طائرات أميركية تستعد لتنفيذ إغتيالات بسوريا

طائرات أميركية تستعد لتنفيذ إغتيالات بسوريا
السبت ٢٠ أبريل ٢٠١٣ - ٠١:٣٢ بتوقيت غرينتش

كشف تقرير نشرته صحيفة لوس انجليس تايمز مؤخرا إن وكالة الإستخبارات المركزية الأميركية- السي اي اي- تحضر لتوسيع برنامج عمليات طائرات من دون طيار ليشمل سوريا.

وقال موقع النشرة اللبنانية انه تم إعطاء الأوامر لعملاء وكالة الإستخبارات المركزية الأميركية، بتكثيف جمع المعلومات عن قادة مسلحين موالين أو مقربين من القاعدة يعملون في سوريا، في إنتظار ضوء أخضر محتمل لإنطلاق طائرات من دون طيار لتصفيتهم، الواحد بعد الآخر، كما يحصل في دول أخرى.
في المقابل، وفي خطوة متناقضة تماما، وبحسب تقارير نشرتها أخيرا كل من صحيفتي نيويورك تايمز وواشنطن بوست فإن عملاء وكالة الإستخبارات المركزية الأميركية يعملون حاليا، وبشكل ناشط، على تدريب مقاتلين سوريين معارضين في مناطق سرية داخل الأردن، وذلك على إستخدام الأسلحة، وعلى تمريرها عبر مسارات غير آمنة، وعلى تنفيذ عمليات تجسس، وعلى كشف أعمال التجسس المضاد.
كما يقوم عملاء الـسي اي اي ودائما بحسب تقارير الصحيفتين الأميركيتين المذكورتين، بتمرير تقارير إستخبارية مهمة مرتبطة بمسؤولي النظام والجيش السوريين، إلى قادة ميدانيين في المعارضة السورية.
وأمام هذا التضارب في النظرة الأميركية إلى الوضع الداخلي في سوريا، تتجه الأنظار إلى الموقف الذي سيتخذه رئيس وكالة الإستخبارات المركزية الأميركية، جون برينان في المستقبل القريب إزاء الملف السوري.
وبرينان هو وراء بدء وكالة الإستخبارات المركزية بإستخدام الطائرات من دون طيار لاغتيال المسلحين في العديد من دول العالم، مثل اليمن وباكستان وأفغانستان وليبيا والصومال، وغيرها.

وصحيح أن هذا الموقف لن يعلن من على المنابر، لكن خطوطه العريضة ستظهر عبر التحركات الميدانية في سوريا، في ظل تساؤلات كبيرة للإعلام الأميركي بشأن ما إذا كان الرئيس الجديد لوكالة الإستخبارات المركزية، يحضر لإطلاق حرب جديدة بالواسطة، على غرار حرب أفغانستان ضد الجيش الروسي في ثمانينات القرن الماضي.
فهل إن إعلان الجيش الأميركي أخيرا عزمه على رفع تواجده في المملكة الهاشمية الأردنية، بحجة تدريب الجيش الأردني، وبحجة الإستعداد لأي تدخل محتمل لتأمين الأسلحة الكيماوية في سوريا، في الوقت الذي رفع الرئيس السوري بشار الأسد وتيرة إنتقاده لموقف الأردن محذرا من إنتقال الأزمة إليه، يصب في خانة التحضير لتدخل أميركي أكبر في سوريا؟ أم أن إنقسام رأي الإدارة الأميركية، لجهة الحرص على دعم المعارضين وإضعاف النظام، بالتزامن مع الخشية من نمو نفوذ المسلحين المتشددين والإستعداد لضربهم، سيبقي الأمور الحاسمة مجمدة في إنتظار مفاوضات ما، أو تغيير ميداني ما، أو ربما في إنتظار الإتفاق على رؤية موحدة للتدخل؟
وقد إلتحق برينان بالإستخبارات المركزية الأميركية  في العام 1980، وتقلب في مناصب عدة، أبرزها كمستشار أمني للرئيس الأميركي بيل كلينتون في العامين 1994 و1995، قبل أن يتولى في العام 1996، رئاسة مقر خارجي للإستخبارات في الرياض بالسعودية. وهو أشرف على ملف مكافحة الإرهاب، وتعقب قادة القاعدة من بن لادن نزولا. ونجح في إختراق تنظيم القاعدة نفسه بعملاء من ال CIA. وفي العام 2009، عاد برينان إلى واشنطن ليعين كمستشار للرئيس باراك أوباما لشؤون مكافحة الإرهاب. وفي العام 2013، حرص الرئيس أوباما الذي يثق جدا ببرينان، على تأمين التصويت الكافي لوصوله إلى رأس هرم وكالة الإستخبارات المركزية (حاز على 63 صوتا في مقابل 34 في تصويت مجلس الشيوخ)، على الرغم من المعارضة التي لقيها من مسؤولين أميركيين آخرين، باعتبار أن برينان متهم بإستخدام العنف خلال التحقيقات مع الموقوفين، وبقتل المدنيين أثناء تنفيذ مهمات أمنية، وبتفضيل عمليات التصفية على عمليات الإستقصاء وجمع المعلومات.