نصرة الأسرى.. انتفاضة ثالثة

نصرة الأسرى.. انتفاضة ثالثة
السبت ٠٦ أبريل ٢٠١٣ - ٠٦:٠٢ بتوقيت غرينتش

في كل مرحلة يمنح الدم الفلسطيني الزمان اسما جديدا يصلح للتأريخ وضبط حركة التفاعلات في المنطقة.. وفي كل حفلة دم يقدّم الفلسطينيون وسائل جديدة تسمى باسمهم فيكونوا من جديد على أهلية التكليف الإلهي بالرباط، في أرض أرادها الله مجمعا لأنبيائه ورسله وساحة ينهزم عليها أعداء الإنسانية.

في كل مدن الضفة الغربية ومخيماتها وقراها جموع الشباب تقتحم الحواجز وتشتبك مع قوات المحتلين بالحجارة، فيرد المحتلون بالرصاص الحي وقنابل الغاز فيسقط الشهداء تلو الشهداء فيما الجرح الأليم يعصر من داخل السجون حيث المضربين عن الطعام يعتصر الجسد الفلسطيني كله.. فتلف الانتفاضة بشرايينها أنحاء الوطن بروح جديدة فيها تضحيات وأوجاع، لكن فيها كرامة وإحساس بالحرية يأخذ بأيدي الشعب الأعزل حتى من قيادته نحو المواجهة غير المتكافئة.

في فلسطين بطل وحيد إنه الشعب بعد أن انهمكت قياداته في التشبث بضرورة إنجاز استحقاقات سياسية يعد بها الطرف هذا أو ذاك.. الشعب وحيدا في معركة الانتصار لأبنائه المضربين عن الطعام.. فيما قياداته غير قادرة أن تتقدم خطوة عملية حقيقية نحو حماية الكيان السياسي من التقسيم والانقسام.. هنا من غير المجدي أن تكال التهم لهذا الطرف أو ذاك لأن المتسبب في الانقسام معروف وملاحق بفعلته أمام الشعب والتاريخ، لكن المهم الآن قبل مطالبة العرب بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني أن يتوحد صف الفلسطينيين السياسيين في كيان سياسي واحد ومشروع وطني واحد، يتم التفاهم عليه محققا الحد الأدنى لكل طرف سياسي.

انتفاضة ثالثة تعني بوضوح تعطيل الأعمال وتقديم الشهداء والجرحى والمعتقلين والملاحقين، وتعني كذلك أن إسرائيل لا تريد أن يسود جو من الاستقرار الأمني يترك فرصة لأطراف دولية، تحقيق بعضا من الإنجازات على الأرض لصناعة سلام حتى ولو بالطريقة الغربية.. وانتفاضة ثالثة تعني كذلك أن إسرائيل تجد ما تحشد به الموقف الإسرائيلي والمؤيد لها في العالم ضد الإرهاب الفلسطيني.

هذا صحيح وهو يعني في الاتجاه نفسه اسقاط جهود السلطة الفلسطينية، الساعية بدأب نحو الزام إسرائيل بما تم التفاهم عليه والاتفاق الموقع على مرأى ومسمع العالم.. ولكن المهم هنا اعادة الاعتبار لمفهوم الاستعمار الاحلالي والذي لايمكن التوصل معه بحلول سياسية وسلمية انما يصر هذا النوع الإحتلالي على الجر إلى معركة المواجهة فهل يستطيع الفلسطينيون بالضفة الغربية أن يواصلوا كفاحهم السلمي والتشبث بأوامر السلطة، أن لا ينزلقوا إلى مواجهات؟؟ إن الظلم الصهيوني وصل مداه وإن الخداع الصهيوني ملء البر والبحر، ولن يطول صبر الفلسطينيين في الضفة الغربية على هذا الاستخفاف الصهيوني بهم، والقتل لأبنائهم وهم حتما سائرون والأمور كما نرى إلى تفجير انتفاضة كتلك التي كانت في قطاع غزة تنتهي بالاحتلال إلى الهروب.. على أرضية هذه المعطيات يصبح ملحا على الأنظمة العربية مساندة الشعب في معركة الوجود.

* الشروق- صالح عوض