ايران مسعود مير كاظمي من ان انتاج النفط سيصل الى ذروته في مستقبل ليس ببعيد، بحيث لا يمكن الانتاج اكثر، لكن الطلب سيبقى يرتفع، وعندها فان الاسعار لن تكون على ما هي عليه اليوم، وان كثيرا من الدول لن تتمكن من الانتاج، لكن ايران ستبقى محتفظة بذخائرها البالغة 155 مليار برميل حتى الان، الامر الذي يمكن الاجيال القادمة من التمتع بهذه الثورة والاستفادة منها.
واعرب مير كاظمي عن اسفه لعدم اهتمام الدول المصدرة للنفط بهذه القضية وتضييع ذخائرها من النفط بثمن بخس، مشيرا الى ان سماحة قائد الثورة الاسلامية اية الله خامنئي بين الطريق بان الاقتصاد يجب ان يكون مقاوما ويملك قدرة على الصمود في مواجهة التحديات الدولية، وهذا لن يتحقق الا بالتقليل من الاعتماد على النفط وصولا الى اقتصاد غير نفطي.
البرلنامج النووي ذريعة بيد الغرب
وحول تشديد الغرب حظره على ايران بذريعة البرنامج النووي الايراني، قال رئيس لجنة الطاقة في مجلس الشورى الاسلامي في ايران مسعود مير كاظمي ان البرنامج النووي ليس الا ذريعة، وان السبب الحقيقي للعداء الذي تبديه الولايات المتحدة والدول الاوروبية والكيان الاسرائيلي وبعض الدول الرجعية في المنطقة، هو ظهور نظام جديد في العالم.
واشار مير كاظمي الى ان الثورات في العالم اما كانت تابعة للغرب او الشرق، وان الثورة الاسلامية في ايران والجمهورية الاسلامية من بعد بقيادة الامام الخميني رضوان الله عليه كانت الوحيدة التي تبنى سياسة لا شرقية ولا غربية ومستقلة، واعلنت ان مبادئها مبنية على السلام والحرية الاسلامية التي تمثل ذروة وقمة الحرية في العالم، وهذا ما لا يحتمله الغرب وحلفاءه وعملاءه.
واشار الى وقف ايران للتخصيب من قبل بشكل طوعي وفي اطار سياسة بناء الثقة، موضحا : لكن ذلك لم لم يغير من السياسة الغربية ازاء ايران شيئا، معتبرا ان التقنية النووية هي احد العلوم التي لا يمكن الوقوف بوجه انتشارها في العالم.
واوضح مير كاظمي ان الدول الغربية تعارض البرنامج النووي الايرانية ظنا منها بامكانية سعي ايران للحصول على  سلاح نووي، في وقت تملك الكثير من الدول الاسلامية اسلحة نووية دون اية مشكلة، مؤكدا ان السلاح النووي ليس ورقة رابحة بيد الدول التي تملكه وان ايران لا تحتاج اليه.
ايران البلد الوحيد في وجه سياسات الغرب
واكد رئيس لجنة الطاقة في مجلس الشورى الاسلامي في ايران مسعود مير كاظمي ان المعسكر الشرقي سقط وان ايران هي البلد الوحيد الذي يقف اليوم بوجه الغرب وسياساته السلطوية، منوها الى ان ايران لو اوقفت برنامجها النووي لرفع الغرب ملفات اخرى عليها مثل حقوق الانسان وغيره.
واتهم مير كاظمي الدول الغربية بمحاولة الاظهار بان النظام الاسلامي في ايران ضعيف وغير كفوء، مشددا على ان ايران لن تعود الى حقبة الهيمنة الاميركية على مقدراتها كما كانت في عهد الشاه.
واشار الى خروج مصر من دائرة الهيمنة الاميركية بعد ثورة 25 يناير التي اطاحت بحليف الغرب والكيان الاسرائيلي الاول في المنطقة حسني مبارك، معتبرا ان الولايات المتحدة واوروبا تريد بسط سيطرتها من جديدعلى دول المنطقة وجعلها تابعة لها.
ايران ليست تهديدا، والنفط سلاح سياسي بيد الغرب
ونفى رئيس لجنة الطاقة في مجلس الشورى الاسلامي في ايران مسعود مير كاظمي ان تكون ايران في يوم من الايام بمثابة تهديد للامن والاستقرار في المنطقة، ورغم ما تعرضت له  من اعتداءات وعدوان مدعوم من الغرب ودول المنطقة، مؤكدا ان ايران حافظت دائما على امن واستقرار منطقة الخليج الفارسي ومضيق هرمز.
وندد مير كاظمي باستخدام الدول الغربية للنفط سلاحا سياسيا، ومنع توريد حتى الدواء لايران، واعتبر ان هؤلاء يعادون استقلال وحرية وتطور ايران، محذرا من ان بامكان ايران ان تستخدم ذلك ضدهم.
ولفت الى مرور 17 مليون برميل من امدادات النفط عبر مضيق هرمز يوميا، وتسائل ماذا ستفعل هذه الدول لو واجه ذلك عرقلة ما، واكد ان اسعار النفط ستشهد قفزة وستواجه السوق العالمية مشكلة، مشددا على ان ايران تأمل بالا تصل الامور الى هذا الحد.
 
21:35       23/12         FA