فعاليات تأبين الشهيد أحمد آل مطر بالقطيف

فعاليات تأبين الشهيد أحمد آل مطر بالقطيف
الجمعة ٠٨ فبراير ٢٠١٣ - ٠٥:٠٤ بتوقيت غرينتش

شهدت محافظة القطيف الاسبوع الحالي فعاليات مختلفة تخليداً لذكرى مرور 40 يوماً لاغتيال القيادي في ائتلاف الحرية والعدالة الشاب الشهيد أحمد آل مطر.

ونظمت لجنة “الوفاء والأمل” المعنية بإحياء مناسبات الشهداء حفلاً تأبيناً للشهيد ال مطر في مسجد العباس بمدينة العوامية.
وفي جزيرة تاروت مسقط رأس الشهيد المطر أقيم مجلس عزاء بحضور، وتضمنت الفعاليات التي شارك فيها رجال الدين وعوائل الشهداء الى جانب حشد من الأهالي، العديد من القصائد في رثاء الشهيد وتخليد ذكراه والإشادة بدوره وشخصيته المتميزة.
وتخللت الفعاليات هتافات المطالبة بالقصاص من القتلة والأخذ بحق الشهداء والانتصار لقضيتهم، وتأكيد الوفاء لنهجهم ومواصلة الحراك حتى تحقيق المطالب.
يذكر أن انتفاضة القطيف أكملت عامين على انطلاقتها، وقدمت 16 شهيدا وعشرات الجرحى ومئات المعتقلين بينهم الرمزين الشيعيين الشيخ نمر النمر والشيخ توفيق العامر.
بدوره أصدر ائتلاف الحرية والعدالة بياناً في المناسبة هذا نصه:
بسم الله الرحمن الرحيم
“وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ* فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ”
السلام عليك أيها القيادي الشهيد المطر..
السلام على رموزنا وأبطالنا المعذبين في الزنازين..
السلام على جماهير الانتفاضة الأحرار..
السلام على آباء وأمهات الشهداء الصابرين المحتسبين أجرهم عند الله المنتقم الجبار.
لقد راهن نظام القمع السعودي مبكراً أن تتوقف انتفاضة جماهير شعبنا الأبي، وسعى لذلك بالمكر والخديعة السياسية، حين انتدب بعض أعوانه وأتباعه للتواصل مع جماهير الانتفاضة في بدء انطلاقتها المجيدة، وقدّم الوعود الكاذبة التي لم ينجز منها شيئاً. وسرعان ما لجأ لاستخدام العنف، فدفع بمدرعاته وقواته إلى مدن القطيف وقراها، ونصب المتاريس، وسيّر العربات المصفحة تجوب الشوارع والأحياء السكنية، وراحت بنادق جنوده تجرح وتصيب بين الفينة والأخرى شباباً عزّل كل ذنبهم أنهم حملوا راية المطالبة بالحقوق والكرامة، وصدحت حناجرهم بنداءات الافراج عن سجناء الرأي والمعتقلين السياسيين، وفي مقدمهم “الأقمار التسعة المنسيين”.
وما لبث النظام الدموي أن صعّد وتيرة إرهابه وقمعه يوم الأحد 20 نوفمبر 2011 حين اغتالت عصاباته المجرمة الشهيد ناصر المحيشي، الذي سقط فوق تراب القطيف مخضباً بدمائه الطاهرة.
خمسة عشر شهيداً قضوا برصاص الغدر، والسادس عشر تحت سياط التعذيب، وعشرات الجرحى والمصابين، ومئات المعتقلين في زنازين الظلم والجور، يتقدمهم الأب الروحي للحراك آية الله الشيخ نمر النمر، ولا تزال جماهيرنا تواصل مسيرتها ثابتة العزم، قوية الإرادة، لم يزعزع صمودها إرهاب السلطة وبطشها وعربدة مدرعاتها في الشوارع والأزقة.
وكل الأخبار الواردة من عمق المعتقلات تنبؤنا عن بطولات الصمود والثبات والتحدي التي يسطرها أبناء ورموز الانتفاضة المباركة وسط زنازين الظلم والجور السعودي.
ورغم قسوة المعاناة وضخامة التضحيات التي قدمتها جماهيرنا الأبية، إلا أنها لم تنجرّ إلى استخدام حقها المشروع في الدفاع وردع المعتدين ولم تستطع السلطة استدراجها لمستنقعها الآسن، فجماهيرنا لم تحمل سلاحاً، وتشبّثت بإصرار مستميت أن تبقى حاضرة في ميدان التظاهر والاحتجاج، تتحدى تصعيد السلطات وتيرة بطشها العسكري والأمني واستمرارها في سفك الدماء الزكية التي حرّمها الله وعصمها.
إن حوادث استشهاد شبابنا العزّل برصاص الغدر السعودي مصورة في أغلبها، وقد نشرت مقاطع الفيديو على الشبكة الالكترونية، فهل رأى أحد من العالم سلاحا إلى جانب شهدائنا؟! رأينا الكاميرات التي وثقت جرائم النظام، ورأينا اليافطات وبيان الشهيد آل مطرشعارات المطالبة بالعدل والكرامة والحرية، وسمعنا نداءات وأصوات النصرة للمظلومين والمعتقلين، وكل ما بثّته السلطة من أكاذيب وأضاليل وافتراءات لم تستطع أن تقدم عليه دليلاً ملموسا واحداً!!.
إن أجساد شهدائنا تشكل أكبر وثيقة إدانة لعنف السلطة واجرامها، فآثار الرصاص وعلامات التنكيل والتمثيل بها موثقة، وما نشر منها ليس سوى نماذج، وليعلم النظام بأننا نحتفظ في أرشيف الحراك الثوري بالكثير من الوثائق والشهادات الدامغة التي سننشرها في الوقت المناسب، وقد اقتربت اللحظة التي سنقاضي فيها النظام على جرائمه لننتزع حقوق شهدائنا وشعبنا، ولن نعترف بمهازل المحاكمات الصورية والمسرحيات المفبركة التي يخرجها ويمثلها النظام أمام قضائه الفاسد وقضاته الأجراء.
لقد حاول النظام أن يخفي جرائمه بحق جماهيرنا وشهدائنا، وسعى لتشويه صورة كافة الشهداء منذ اليوم الأول لسقوط الشهيد ناصر المحيشي، فاتهمهم كذباً وزورا بالعنف واستخدام السلاح، وتعامل مع قضية القائد الشهيد المطر بنفس المنهج والأسلوب محاولاً استغلال وصفنا للشهيد بـ”القائد الميداني”.
إننا في أربعين القيادي الشهيد المطر نهيب بجماهيرنا أن تقتدي به وتسير على خطاه، فقد كان نموذجا في شجاعته ومبادراته الميدانية، وتصديه وبسالته وابداعه المستمر في تطوير ودعم الحركة الاحتجاجية ضد طغيان النظام السعودي.
ورغم حداثة سنّه، فقد كان الشهيد معطاء، مثابراً، مضحياً، مقداماً لم ترهبه استعراضات مرتزقة النظام الجائر المدجّجة بالأسلحة، وتحدى غطرسة القوة التي تمارسها مدرعات النظام وعرباته المصفحة.
لقد نهض الشهيد المطر بمسؤوليات جهادية مقدسة فكان يُنظم مسيرات الاحتجاج، ويؤمّن متطلبات التظاهر، ويرصد انتهاكات عناصر السلطة، ويُقنع الأهالي بحماية المحتجين وإيوائهم، وساهم في اسعاف الجرحى وتأمين علاجهم.. وإلى جانب ذلك كان صوتا يدعو الى نصرة القضايا المحقة لمظلومي بلاده، يحث الشباب من أقرانه وزملاء دراسته إلى حضور مسيرات الاحتجاج والمشاركة في ميادين التظاهر.. لهذا كله استحق الشهيد أحمد المطر وسام القائد، فهو كان بحق كذلك. ونعم القائد.