كلمات أكدها مصرفيون لموقع "اليوم السابع" المصري مع إعلان قطر امس الاثنين، عن اعتزامها إنشاء أكبر مصرف برأسمال مليار دولار، بالتعاون مع البنك الإسلامي للتنمية ومجموعة البركة وبنوك أخرى، مؤكدين أن صندوق الثروة السيادي القطري يسعى إلى اقتناص فرص استثمارية في مجالات اقتصادية تحقق ارتفاعًا في الطلب على منتجاتها ومنها الصيرفة، وهو ما يعزز نفوذها في المنطقة.
وقال طارق حلمي، العضو المنتدب السابق للمصرف المتحد، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن دول العالم تسعى إلى زيادة نفوذها السياسي عبر قوة المال والاقتصاد، موضحًا أن ما شجع دولة قطر على الإعلان عن تأسيس أكبر كيان مصرفي، هو الثورات العربية، والتوقعات التي تشير إلى ارتفاع حجم الطلب على المنتجات والخدمات البنكية المتوافقة مع أحكام الشرع في دول الربيع العربي، وأيضا الركود الذي أصاب بعض الاقتصادات الكبرى في أوروبا.
من جانبه قال أحمد سليم، المدير بالبنك العربي الأفريقي الدولي لـ "اليوم السابع"، إن قطر تتطلع إلى لعب أدوار هامة في منطقة الشرق الأوسط عبر توظيف السيولة والوفورات المالية لديها في استثمارات وقطاعات اقتصادية مزدهرة، مؤكدًا أن قطاع الصيرفة يحقق نسب نمو مرتفعة في الدول العربية المطلة على الخليج الفارسي ومنها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وهو ما شجع دولة قطر على التوجه نحو تأسيس كيان مصرفي كبير يتوسع في دول الربيع العربي للاستحواذ على حصة هامة في هذا المجال.
من جانبه قال مسؤول حكومي رفيع المستوى لـ"اليوم السابع"، إن صندوق الثروة السيادي القطري والذي يحتل المرتبة السادسة عالميا بين صناديق الثروة، من حيث إجمالي حجم الاستثمارات بأصول تقدر بـ 230 مليار دولار، يدرس دخول بقوة في مجال الفرص الاستثمارية الكبرى ومنها دول الربيع العربي والأسواق المصرية، مع صعود تيار الإسلام السياسي في تلك الدول وفرص نمو الصيرفة وارتفاع الطلب على منتجاتها، ما يساهم في زيادة نفوذ الجانب القطري في منطقة الشرق الأوسط.
وأعلن يوسف حسين كمال وزير الاقتصاد والمالية القطري اعتزام بلاده إنشاء أكبر مصرف برأسمال مليار دولار، بالتعاون مع البنك الإسلامي للتنمية ومجموعة البركة وبنوك أخرى.
وقالت مصادر بنكية موثوقة إنه سيتم الإعلان عن البنك الجديد رسميا في غضون الأشهر القليلة القادمة، وستمتلك حكومة قطر 30% من رأسمال البنك الجديد مع تسجيله بمركز قطر للمال.