قمة مجلس التعاون تواصل اعمالها في البحرين

الثلاثاء ٢٥ ديسمبر ٢٠١٢ - ٠٦:٥٢ بتوقيت غرينتش

تواصل القمة ال 33 لدول مجلس التعاون اعمالها اليوم الثلاثاء في العاصمةِ البحرينية المنامة، في وقت قمعت الشرطة البحرينية تظاهرات شعبية تندد بقمع السلطات للشعب البحريني وتجاهلها لمطالبه.

وانطلقت قمة دول مجلس التعاون في الخليج الفارسي في البحرين امس بحضور نائب الرئيس الإماراتي، وولي عهد قطر، فيما لم يشارك سلطان سلطنة عمان والملك السعودي، واقتصرت مشاركة كبار القادة على ملك البحرين وأمير الكويت فقط.
وانطلقت القمة وعلى جدول اعمالها ملفات سياسية واقتصادية وامنية واقليمية، لا سيما في ظل الاوضاع الحساسة التي تشهدها المنطقة بدءا من الدولة المضيفة البحرين الى السعودية وغيرها.
وتنعقد القمة في نسختها الثالثة والثلاثين والتي لم تثمر اجتماعاتها السابقة بتحقيق ما اسست لاجله في ظل اضطرابات سياسية تجتاح المنطقة وقلق عميق من المستقبل.
وقال شهود عيان إن الشرطة فرّقت تظاهرات بالتزامن ممع انطلاق القمة ردد المتظاهرون خلالها هتافات مناهضة مثل "الشعب يريد إسقاط النظام" و"هيهات منا الذلة" و"يسقط حمد" في إشارة إلى ملك البحرين. واستخدمت قوات الشرطة الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية لتفريقهم. 
فالاوضاع التي تعيشها البحرين بعد ثورة شعبية لا تزال مستمرة، والاوضاع السائدة في المنطقة الشرقية من السعودية واوضاع الكويت السياسية والموقف من الازمة في سوريا والقضية الفلسطينية، والعلاقات الفاترة بين قطر والسعودية وغيرها، كلها قضايا ستلقي بظلالها على اعمال القمة وتثير قلق الدول الاعضاء.
وتعتبر الازمة في سوريا قضية اساسية في اعمال القمة التي يرى مراقبون ان تداعياتها وسط الدول اللاعبة على صعيد تأجيج الازمة ودعم التيارات السورية المعارضة واضحة المعالم.
ويرى مراقبون ان دول مجلس التعاون تواجه مشاكل اسهمت بعدم تحقيق اهداف كثيرة، ففي قمة العام الماضي التي استضافتها الرياض اقترح الملك السعودي عبدالله اقامة اتحاد يدمج الدول الاعضاء في كونفيدرالية، مرت سنة ولم يتحقق شيء.
وفيما كان الأمير سلمان بن عبدالعزيز رئيس الوفد السعودي إلى القمة ، الشخص الوحيد الذي دعا الى تبني مشروع الوحدة وكشف أن السعودية قدمت مشروعاً مقترحاً للنظام الأساسي للاتحاد بما يتوافق مع توصيات الهيئة المتخصصة، لم يشر ممثلو باقي وفود الدول الاعضاء في المجلس الى موضوع الاتحاد بسبب الخلافات القائمة بينهم.
وفي الوقت نفسه، لم يتخذ السعوديون بعد أية خطوات إلى الأمام بشأن اقتراحهم عام 2011 بقبول المغرب والأردن في مجلس التعاون على اساس سياسي وليس جغرافي وهو ما اعتبره مراقبون خطوة استباقية ونوعا من تحصين تلك الدول من الثورات التي تجتاح المنطقة.
من جانبه اعتبر منتدى الخليج الفارسي لمؤسسات المجتمع المدني أن الشعوب في الخليج الفارسي والعالم العربي لم تعد كما كانت، وقال المنتدى ومقره الكويت في بيان له إن الشعوب العربية خرجت من وضع الاستكانة.
واشار الى أن العرب على مفترق طرق، فإما التحول الى الديمقراطية او الفوضى.
واضاف أن الأهم هو استخلاص العبر لتجنيب المنطقة كارثة كبرى، مطالباً باقامة انظمة ملكية دستورية.
من جهة اخرى دعت قوى المعارضة البحرينية قادة دول مجلس تعاون دول الخليج الفارسي على أن "تمارس دورها وتضغط لإقناع الجانب البحريني لإيجاد حل للأزمة التي تعصف بالبلاد وإحداث الانفراج السياسي والأمني المطلوب كخارطة طريق للحل".
وجددت قوى المعارضة البحرينية في مؤتمر صحافي عقدته أمس الإثنين بجمعية الوفاق تمسكها بالحوار للخروج من الأزمة التي تمر بها البحرين منذ فبراير/ شباط 2011، وأكدت ترحيبها بإشراك باقي المكونات السياسية في أي حوار سياسي جاد.