الخبير الإستراتيجي أمير الموسوي:

ايران مستعدة للتفاهم مقابل الاعتراف بحقها النووي

الأحد ٠٧ أبريل ٢٠١٣ - ٠٧:٢٢ بتوقيت غرينتش

طهران (العالم) ‏07‏/04‏/2013 – اعتبر خبير إستراتيجي أن إيران تؤكد ضرورة اعتراف الغرب بحقها في امتلاك التقنية النووية السلمية، وأن الغرب لا يريد أن يعترف بذلك بشكل رسمي، معبرا عن إعتقاده بأن طهران مستعدة للتحاور حول التخصيب بنسبة 20% وقضايا أخرى مقابل الإعتراف بحقها النووي السلمي.

 وقال أمير الموسوي في حوار مع قناة العالم الإخبارية مساء السبت إن مفاوضات المآتي-2 تميزت بأنها سبقتها مسودة جاهزة فيها نقاط محددة وإلتزامات لكل طرف، تم تهيئة هذه المسودة في اسطنبول قبل اسبوعين تقريبا من قبل خبراء من الجانبين، ولذلك ذهب المفاوضون هذه المرة بوضوح وبينة ليتدارسوا هذه المسودة. 

الغرب لا يريد الاعتراف رسميا بحق ايران النووي السلمي

 وأضاف: المشكلة تكمن في أمر واحد هو أن الغرب لا يريد أن يعترف بحق إيران بإمتلاك تقنية نووية سلمية بصورة علنية، وهم يريدون أن يتداولون القضايا خلف الستار ووراء الكواليس، ويريدون تفاهمات سرية على المبادئ العلنية. 

وتابع: كل ما طلبته إيران من الدول الغربية هو الإعتراف الرسمي والصريح بحقها بإمتلاك تقنية نووية سلمية ومراجعة "العقوبات" المفروضة عليها على خلفية برنامجها النووي السلمي، مقابل التفاهم حول كل شيء بما في ذلك التخصيب بدرجات مختلفة، وايران ليس لديها خط أحمر سوى الإعتراف بحقها بإمتلاك تقنية نووية سلمية. 

وصرح الموسوي: التخصيب الذي تريده إيران لا يتجاوز 5%، صحيح أن إيران إحتاجت يوما من الأيام الى التخصيب بدرجة 20%، لكن هذا الأمر فرض على إيران بسبب ان فرنسا لم تلتزم بتعهداتها وإلتزاماتها تجاه إيران، وعندما إتجهت إيران للتخصيب بدرجة 20% كانت ظروف طارئة غير عادية، وإذا التزم الغرب بإلتزاماته فأعتقد أن إيران ممكن أن تغير إتجاه التخصيب بدرجة عالية. 

وأشار الى أن الغرب لديه رغبة لإنهاء الخلاف حول البرنامج النووي الإيراني لكن "بإستحياء"، قائلا إن الغرب لديه غروره وتعنته وحالته الإستكبارية، لذلك لا يستطيع أن يتنازل امام إرادة قوية صلبة كإرادة الجمهورية الإسلامية كدولة مستقلة ومسلمة، لكنه جاء بهذا الإتجاه عندما وافق على مراجعة "العقوبات" وعندما أشار بإستحياء حول أنه سيعلن حق إيران بإمتلاك تقنية نووية سلمية لكنه أخّر هذا الامر. 

المشكلة تكمن في: من الذي سيبدأ الخطوة الأولى

 وعبر عن إعتقاده بأن المشكلة تكمن في من يبدأ الخطوة الأولى، قائلا إن إيران وافقت على ما يبدو بأن تتحاور حول قضية درجة التخصيب 20%، ووافقت على المفاوضات والحوار حول البروتوكول الإضافي ووافقت حول البند "3-1" وهو بند مهم جدا والغرب يصر على أن تقبله إيران، وحول زيارة بعض المواقع، وغيرها.

 وتابع الموسوي: لكن إيران تقول قبل كل شيء على الغرب أن يعترف بحقها بإمتلاك التقنية النووية السلمية، لكن من يبدأ الخطوة الأولى هذا هو الأمر المهم الآن، وأعتقد أن الغرب إعترف بحق إيران ولكن بصورة غير رسمية، وهذا الإعتراف لاحظناه منذ مفاوضات بغداد.

 الغرب اعترف ضمنيا بعد مفاوضات بغداد

 وأوضح الموسوي أنه قبل مفاوضات بغداد كل القرارات التي صدرت من مجلس الأمن الدولي كانت تطالب إيران بإيقاف جميع أنشطتها النووية حتى المختبرات في الجامعات، وإيقافها حتى على أقل المستويات بما فيها العلمي والدراسي.

 وقال: التطور المضطرد والسريع خلال السنتين الاخيرتين، والذي إستطاعت إيران من خلاله أن تخصب اليورانيوم بدرجة 20% وصناعة القضبان وتبديلها الى بطاريات وتركيب هذه البطاريات وإنجاح العملية كلها في أمير آباد، جعل الغرب يعترف بصورة غير رسمية عندما طالب طهران في محادثات بغداد بإيقاف تخصيب اليورانيوم بدرجة 20%، وهذه اعتراف ضمني بأن إيران تستمر بتخصيب اليورانيوم بأقل نسبة.

وبيّن أن الإعتراف الرسمي إذا تم من قبل الدول الغربية فأنه سيؤثر لاحقا على قرارات مجلس الأمن الدولي، مشيرا الى أن هذا الامر يحفز الدول الغربية على أن لا تعطي هذا الإمتياز بسرعة الى إيران، لأن إيران بمجرد أن تحصل على الإعتراف الرسمي ستطالب هذه الدول بمراجعة القرارات التي صدرت ضد طهران على خلفية برنامجها النووي السلمي.

 إيران لم توقع على بند 3-1 وغير ملزمة بإطلاع الوكالة بنواياها

 وأوضح الموسوي أن البند 3-1 هو طوعي، وأن الدول الموقعة على معاهدة ان بي تي يمكنها ان توقع على هذا البند، مبينا أن هذا البند يفرض على الدولة التي توقع عليه أن تخبر الوكالة الدولية للطاقة الذرية بماذا تنوي ان تعمله في مجال الطاقة النووية السلمية مستقبلا، كبناء مواقع محطات او تطوير اجهزة طرد مركزي او إكتشاف مصادر جديدة لليورانيوم.

وقال الموسوي: يؤخذ على إيران أنها بنت محطة فوردو من دون أن تخبر الوكالة، وإيران كان لها رد قانوني ورسمي، وهي أنها لم توقع على البند 3-1، ولو كانت موقعة عليه فسيكون بناء موقع فوردو مخالفا وتحاسب دوليا عليه، وإيران غير ملزمة بأن تبرز نواياها من برامج نووية سلمية لأنها لم توقع على هذا البند. 

وكان أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الايراني سعيد جليلي أكد خلال مؤتمر صحفي عقده في مدينة الماتي بكازاخستان أن جولة المحادثات مع مجموعة 5+1 تمخضت عن مقترحات ايجابية، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن هناك قدرا من التباعد بين مواقف القوى العالمية وايران في المحادثات النووية. 

واشار جليلي إلى أن ايران اكدت على حقوق الشعب الايراني ومنها حق التخصيب، مؤكدا أن إيران تعتبر التخصيب حقا واضحا لها سواء كانت نسبته 5% أو 20%، موضحا أن التخصيب بنسبة 20% هو جزء من حقوق الشعب الايراني. 

وإعتبر جليلي أن "التخصيب" بامكانه ان يكون موضوعا للتعاون بين ايران ومجموعة 5+1، مشددا على أن طهران ترحب بالتعاون بين الطرفين. 

AM – 06 – 21:25

كلمات دليلية :