وافادت شبكة مراسلي قناة العالم في العراق انه ومع اقتراب الذكرى التي تصادف الخميس القادم فان الطريق بين النجف وكربلاء امتلأ بالجموع الحاشدة والممتدة لعشرات الكيلومترات حيث تتجه هذه المسيرة الراجلة العظيمة نحو كربلاء رغم هطول الامطار والبرد القارس .
المراقبون وصفو هذه المسيرة بانها الاكبر على الاطلاق في العالم كله والتي وصلت هذا العام الى مستوى غير مسبوق قديما وحديثا حيث تقدر الحصيلة النهائية بنحو عشرين مليون زائر .
والملفت هذا العام هو المشاركة الواسعة للزوار من خارج العراق من ستين بلدا بينها ايران والبحرين والكويت واليمن وسلطنة عمان ولبنان والعديد من الدول الافريقية والاسيوية ، ولم تقتصر مشاركة الزوار الاجانب على الحضور للزيارة بل اقام زوار العديد من البلدان محطات على الطريق لخدمة الزوار وتوفير الطعام والمنام اسوة بالمحطات التي يقيمها العراقيون على مدى مئات الكيلومترات لتوفير الخدمات المختلفة للزائرين بحيث تحظى هذه الملايين بالغذاء الكافي والمتنوع والمبيت المريح والخدمات الصحية المختلفة ، كل ذلك مجانا في سبيل الله واكراما لتضحيات الحسين واهل بيته واصحابه في معركة الطف الخالدة .
والملفت ايضا هذا العام ان الظروف الجوية من امطار غير مسبوقة وبرد شديد لم تثن الزائرين عن السير نحو كربلاء بل ان عوائل بكاملها اغلقت بيوتها وعطلت اعمالها وتحركت مشيا نحو الحسين نساءا ورجالا واطفالا بل شوهد الاف المرضى والمعوقين بين حشود الزوار متناسين الامهم ومتأسين بما عاناه ابو الاحرار وعياله من الام على يد طغاة جيش بني أمية .
وبالنتيجة فان هذه الملحمة التي يسطرها اتباع النبي واهل بيته الكرام توحي للعالم ان الحق يعلو ولا يًعلى عليه وان الدم المظلوم ينتصر على السيف الظالم ، وبهذا تتحول ثورة الحسين (عليه السلام) الى مُلهم للشعوب كي تثور ضد الظلم والاستبداد السياسي وتنشر الحرية والعدالة .
Ma.1