المالكي: نرفض توجيه اي ضربة لايران

المالكي: نرفض توجيه اي ضربة لايران
الأحد ٠٧ أبريل ٢٠١٣ - ٠٧:٠٥ بتوقيت غرينتش

رفض رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، توجيه ضربة لجمهورية ايران الاسلامية من قبل الولايات المتحدة، محذرا من ان كل دول المنطقة تعرف رد فعل ايران وباي اتجاه سيكون، مبديا اسفه لقيام القمة العربية باعطاء مقعد سوريا لمعارضتها، موضحا ان المقعد يعطى للدول وليس للهيئات.

وتحدث رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في حوار موسع مع صحيفة الاهرام المصرية عن مواضيع مختلفة منها العلاقات المصرية العراقية‌ والازمة السورية والبرنامج النووي الايراني حيث انتقد المعايير المزدوجة لدى الدول الغربية تجاه الموضوع النووي.
وقال المالكي: عندما تكون الأجواء تهديدا بالحرب فطبيعي أن يزعجنا ذلك، وحين يكون الحديث عن سلاح نووي يزعجنا أيضا؛ لأننا جزء من المنطقة ويقلقنا الموقف الدولي من مسألة السلاح النووي في المنطقة العربية، ويؤسفنا أن نري المجتمع الدولي يتعامل بشكل لا يبالي بمعايير الموقف من السلاح النووي؛ متسائلا لماذا السكوت عن السلاح النووي الإسرائيلي؟.
وأضاف رئيس الوزراء العراقي ان "المجتمع الدولي مطالب بأن يخلصنا من السلاح النووي الإسرائيلي حتى لا يتجه آخرون نحو إنتاج السلاح النووي الذي إن وجد في هذه المنطقة الملتهبة من العالم فسيكون خطره على العالم أجمع".
وردا على سؤال في حال أقدمت الولايات المتحدة أو غيرها على ضرب إيران، ما هو الموقف العراقي حينئذ؟ اجاب "بالتأكيد نرفض ذلك والعالم يعرف ماذا تعني الضربة لإيران؛ وكل دول المنطقة تعرف رد فعل إيران، وبأي اتجاه سيكون الرد الإيراني، باتجاه دول الخليج (الفارسي) أم باتجاه "إسرائيل" ؟ وما هي التداعيات على المنطقة. مؤكدا اننا بالعراق سنكون الأكثر تضررا إذا نشبت الحرب لأن كل تصديرنا للنفط عبر الموانئ فإذا أغلق مضيق هرمز فكيف سيحصل العراق على عائداته النفطية إضافة إلى أنه ستتحرك فتنة في المنطقة؛ فتنة في العراق ولبنان و الخليج (الفارسي) وأنا أتحدث دائما مع الجانب الأميركي وغيره، وأجد أن هناك توجها لا بأس به من الإدارة الأمريكية بأنها ليست مع الضربة العسكرية لإيران لأنهم يقرأون الآثار وردود الأفعال.
وفي سؤال عن الولايات المتحدة الأميركية والقدرة على حل الازمات، قال: يبدو أن الإدارة الأميركية ليست كما نتوقع (ونتصور)، فقد كانت في السابق تدخل طرفا في حل الأزمات، أما الآن فلا نجد حل الأزمات وإنما إدارة الأزمات.
وأضاف المالكي: يبدو أنه حتى إدارة الأزمات أصبحت صعبة سواء على أميركا أو المجتمع الدولي أو الجامعة العربية. فالعرب غير قادرين على إحاطة أزماتهم بالعناية والرعاية والحل، ومجلس الأمن وأميركا غير قادرين، وهذه ورقة خطيرة جدا.
وتابع: ويقلقنا أنهم يدعمون الإرهاب في دولة ويحاربونه في أخرى. يقلقنا أن تقاتل الإرهاب في مالي وتدعمه في بلدان المنطقة (في اشارة الى سوريا)، لإرضاء الكيان الإسرائيلي أو بعض دول المنطقة أو من أجل التحالفات.
واشار الى ما يجري في سوريا، واكد انه ينعكس على العراق ولبنان وتركيا، "ولذلك نعمل على أن نجد حلولا للمشاكل من قبلنا مباشرة وعندنا حاليا حوارا مع تركيا التي توترت علاقتنا معها بعض الوقت".
وبين ان ما يجري في سوريا قد يفجر حربا داخلية في العراق وأضاف: لو كان المتغير في سوريا بمجيء "جبهة النصرة" والتشكيلات المتشددة الطائفية فستتحول إلى العراق مباشرة، ولذلك وقفنا في سوريا باتجاه دعم التغيير الذي يستند إلى الاعتدال.. إلى قوى سياسية تحقق شراكة وبناء دولة سورية لا تكون مرتعا للإرهاب أو المتطرفين.
وعن اعطاء الجامعة العربية بتمثيل المعارضة السورية في قمة الدوحة، اوضح أن "الخطوة التي أخذتها القمة العربية مؤسفة، ونحن لم نوافق على تسليم مقعد سوريا إلى المعارضة التي لا نعرف من هي؛ وهذه سابقة خطيرة، لأن المقاعد تعطي للدول لا للهيئات.. ونرفض تسليم سفارات سوريا للمعارضة، فهذا الشأن يمكن أن يطبق على العراق وعلى مصر وعلى أية دولة أخرى.
واضاف المالكي "كنت أسمع من الجانب الأميركي أن النظام في سوريا سيسقط خلال شهرين؛ لم أكن أتفق مع هذا الطرح، فقد عشت في سوريا وأعرف أن فيها اهل السنة وعلويين ووسطيين ودروز وفيها جيش وفيها استعدادات للمواجهة، وفيها أجهزة أمنية، وليس من السهولة أن يسقط نظام بهذا الشكل، فكنت أقول لن يسقط قبل سنتين، ولم يكن ذلك تعبيرا عن رغبتي، وإنما تقديري للواقع، وفعلا انتهت سنتان وازدادت المعارك ولم يسقط النظام؛ إذا جاء نظام يدعو للتمدد كما يتمناه البعض في العراق فسوف تشتعل به الطائفية وينقسم العراق.. إذا جاء نظام متطرف في سوريا فهذه هي النقطة الحقيقية للتقسيم في العراق.
وتحدث المالكي عن العلاقات المصرية العراقية، قائلا: أنا أنظر إلى العلاقات بشكل عام ليس في مقدار ما تقدمت من خطوات، وإنما أنظر إليها من حيث الرؤية الإستراتيجية للعلاقات. وننظر إلى مصر بحجمها وبثقلها وتاريخها. وننظر إليها من خلال العراق الذي يريد أن يتكامل ويتعاون مع مصر التي تشكل ثقل الأمة العربية.
واضاف أن الأزمة التي ضربت المنطقة العربية بما يسمي "الربيع العربي" وهي في وجه جيدة وخلصتنا من الديكتاتورية وحكام متسلطين في بعض الدول، لكنها في الوجه الآخر أوجدت وضعا مضطربا، ويؤسفنا أن دعاة التطرف وجدوا مرتعا خصبا كي ينمو فكرهم ويكبر على حساب الاستقرار في المنطقة.
وعن المشكلات على صعيد العلاقات العراقية ـ التركية، اوضح انه "ليس هناك أكثر من قضية واحدة؛ وهي مفتاح سحري إذا تم حلها فستتحقق معها كل المعطيات الايجابية. فنحن لا نريد أن نتدخل بشأن تركيا ولا أن تتدخل تركيا بشأننا إلا على أساس العلاقة والصداقة بين دولتين".
وتابع: نريد أن نتعامل مع تركيا كحكومة ودولة ونريد من تركيا أن تتعامل معنا أيضا كحكومة ودولة وليست مكونات. هذا هو فقط ما نريده.
اما العلاقات مع قطر فاكد انها غير مريحة.