دورة ثانية من الانتخابات الرئاسية في قبرص

دورة ثانية من الانتخابات الرئاسية في قبرص
الأحد ١٧ فبراير ٢٠١٣ - ١٠:٣٧ بتوقيت غرينتش

تصدر اليميني نيكوس اناستاسيادس الاحد نتيجة الدورة الاولى من الانتخابات الرئاسية متقدما بفارق كبير على منافسه الابرز ستافروس مالاس ولكن من دون ان يتمكن من حسم النتيجة لصالحه، ما يحتم اجراء دورة ثانية حاسمة بينهما الاحد المقبل، بحسب النتائج الرسمية النهائية.

واظهرت النتائج حصول اناستاسيادس (66 عاما) زعيم حزب التجمع الديموقراطي (ديسي) اليميني على 45,46% من الاصوات مقابل 26,91 لخبير الهندسة الجينية ستافروس مالاس (45 عاما)، وزير الصحة السابق المستقل المدعوم من حزب اكيل الشيوعي بزعامة الرئيس المنتهية ولايته ديمتريس خريستوفياس.
اما وزير الخارجية الاسبق جورج ليليكاس (52 عاما) المدعوم من الاشتراكيين فحصل على 24,93% من الاصوات ليخرج بذلك من دائرة المنافسة.
واذا كان ليليكاس خرج فعليا من دائرة المنافسة الا ان نسبة الاصوات الكبيرة التي حصل عليها تجعل منه بحسب المراقبين "صانع الملوك" في الدورة الثانية.
وكانت استطلاعات الرأي لدى الخروج من مراكز الاقتراع اعلنت فوز اناستاسيادس من الدورة الاولى بعدما اعطته 51,1% من الاصوات، ليتبين لاحقا ان هذه النتائج غير دقيقة.
ودعي 550 الف ناخب للتوجه الى مراكز الاقتراع التي فتحت ابوابها عند الساعة 07:00 (05:00 ت غ) واغلقتها عند الساعة 18:00 (16:00 ت غ).
وبلغت نسبة المشاركة في الانتخابات 83,14% اي اقل من نسبة ال90% التي سجلت في الانتخابات السابقة. والتصويت الزامي ودونه غرامة ولكنها لم تعد تطبق بسبب تشريعات اوروبية تمنع ذلك.
وتعتبر هذه الانتخابات من بين الاكثر اهمية التي شهدتها الجزيرة المتوسطية منذ استقلالها وهي تتوج حملة انتخابية تركزت على خطة انقاذ هذا العضو في الاتحاد الاوروبي من الافلاس.
وحظي اناستاسيادس بدعم حزب ذيكو (وسط- يمين) في السباق الى الرئاسة الذي ركز وخلافا للانتخابات السابقة، على الازمة الاقتصادية وليس على ازمة انقسام الجزيرة.
واناستاسيادس محام وسياسي مخضرم يتزعم حزب ديسي اليميني منذ 1997. وفي 2004 دعم خطة كوفي انان لتوحيد الجزيرة التي طرحتها الامم المتحدة على استفتاء رفض خلاله القبارصة اليونانيون الوحدة بنسبة 75,8%. وقد ادى ذلك موقفه هذا الى انسحاب العديد من نواب الحزب.
ويعتبر من المؤيدين لاوروبا ويريد ان يساهم الاتحاد الاوروبي في البحث عن اتفاق سلام في قبرص رغم ان ليس لديه استراتيجية واضحة لتحريك المفاوضات المتعثرة حاليا تحت رعاية الامم المتحدة. وقد اعرب عن استعداده لاصلاحات كبيرة للنهوض باقتصاد الجزيرة التي تتخبط في ازمة خطيرة ويؤيد خطة تقشف مقابل الحصول على خطة انقاذ دولية يجري وضع اللمسات الاخيرة عليها.
وقال اناستاسيادس بعد الادلاء بصوته في مدينة ليماسول الساحلية (جنوب) ان التحدي هو "بقاء البلد فقط لا غير". وكان صرح في اخر تجمع انتخابي له "اطلب منكم منحي ولاية قوية" مضيفا "الفوز من الدورة الاولى هو ما تحتاج اليه هذه البلاد ولذلك اعتبارا من الاثنين يمكنني ان ابدأ بمعالجة ازمة الديون".
وفي احد مراكز الاقتراع في نيقوسيا قال الناخب خريستودولو كرياكيديس "احاول اختيار اهون الشرين"، مضيفا "اريد شخصا قادرا على تقديم الافضل للاقتصاد لكن بدون ان نرتهن" الى قوى اجنبية.
ويعتبر اناستاسيادس شخصية يمكن للاتحاد الاوروبي التعامل معها في حين ان موقفه بالنسبة لانهاء انقسام قبرص اكثر مرونة من منافسيه.
اما مالاس فيدعو الى اجراءات تقشف اكثر ليونة. وقال مالاس بعد الادلاء بصوته في العاصمة نيقوسيا "هذا يوم يكتب فيه اهم فصل في تاريخ الشعب القبرصي".
وقال مسؤول في حزب اكيل متحدثا باسم مالاس "ستكون هناك معركة في الدورة الثانية ويمكننا الفوز فيها".
ومساء الاحد اثر صدور النتائج الرسمية النهائية، رفض ليليكاس اعطاء ادنى مؤشر الى الجهة التي سيجير اصواته لصالحها، وهي اصوات سترجح بدون شك كفة المرشح الذي ستصب لديه.
وقال ليليكاس للصحافيين "سنتباحث في هذه المواضيع في الايام المقبلة".
من جهته قال مالاس اثر صدور النتائج ان حملته "كان فيه كثير من القواسم المشتركة" مع حملة ليليكاس والمواقف التي تبناها الاخير.
بالمقابل قال اناستاسيادس ان ليليكاس هو "شخص يمكن التحدث اليه في الايام المقبلة".
والمهمة الاكثر الحاحا للرئيس المقبل مع بدء ولايته ومدتها خمس سنوات تبدأ في الاول من آذار/ مارس المقبل، ستكون الاتفاق على بنود خطة الترويكا الدائنة لانقاذ مصارف الجزيرة وانعاش الاقتصاد.
وتقدر قبرص التي تتفاوض حاليا مع صندوق النقد الدولي والاتحاد الاوروبي والبنك المركزي الاوروبي، انها تحتاج الى 17 مليار يورو منها 10 مليارات لتعويم مصارفها المكشوفة على الديون اليونانية.
 
 

تصنيف :
كلمات دليلية :