الشكر لك انت ..سیدی أيها الولي الفقيه

الشكر لك انت ..سیدی أيها الولي الفقيه
الثلاثاء ١٢ فبراير ٢٠١٣ - ٠٣:٣٣ بتوقيت غرينتش

تبدو مفهومة (اسداء الشكر للآخر) سلوكا انسانيا عاديا لكنه من نوع (السهل الممتنع)، لانه لكي تشكر احداً قد تكتفي بكلمة، لكن لكي يفهم الآخرون (لماذا انت تشكره)، فقد تحتاج المسألة الى المزيد من الايضاح.

بالامس اعرب سماحة قائد الثورة الاسلامية السيد علي الخامنئي (دام ظله الوارف) عن شكره البالغ لجميع ابناء الشعب الايراني بسبب مشاركتهم في مسيرات يوم تخليد الذكرى الرابعة والثلاثين لانتصار الثورة الاسلامية المظفرة (22 بهمن 1391 حسب التقويم الايراني) الذي وافق يوم 29 ربيع الاول 1434 هجري (10 شباط 2013 م) فقد اوضح سماحته (ان المشاركة الجماهيرية في هذه المراسم، ادخلت اليأس والاحباط في قلب العدو الذي كان يتمنى الا يستجيب المواطنون لنداء الثورة والجمهورية الاسلاميتين). كما وصف السيد الخامنئي في معرض حديثه لكبار تلاميذه من طلبة العلوم الدينية يوم الاثنين 11 شباط 2013 (المشاركة الجماهيرية الواسعة من الشيوخ والشباب والنساء والرجال في مسيرات ذكرى دخول الثورة الاسلامية ربيعها الخامس والثلاثين بالحدث العظيم، والنعمة الالهية الكبرى التي تستحق كل الثناء والشکر).
وبقراءة كلمات السيد القائد المفعمة بالعرفان للجميل الموجهة الى جماهير الشعب الايراني المؤمن المضحي، يمكن القول ان سماحته قام بما يمليه عليه تكليفه الشرعي والاخلاقي عبر تقديم آيات الشكر والثناء للمواطنين رجالا ونساء،شيوخا وشبابا واحداثا، نظرا للدور التكاملي الذي يؤديه جميع هؤلاء من اجل حماية الثورة الاسلامية ومكتسباتها العظيمة المادية والمعنوية، اضافة الى دورهم الاساسي في تقويض مؤامرات الاعداء المستكبرين وعملائهم على مستوى اضعاف وهج الروح الثورية الخلاقة في نفوس ابناء الشعب الايراني المجاهد، بل واجهاض مساعيهم المستميتة للوصول بالبلاد والعباد الى اعتناق "عقيدة اليأس والقنوط والانهيار" في مواجهة الكم الهائل من المشاريع والسلوكيات المعادية والتيارات الفكرية الانحرافية.
لقد أراد السيد القائد بتقديره للمواطنين الطيبين، الجزم بحقيقة قاطعة مفادها: ان الثورة الاسلامية اضحت بعد 34 عاما من انتصارها على الظلم والطغيان، بمثابة "الام الرؤوم" و"الحضن الدافئ" الذي يعمل على تأمين الامن والراحة والاطمئنان اضافة الى الشعور بالعزة والفخر والكرامة في نفوس ابناء ايران بل في نفوس المسلمين والعرب واحرار العالم اجمع بلا استثناء.
فقد اثبتت المسيرات المليونية في طول البلاد وعرضها ان الايرانيين المؤمنين بثورة الفقيه ودولته ، ايمانا لا لبس فيه جسدوا حقيقة (الاستغناء التام) عن كل ما في ايدي القوى الاستكبارية الكبرى من خبرات وتجارب وابداعات، وهي - بالطبع - منظومة محكومة تماما بقواعد الاحتكارات العالمية، مثلما انهم ايقنوا بان الاستقلال الناجز هو العامل الاصلی  الذي رفع هامات الايرانيين والمسلمين والثوريين والتحرريين عالیة، وهو الذي جعل من طهران قوة اسلامية اقليمية وعالمية يشار لها بالبنان ويعترف بقدراتها الاعداء قبل الاصدقاء.
وعلى اثر هذا التحول يتضح لنا اسباب التحليل العلمي لـ (الشكر الذي تقدم به قائد الثورة )الى رواد مسيرة التحدي والاقتدار والشموخ، وهم عموم الشعب الايراني الذين انجبوا العلماء والمبدعين والمخترعين والابطال المرابطين الذين يعملون مثل (خلية النحل) من اجل حماية الجمهورية الاسلامية من المؤامرات والضغوط والعقوبات من جهة، والأخذ بها الى ذرى المجدوالسؤدد والتألق في علوم الذرة والفضاء والتقنيات العملاقة والدقيقة (الحربية الدفاعية) و(السلمية الانسانية) من جهة اخرى.
الثابت في هذا الاتجاه ان الشعب الايراني الذي ابدى على الدوام (مراتب السمع والطاعة) لقائده الولي الفقيه وتوجيهاته وارشاداته، قد جني ثمار هذا الاقتداء يانعة، وآمن منذ البداية ان الوفاء لثوابت الاسلام و مدرسة القرآن الكريم والعترة النبوية الطاهرة، والالتزام بمبادئ الثورة الاسلامية المحمدية التي اطلقها سيدنا الراحل الامام الخميني(قدس سره)، كل ذلك قد عززمكانة ايران قيادة وحكوما وشعبا بين امم الارض، وجعل الجمهورية الاسلامية صاحبة فصل الخطاب في المعادلات الاقليمية والدولية، الامر الذي لم يكن متاحا لها قبل الثورة وفي عهد الحكم الاستبدادي الشاهاني الذي كانت مهارته في حالتين هما: التنمر على الشعب الايراني المؤمن، والتجرذن امام الغطرسة الاميركية والاوروبية والاسرائيلية.
وعودا على بدء وانطلاقا من مفهومة (الشاكر والمشكور) في بداية المقال، ارید ان اخلص الی القول كالآتي:
(اذا كان السيد  القائد قد قدم شكره للمواطنين على مشاركتهم المهيبة في مسيرة ذكرى انتصار الثورة الاسلامية المظفرة، فان الواجب هو أن نشكر سماحة الامام الخامنئي اكثر من الف مرة، لانه قبل بحمل امانة مواصلة مشوار ثورة الفقيه المجاهد الامام السيد روح الله الموسوي الخميني بعد انتقاله الى الملأ الاعلى في حزيران عام 1989، وتحمل لاجل ذلك جميع الصعاب والمشاکل و الضغوط الخارجية والداخلية، ومنه صبره  اللامحدود على اذى الناكثين والقاسطين والمارقين، من الذين ارادوا ان تكون تجربة الولي الفقيه تبعا لاهوائهم وأمزجتهم، وتماشیا مع ضيق افق افكارهم ، ووفقا لتأویلاتهم هم).
  وعلی الرغم من کل ذلک فإن العقود الماضية برهنت على أنَّ قيادة السيد الخامنئي كانت هي الغالبة والحاضنة فی ان معا . فقد اسرت الجمیع بسعة صدرها وسماحتها وتواضعها،وقد استطاعت ان تبدد الكثير من التهديدات والاعاصير العاتية، من اجل ان تصل الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة الى ما وصلت اليه اليوم من تعاظم  منقطع النظیر يفخر به كل الايرانيين بل جميع المؤمنین والرسالیین والثوار والشرفاء في هذا العالم.
 
*حمید حلمی زادة